كيف نجحت «الكهرباء» في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة وعدم تخفيف الأحمال

ارشيفية
ارشيفية

شهد قطاع الكهرباء أمس الأربعاء، اختبارًا جديدًا للشبكة الكهربائية في مصر في ظل ارتفاع درجات الحرارة على جميع أنحاء الجمهورية والتي وصلت في بعض المحافظات إلى 45 درجة مئوية. 


وتسببت حالة الطقس فى زيادة الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء نظرا لمواجهة أغلب المواطنين ارتفاع درجات الحرارة بتشغيل أجهزة التبريد ومكيفات الهواء بجميع أنواعها، وفي ظل هذا شهدت البلاد استقرارًا تام في الشبكة الكهربائية دون وجود انقطاع في التيار ناتج عن تخفيف الأحمال، ولم يكن هناك إلا انقطاعات بسيطة ناتجة عن بعض الأعطال الطارئة. 


ومن خلال هذا التقرير، نعرض من خلاله ما قامت به وزارة الكهرباء لتنجح في مواجهة تلك الأحمال المرتفعة بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الطقس. 


برنامج شامل 
كشف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الشبكة القومية للكهرباء استعدت لمواجهة الارتفاعات فى درجات الحرارة قبل حلول فصل الصيف من خلال تنفيذ برنامج شامل لصيانة وحدات الإنتاج وصيانة محطات المحولات التابعة لشبكات النقل، بالاضافة الي تنفيذ تدعيمات كبيرة فى شبكات التوزيع من قبل شركات توزيع الكهرباء التسع  بجميع انحاء الجمهورية. 


وأشار الوزير إلى أن قطاع الكهرباء يعتمد علي انتاج الكهرباء من خلال وحدات ذات كفاءة عالية ، منها الوحدات الموجودة فى محطات العاصمة الإدارية الجديدة والبرلس وبنى سويف بخلاف التوسع في انتاج الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة. 


وأضاف الوزير أن القطاع يبذل جهودًا كبيرة لدعم شبكة النقل على الجهود المختلفة لتحسين كفاءة الشبكة وتقليل الفقد لتكون قادرة على نقل الطاقة الكهربائية المستدامة من كل مصادر الإنتاج بمختلف أنواعها لجميع المواطنين ولجميع المناطق سواء  السكنية أو التجارية بالاضافة إلى المناطق الصناعية. 


رقم جديد 
وفي نفس السياق، أكد الدكتور أيمن حمزة المتحدث الرسمي باسم  وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن أحمال التغذية الكهربائية سجلت امس الأربعاء رقما جديدا حيث بلغ اقصي حمل وقت الذروة الي 33 ألف و 400 ميجاوات في  سابقة هي الأولى من نوعها خلال كل الاعوام السابقة في الشبكة القومية للكهرباء. 

وأضاف حمزة في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم» - أنه مع ارتفاع الأحمال أمس  الاربعاء  كان المتاح علي الشبكة الكهربائية 45 الف و 400 ميجاوات فى حين بلغ الإحتياطي حوالى : 11 الف و 600 ميجاوات.


وأضاف حمزة أن الأرقام الجديدة التي سجلتها الاحمال أمس كاول مرة في تاريخ الكهرباء في مصر ليست المرة الأولى خلال هذا الأسبوع حيث وصلت الاحمال يوم الاثنين الماضي وقت الذروة  الي 3000 ميجا وات، وكان هذا الرقم جديد وقتها  لم تسجله الشبكة من قبل. 

 

تطوير الشبكات 

وأوضح «حمزة» أنه مع ارتفاع الأحمال إلا أن الشبكة الكهربائية شهدت استقرارا كبيرا أمس، وهذا يمثل مردودًا إيجابيًا لما تم من تطوير فى محطات الإنتاج وشبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربية خلال السبع سنوات السابقة بدعم كبير من القيادة السياسية لما يمثله هذا القطاع من أهمية بالغة على كل المستويات، مؤكدًا على أنه مازال العمل مستمر لتلبية كل الاحتياجات من التغذية الكهربية مع وجود احتياطي في إنتاج الكهرباء. 

وأوضح أن أعمال التطوير التى حدثت فى الشبكة خلال السنوات  القليلة الماضية جعلت الشبكة قادرة على مواجهة أى تحديات أو صعوبات تواجه استقرار الشبكة وانتظام توصيل التيار للمواطنين فى كافة أنحاء الجمهورية كما يسمح لنا بتصدير الكهرباء لدول الجوار.

صيانة المحطات 
ومن ناحية آخرى، أكد مصدر مسئول بالشركة القابضة لكهرباء مصر، أن محطات إنتاج الكهرباء تشهد استقرار وانتظام فى عمليات توليد وإنتاج الكهرباء بطريقة منتظمة ، مؤكدا أن جميع شركات الإنتاج لم تتأثر المحطات أو الوحدات التابعة لها بالارتفاع الكبير فى درجات الحرارة.


وأشار المصدر الي أن السبب وراء ذلك هو الأدارة الناجحة في  تشغيل تلك المحطات بالاضافة إلي صيانة جميع المحطات وفقا للبرنامج الزمنى لها وكذلك تنفيذ عمليات الإحلال والتجديد اللازمة لجميع المحطات، مع الالتزام الكامل بتعليمات المركز القومي للتحكم في الشبكة الكهربائية الموحدة، وعلى الأخص فيما يتعلق بتحميل وصيانة وحدات التوليد ، وبما يتفق مع مقتضيات التشغيل الإقتصادي وذلك لضمان التشغيل الأمثل من النواحي الفنية والاقتصادية.

استراتيجية القطاع 
ومن جانبه، أوضح المهندس  محمد مختار، رئيس شركة  شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء أن استراتيجية قطاع الكهرباء التي تم وضعها منذ سنوات كانت تهدف الي انشاء محطات جديدة بالاضافة الي تطوير المحطات القديمة وهذا ساهم بشكل كبير علي استقرار الشبكة الكهربائية في ظل ارتفاع درجات الحرارة الايام الحالية. 


وأشار إلى أن آخر المشروعات الجديدة التي تم تنفيذها بالنطاق الجرافي للشركة هو تشغيل الوحدة الثالثة لمحطة توليد كهرباء أسيوط بالوليدية بمحافظة اسيوط و ربطها بالشبكة الموحدة للكهرباء في شهر ابريل الماضي وهذا المشروع ساهم بشكل كبير في تحقيق فائض في الانتاج لخدمة محافظات الصعيد الذي كان يعاني من عجز في الطاقة الكهربائية من قبل.

وأضاف «مختار» أن الشركة تمتلك حاليا أكثر  من 10 محطات لإنتاج الكهرباء وإجمالى إنتاج شركة الوجه القبلي  من الطاقة الكهربائية ارتفع حاليا إلى  7الاف و800  ميجاوات. 


وأكد أن إجراء عمليات الصيانة لمحطات الانتاج له دور كبير في في مواجهة محطات انتاج الكهرباء لارتفاع درجات حرارة الطقس التي تشهدها البلاد خلال الايام الجارية مما نتج عنه ثبات واستقرار في التيار الكهربائي ولم تشهد البلاد اي فصل في التيار الكهربائي ناتج عن تخفيف الأحمال. 

تأمين التغذية
ومن جانبه، أكد مصدر بالشركة القابضة لكهرباء مصر ان قطاع الكهرباء نجح في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة ولم يحتاج الي اللجوء لتخفيف الأحمال، مؤكدًا أن الشركات التابعة للشركة القابضة للكهرباء سواء  إنتاج او توزيع او نقل الكهرباء أجرت استعدادات كبيرة لتأمين التغذية الكهربائية قبل فصل الصيف لخدمة المواطنين خاصة مع التوقعات التي كانت تفيد ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير فى أشهر الصيف.

وأشار إلى أن أغلب انقطاعات التيار التى تحدث حاليًا كانت نتيجة أعطال فنية طارئة وليس انقطاعات بسبب تخفيف للأحمال. 

استعدادات فصل الصيف
وذكر أن شركات توزيع الكهرباء تقوم باجراء استعدادات معتادة كل عام  قبل فصلي الصيف والشتاء حيث قامت شركات توزبع الكهرباء التسع بصيانة المهمات الكهربائية والأكشاك والكابلات والأعمدة قبل بدء فصل الصيف وتقوم بتغير التالف من تلك المهمات حتي تكون شبكة توزيع الكهرباء جاهزة لاستقبال ارتفاع درجات الحرارة ، التي تؤدي إلى زيادة  استهلاك أغلب المواطنين  للكهرباء نظرا لتشغيل أجهزة التبريد ومكيفات الهواء. 

فائض الإنتاج
وأكدت وزارة الكهرباء أن مصر أصبحت لديها من الاحتياطي ما يلبي كافة الاحتياجات، بالإضافة للاحتياجات الإضافية بنسبة 25%، من الأنتاج موضحة  أن إجمالى قدرة الشبكة القومية للكهرباء حاليا تصل إلى 56 ألف ميجا وات، موكدا أن احتياجات المواطنين من الكهرباء كانت في اقصي حمل 33400 الف ميجا وات  فى وقت الذروة .
واكدت ان القطاع  لم يلجأ إلى تخفيف الأحمال منذ عام 2015 بجميع محافظات الجمهورية.


ومن ناحية آخرى، أكد المركز القومى للتحكم بأن مؤشر حالة الحمل ظَهرت في جميع الأيام التي شهدت أحمال مرتفعة خلال هذا الأسبوع  باللون الأخضر، وهذا يعني أن الاستهلاك أقل من الإنتاج.

اقرأ أيضًا.. أيمن حمزة: طفرة فى قطاع الكهرباء سواء إنتاج أو نقل أو توزيع | فيديو