أمطار صيفية.. دخول مصر في الحزام المداري

خريطة لمصر و السودان
خريطة لمصر و السودان

حذر خبراء هيئة الأرصاد، من احتمالية تساقط أمطار بدأت أمس الثلاثاء وتستمر حتى السبت 7 أغسطس.


وكشف خبراء الأرصاد، أنه وفقا لخرائط الطقس ومخرجات النماذج العددية من المتوقع سقوط أمطارخفيفة إلى متوسطة تكون رعدية أحيانًا من 30% إلى 40% تقريبًا على مناطق من جنوب البلاد خاصة أبو سمبل، وأسوان، والأقصر، وجنوب سلاسل جبال البحر الأحمر على فترات متقطعة.
 
مصر والسودان 


تعرضت السودان لفيضانات عارمة في هذا الوقت من كل عام بسبب الأمطار الغزيرة الموسمية ويرجع هذا السبب إلى تقدم الفاصل المداري شمالا.


كما يتقدم الحزام المداري شمالا ليصل إلى جنوب مصر حيث تكون عرضه بشكل أكبر لسقوط الأمطار خلال الأيام القادمة.


وبدأت الجهات المختصة في السودان اصدار انذارات جوية بشأن ما سوف تتعرض له خلال الايام القليلة القادمة من أمطار غزيرة ورعدية تؤدي الي فيضانات في الأماكن المكشوفة .

الحزام المداري 

والحزام المداري أو الفاصل المداري هو خط وهمي متعرج ينشأ بالقرب من خط الاستواء ويكون موازي له ويتقدم شمال خط الاستواء في فترة الصيف بسبب رحلة الشمس والمعروف أن هذا الخط بسبب حرارة الشمس حبث يدفع قوي تسمي كوريوليس الهواء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي إلى الشمال ويصبح منطقة الحد الأقصى لرطوبه وبخار الماء التي احدثتها الطاقة الشمسية سواً كانت جنوب اوشمال خط الاستواء.

وتكون هذه المنطقة ذات ضغط منخفض بسبب حرارة الشمس لتصبح البيئة الاكثر ملائمة لحدوث العواصف الرعدية ذات البنيه القويه حيث ان الهواء الحار المشبع ببخار الماء والرطوبه اثناء مروره على السطح ينخفض الضغط ويقل وزنه مكونأ تيارات رطبه صاعده الى الاعلى وبفعل الفروقات الحراريه فان تدفق الهواء الحار المستمر، يبرد كلما صعد الى الاعلى لتحدث عملية التكثيف مكونأ السحب الركاميه العاليهالتي يرتفع سندانها الى عشرات الكيلومترات للاعلى وتصاحبها امطار غزيرة تؤدي الي حدوث فيضانات او سيول في المناطق الملاءمة لذلك.

وحول تساقط الأمطار في فصل الصيف الأمر الذي يعد غريب على الطقس المصري، قال الدكتور أشرف صابر، رئيس هيئة الأرصاد السابق وأحد أعضاء الجنة المنوطة بتعديل وصف مناخ مصر، إن المؤشرات الأولية تقول إن فصل الصيف سيشهد زيادة في الموجات الحارة، بينما فصل الخريف سيشهد زيادة في فرص سقوط الأمطار تحديدا على سيناء وجنوب مصر، وفصل الشتاء ستكون أمطاره مرتكزة على الساحل الشمالي، وفصل الربيع سيشهد زيادة في عدد الموجات الحارة تصل إلى 10 أضعاف موجات الأعوام السابقة والتي ستستمر حتى عام 2050.


وأوضح  صابر، أن وصف مناخ مصر سوف يتغير في المناهج الدراسية وسيكون الوصف الأقرب "حار رطب صيفا وبارد ممطر شتاءً"، مؤكدًا أن الرطوبة هنا نتيجة لارتفاع درجة حرارة الهواء.

وأشار دكتور أشرف، بالقول إلى أن "هناك تغير في بداية الفصول مناخيًا، فنجد أن مع نهاية كل فصل ملامح الفصل التالي تبدأ في الظهور رغم تواجدنا جغرافيا في فصل آخر".

وأكد رئيس هيئة الأرصاد السابق بالقول أن "الحزام المداري المتواجد على خط الاستواء بدأ في التحرك إلى أعلى مصر، وبدأ يؤثر علينا وبدأ في سحب الرطوبة من المنطقة المدارية ويرسلها إلى مصر فيحدث أمطار في جنوب مصر، هذا ما رصدناه خلال فصل الصيف ".

ومضى يقول "إذا تم التأكد من ثبات هذه الظاهرة هذا مؤشر خير لمصر ويكون قادر على حل مشكلة سد النهضة وعجز المياه، فإذا انسحب الحزام المطري من أسفل إلى الجنوب، لكن لا نستطيع أن نؤكد ذلك فهو قيد الدراسة حول استمرا هذا أم فقط تأثرنا هذا العام".
 
وتابع قائلًا  "النقاط والملامح النهائية للخريطة المناخية لم توضع بعد.. كل المؤشرات تقول بوجود مطر على سلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء نتيجة العواصف الرعدية المتوقع زيادتها الفترة القادمة في فصل الخريف، وإذا تم وضع خزانات للمياه في هذه المناطق سوف تكون تعويض كبير لنا عن عجز المياه".