ما لا تعرفه عن تاريخ الكهرباء في مصر.. أرشيف ضخم ينتظر التوثيق| صور ووثائق

بعض مقتنيات وزارة الكهرباء التاريخية
بعض مقتنيات وزارة الكهرباء التاريخية

◄ أول محطة للطاقة الشمسية فى العالم بالمعادى

◄ صور أول وحدة بخارية منذ عام ١٨٩٥

◄18  ألف جنيه تكلفة إنارة القاهرة عام  1887

◄ مكتب المحامي اليهودي (مانوزدى) اول مشترك بالكهرباء

 

قرابة الـ 100 عام مرت على دخول الكهرباء لمصرن تلك الثورة الهائلة التي أنارت البيوت وبثت الحياة في المحركات، وكان كل يوم يمر خلال هذا القرن يوثق بمعلومات وصور وبيانات هامة غير مستغلة حتى اليوم .. فمن يوثقها في ارشيف ممنهج يفيد الأجيال القادمة ..

دخول الكهرباء مصر كان حدثا مذهلا عاصرته الأجيال السابقة ويجب أن يعرفه الأجيال الجديدة، لذلك اهتم العالم بإنشاء المتاحف التي توثق الماضي وتقدم في الحاضر للأجيال الجديدة وهذا ما تفتقده وزارة الكهرباء، حيث لايوجد متحف يضم تاريخ الكهرباء ومراحل تطورها رغم تناثر الآلات والمعدات والعدادات والوثائق في عدد من المخازن ولا ينقصها إلا جدران متحف يحكي لنا هذا التاريخ.

«بوابة اخبار اليوم» تفتح الملف وتنشر جزءًا من الأرشيف الذي يذكر بأهمية تراث الكهرباء المصري وضرورة توثيقه ..

 

متاحف الوزرات الأخرى

ترصد بوابة اخبار اليوم  بعض المعدات والوثائق والقطع الأ    ثرية التي تحكي لنا تاريخ الكهرباء وتطالب   بانشاء متحف لوزارة الكهرباء اسوة بالمتحاف بالوزارات الاخرى, مثل وزارة النقل التي تمتلك متحف السكة الحديد برمسيس, و وزارة الرى التي مخصص لها متحف بالقناطر الخيرية, يحكى تطور الري  فى مصر منذ الفراعنة وحتى الآن, وفى مصر ايضا اول متحف للزراعة فى العالم يحكى تاريخ الزرعة فى البلاد.. ربما يهتم  أحد المسؤولين ويتم انشاء متحف للكهرباء .

 

أرشيف الكهرباء

ذهبت إلى ديوان عام وزارة الكهرباء والطاقة المتجدة بالعباسية لكي لجمع المزيد من المعلومات عن تاريخ الكهرباء فى مصر، ولكن اكتشفت أن الوزارة لا يوجد بها حتى الآن إدارة للتوثيق ما أنجزته الوزارة على مر السنين السابقة، ولا يوجد أرشفة لمهمات الكهرباء بأنواعها منذ دخول الكهرباء لمصر وحتى الآن ولا حتى صورة لأول فاتورة كهرباء.

 

تحدثت بوابة أخبار اليوم مع أحد المسؤولين الذي رفض ذكر اسمه وسألناه: «لماذا لا ننشئ متحفا للكهرباء للحفاظ على التراث؟» فقال: توفير المكان هو المشكلة ونأمل من المسؤولين فى الدولة الاهتمام بتلك الفكرة التي ستخدم المجتمعـ لافتا الي ان نقل الوزرات إلى العاصمة الإدارية الجديدة من الممكن أن يساهم في توفير مكان لإنشاء هذا المتحف الذي سيروي للأجيال القادمة والحالية قصة الكهرباء فى مصر، مشيرا إلى أن الأجيال الحالية لا تعرف حتى قصة بناء السد العالى في أسوان على سبيل المثال  .

 

دخول الكهرباء مصر

في أواخر القرن التاسع عشر كانت البدايات الأولى لاستخدام الكهرباء وكانت قاصرة علي إضاءة قصور الأمراء والنبلاء والأثرياء كما أن مولدات الكهرباء في ذلك الوقت كانت محدودة القدرة.

 

غاز الاستصباح

في أواخر القرن التاسع عشر تحديدا في عهد الخديوي اسماعيل عام 1863 كانت البدايات الأولى لاستخدام الإنارة بالغاز في مصر بعد أن أصدرت الخلافة العثمانية ترخيص  باستخدام غاز الاستصباح المستخرج من الفحم الحجري وهو عبارة من مزيج من غازات تولد الحرارة منها غاز الميثان الذي كان يستخدم في إنارة المصابيح..

 

وفي عام ١٨٦٥ شارك الفرنسي ليبون صاحب شركة ليبون الفرنسية وهي أول شركة إضاءات شوارع باريس لذلك سميت باريس بمدينة النور ومدينة الإسكندرية كانت ثانى مدينة اضاءتها شركة ليبون فى عهد أمين باشا فكرى محافظ الاسكندرية بعد أن أبرم الخديوى اسماعيل معها عقد لانارة شوارع الإسكندرية وبعدها تم انارة بعض شوارع وميادين القاهرة عام ١٨٩٢ وكان امام كل شارع عمود انارة بالغاز وكل عمود يحمل رقم وفى تلك الفترة الكهرباء كانت قاصرة علي إضاءة قصور الأمراء و الأثرياء فقط  .

 

وفي عام ١٨٩٥ وتحديدا فى عهد الخديوى عباس حلمى  تم تعديل الترخيص الصادرة لشركة ليبون من الخلافة العثمانية ليعطى الحق للشركة فى الإنارة بالكهرباء .

 

أول محطة كهرباء بمصر

وفي مايو 1895 تم افتتاح محطة كرمز بالاسكندرية وهي أول محطة  لتوليد الكهرباء بمصر، حيث يتم الاستفادة من التقطير الإتلافي للفحم الحجري لاستخراج غاز الاستصباح منه واستخدامه في إشعال غلاية تنتج البخار الذي يدير التوربينات الثلاث التي افتتحت في 11 مايو 1895 وهو تاريخ دخول الكهرباء مصر، وكانت قدرة محطة كرموز البخارية 3×30 حصان وتم تصنيعها بشركة واير ورشموند.

 

وتلك المحطة موجودة حاليا داخل غرفة زجاجية بمدخل محطة سيدى كرير التابعة لشركة غرب الدلتا لإنتاج الكهرباء بالكيلو ٣٠ طريق الاسكندرية مطروح .

وفي عام 1904 قامت شركة ليبون الفرنسية بإنشاء تحديث محطة توليد كهرباء كرموز بجهد توليد 200 فولت وكان يتم نقل وتوزيع الكهرباء بمنطقتى وسط المدينة والقبارى فقط وفى عام 1930 تم إضافة وحدات توليد بمحطة كهرباء كرموز بجهد توليد 10.5 ك.ف وبقدرة 10 م.وات ، وإنشاء شبكة لنقل الطاقة الكهربية على هذا الجهد ثم تخفيضه إلى 200 فولت بمحطة ترابيا ، وذلك لتغذية منطقة وسط المدينة . كذلك تم تغذية الإبراهيمية وسابا باشا وفيكتوريا من محطتين بالإبراهيمية وسابا باشا بجهد 10.5/5 ك.ف  وفى عام 1948 تم توحيد جهد شبكة التغذية وأصبح 10.5 ك.ف وفى يونيو 1960 تم إنشاء محطات توليد كهرباء السيوف على جهد 3000 ك.ف بقدرة  53م.وات وفى نفس الوقت تم إنشاء شبكة على الجهد لربط محطتى التوليد بكرموز والسيوف وتم إنشاء محطة مواجهة لمحطة توليد كرموز بالبر القبلى وذلك لرفع الجهد المولد لمحطة توليد كرموز من 10.5 ك.ف إلى 30 ك.ف ، كما تم إنشاء محطة محولات السوق بمنطقة باكوس وتمت التغذية من محطة السيوف بكابلات جهد 33 ك.ف ، ثم تخفيض الجهد فى هذه المحطة إلى 10.5 ك.ف وكانت هذه المحطة مسئولة عن تغذية جميع مناطق شرق الإسكندرية .

 

أول عقد

أول عقد لإدخال الكهرباء في مصر، وقَّعته وزارة الأشغال العموميَّة في 18 فبراير سنة 1903م، برئاسة حسين فخري باشا، عقدًا مع كلٍّ من: الألماني "فرانز هاس"، والمهندس السويسري "جوستاف جروب"؛ وذلك لإدخال الكهرباء لمدينتي الإسماعيلية والسويس.

 

وسمحت الحكومة بأن يقوم هاس وجروب بمدِّ أسلاك الكهرباء المعلَّقة في الطرق والميادين العمومية في مدينة الإسماعيلية لتوزيع الكهرباء إلى "كومبانية قنال السويس"، وكذلك للأفراد في مدَّة إلزاميَّة تبلغ 8 شهور من يوم توقيع العقد.

 

فسخ التعاقد مع ليبون

فى يوليو 1961 أسقط الإلتزام عن شركة ليبون ، وتم إنشاء مؤسسة الكهرباء والغاز بمدينة الإسكندرية وكان وقتها حمل المدينة حوالى 90 ميجاوات وعدد المشتركين حوالى 192039 مشتركا ً.ثم توالى إنشاء محطات المحولات والموزعات وحجرات المحولات وتم رفع جهد التشغيل من 33 ك.ف. إلى 66 ك.ف.، وأصبحت شركة كهرباء الإسكندرية مسئولة عن توزيع الكهرباء على الجهود المتوسطة والمنخفضة لمدينة الإسكندرية وحتى الكيلو 66 غربا.

 

 وزارة للكهرباء

وفى عام 1964 تم إنشاء وزارة الكهرباء وهيئة كهرباء الريف ودخلت مصر خلالها عصر الكهرباء المائية نتيجة لإنشاء محطة خزان أسوان ومحطة السد العالى بالإضافة إلى إنشاء عدة محطات حرارية أخرى كبيرة، وبالتالى زيادة القدرات الاسمية المركبة زيادة كبيرة، وتم إنشاء الشبكة الكهربائية الموحدة عام 1967م بالإضافة إلى زيادة الأحمال والإنتاج وأطوال شبكات النقل والتوزيع وسعات محطات المحولات ودخول مشروع كهربة الريف حيز التنفيذ على نطاق واسع.

 

انارة المنازل

استخدام الكهرباء في إنارة المنازل بمدينة القاهرة اعتباراً من 1897، بموجب ترخيص لشركة (ليبون) لمدة خمسين عاما، إنتهى عام 1948، تم تسليمها إلى وزارة الأشغال والطاقه المصرية بعد فسخ التعاقد مع شركة ليبون.

 

اول مشترك

لقد دخلت الكهرباء لأول مشترك بالإسكندرية في تاريخ 11/5/1895 وكان ذلك لمكتب المحامى اليهودى الشهير (مانوزدى) الذي اطلق اسمه على الشارع المؤدى إلى محكمة محرم بك حاليا شارع المحكمة. كان يقع مكتب (مانوزدى) في العمارة رقم 5 شارع صلاح سالم بالمنشية، وكان التعاقد على عنوان (باب العطارين أمام مصباح الإنارة بالغاز رقم 2375) ولتركيب عداد قوة 10 لمبات وكان رقم العداد 61184 وهو بذلك أول عداد يركب بمدينة الإسكندرية وقد قام بتركيبه – بتكليف من شركة ليبون – الكهربائى (نحمان)، وكان تأمين العداد 5 فرنكات.

 

وكان ثاني مشترك بالإسكندرية هو البنك العثمانى وكان عنوانه (ميدان القناصل أمام عامود رقم 78 غاز) وتعاقد على قوة 16 أمبير لعدد 88 لمبة بموجب عداد رقم 64226. ومن أهم البنوك التي استخدمت الكهرباء في هذه الفترة بنك الأنجلو المصري في 16/8/1895 – وبنك مصر بشارع توفيق فى 27/9/١٨٩  .

 

وكانت أول لوكاندة استخدمت الكهرباء بالإسكندرية هي لوكاندة بغداد بسان استفانو لصاحبها (سربوس) في 22/9/1895 ثم لوكاندة بليزانس بشوتس في 26/3/1896 ولوكاندة الخديوية بمحطة الرمل شارع كلية الطب في 29/12/1897

 

أول كهربائى

كان أول كهربائى تعاقد على دخول الكهرباء هو (أوجين نحمان) وكان عنوانه (طريق رشيد عمود رقم 366) طريق رشيد هو المنطقة المجاورة لشارع شريف وشارع توفيق أو شارع فؤاد في اتجاه باب شرقى، وأوجين نحمان هو الكهربائى الذي كانت شركة ليبون تعهد إليه بتركيب التوصيلات والعدادات

 

أول مدرسة

أول مدرسة استخدمت الكهرباء هي مدرسة الفرير بباكوس في 1/7/1897 وكانت أول قنصلية تعاقدت على استخدام الكهرباء هي القنصلية الألمانية في 7/12/1897 شارع باب رشيد ثم القنصلية الفرنسية شارع النبى دانيال في 14/3/1898 مكانها حاليا المركز الثقافى الفرنسي و كان محل  (ليفى كوسر) وشركاه بشارع سيزوستريس أول محل أدخل الكهرباء في 31/1/1898 و أول جمعية استخدمت الكهرباء هي جمعية البحار والجنود وتعاقد عنها القسيس لورانس في 5/2/1898 ولا زال مبنى الجمعية موجودا حتى الآن في أول شارع سيزوستريس وكان أول أصحاب المسارح الذين تعاقدوا على استخدام الكهرباء مسرح (مونفسانو) بميدان القناصل في 15/4/1897 وتعاقد كازينو سان استفانو في 10/12/1896 وقهوة اللوفر بميدان القناصل في 6/4/1898، وقهوة اتناس ببولكلى في 20/4/1898 بينما تعاقد بار (سان جيمس) بشارع شريف في 23/4/1898.

 

 

تكلفة إنارة القاهرة

حصلت بوابة اخبار اليوم على صورة لوثيقة  عبارة عن مذكرة مرفوعة من اللجنة المالية الى رياسة مجلس النظار ( مجلس الوزراء ) فى 24 مايو 1887 تقول : إن ميزانية 1887 منظور فيها مبلغ 18 الف 548 جنيها لتنوير مدينة المحروسة ( القاهرة ) بالغاز وذلك بخلاف 50 جنيها لتنوير سراى المحافظة وكان عدد المصابيح  2696 فى يناير 1887 وبالإضافة الى  105 مصباح فى بحر السنة الحاكمة عن العدد المحكى عنه حسب أمر نظارة الأشغال العمومية فيكون العدد 2801 ، وحيث أن مصاريف المصباح الواحد مقدرة بمبلغ 6 جنيهات و697 مليما فتكون جملة مصاريف تنوير المدينة 18 الف و760 جنيها و398 مليم أى 212 جنيها و398 مليم زيادة عن الوارد بالميزانية والتقرير المقدم من جناب جرانت بك وغير ممكن تنزيل شئ من عدد المصابيح ، لذا تعرض اللجنة المالية على مجلس النظار فتح اعتماد إضافى بمبلغ 212 جنيها لكمالته وغير ذلك غير مصرح من الآن بزيادة شئ على عدد المصابيح قبل تصديق مجلس النظار على الإعتمادات وبعد عرض المذكرة قرر مجلس النظار وقتها فتح الإعتماد بالمبلغ المطلوب و أرسل إفادة يقول فيها إن الاعتماد الإضافى لزم أن يكون 302 جنيه لوجود فارق 90 جنيه ناتج عن تحريف فى التقرير لزوم تنوير سبعة مصابيح فى ( الحمامات العمومية ) ومصروفات تشغيل ماكينة الغازه وبالمداولة تقرر قبول الطلب وتحرر ذلك فى مجلس النظار فى سبتمبر 1887 .

 محطة المعادي الشمسية

مصر أول دولة في العالم بدأ فيها إنتاج الطاقة الشمسية، وكان المهندس الأمريكي فرانك شومان، هو صاحب تنفيذ فكرة مشروع المحطة في حي المعادي بالقاهرة، وتحديدا في شارع 101.

وكان شومان المُتخصص فى مجال الطاقة الشمسية بتشييد المحطة عام 1911، وكانت تحتوى على 5 جامعات للطاقة الشمسية، كُل منها بطول 62 متر وعرض 4 أمتار وتفصل بينهم 7 أمتار . وبدأ العمل بها عام  1912 وانتهت الإنشاءات في عام 1913، ومولت مصر بناء المحطة ووفرت الأرض والعمالة من مهندسين مصريين متخصصين.

 

وجاءات الحرب العالمية الأولى واكتشاف النفط الرخيص في الثلاثينات خفف من اهمية اكتشاف شومان  و النهوض باستخدامات الطاقة الشمسية واعيد احياء أفكاره وتصاميمه الأساسية ورؤيته في السبعينات خلال فترة موجة الاهتمام بالطاقة الشمسية الحرارية.

 

وحاولات "بوابة اخبار اليوم" زيارة  المحطة فى الوقت الحالى  الذي مضى على إنشائها أكثر من مائة عام، إذ أصبحت الأشجار والسيارات والمنازل ومحطة الوقود فى شارع 101 تغطي ما تبقى من آثار المحطة المتهاوية، هناك في المعادي لا يعرف أحد شيئا عن المحطة وأصبحت فى طى النسيان.

 

عداد الكهرباء

وخلال زيارة بوابة اخبار اليوم  بمدينة الاسكندرية للبحث عن تاريخ الكهرباء وجدت مجموعة من عدادات الكهرباء القديمة يرجع عمرها الى ما يقرب من ١٠٠ عام موجودة بديوان شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء منهم ٢٣ عداد  معلقين على تابلوه خشبى فى الدور الأراضى بالشركة وكل عداد مختلف عن الاخر من حيث الحجم والشكل وكل عداد مسجل باسم على هذا التابلوه وبجواره مسجل تاريخ تركيبة ومسجل بجواره ايضا سعة الامبير والفولت وتلك العدادات  تعتبر أيضا تراث لتاريخ الكهرباء فى مصر ويجب الاحتفاظ بها وصيانتها وعرضها للجمهور فى نفس الوقت وكل هذا لن يتم الا من خلال متحف متخصص الكهرباء أسوة بالرى والزراعة والنقل .

مصلحة البلديات

 

في عام 1904 أنشأت الحكومة المصرية مصلحة البلديات لتتولى إضاءة المدن بالكهرباء، وتعد مدينة الزقازيق أول مدينة دخلتها الكهرباء على يد المجالس البلدية وذلك فى عام 1909م وتلى ذلك بنى سويف وأسيوط عام 1911م.

 

ولم يزد عدد المدن التى دخلتها الكهرباء فى مدة 25 سنة (1909م – 1923م) عن ست مدن، ويرجع قلة عدد المدن التي دخلت لها الكهرباء فى الفترة الأولى إلى أثار الحرب العالمية الأولى ومــا بعدها مباشرة نظراً للظروف الاقتصاديـة التى مرت بها البلاد فى ذلك الوقت، وأيضا نقص الفحم المستورد من الخارج وهو الوقود الذى كان يستخدم فى توليد الكهرباء.

 

وفى عـام 1936 كان يوجد فى مصر نحو 73 محطة توليد الكهرباء وبلغت القدرة الأسمية لها نحو 195 ميجاوات، تنوعت كالتالى: المحطات البخارية بنسبة 72%، الديزل بنسبة 27%، المائية بنسبة 1%.

 

تأميم إنتاج الكهرباء

فى الخمسينات قامت الحكومة المصرية بتأميم انتاج الكهرباء، حيث تزايد الطلب على الكهرباء فى مصر بعد عام 1957م نتيجة لبرامج التنمية الاقتصادية التى بدأت الحكومة بتنفيذها خاصة فى المجال الصناعى، ونظراً لوفرة البترول، فقد زاد إنتاج الكهرباء المولدة من (288 مليون ك.و.س) عام 1936م إلى (2639 مليون ك.و.س) عام 1960م بمعدل زيادة (7,9%) سنوياً.

ترشيد الاستهلاك

وربما يعتقد البعض ان ترشيد الاستهلاك كلمة حديثة ظهرت مع ارتفاع الفواتير ولكن العكس صحيح فترشيد استهلاك الكهرباء موجود منذ عام ١٩١٧ عندما نشرت الوقائع المصرية قرار بغلق الأنوار بعد الـ7 مساء لترشيد الاستهلاك كما نشرت  فى عددها رقم 67 بتاريخ 13 أغسطس عام 1917 قرار مجلس الوزراء باتخاذ بعض الإجراءات لترشيد استهلاك الوقود والفحم من خلال تخفيض الإضاءة العمومية بنسبة 25% فى العواصم والمديريات بجانب عدم استعمال اليقاظات والإعلانات المضاءة بالأنوار ومنع الأنوار المستعملة فى مداخل أو مخارج الحوانيت والسينماتوغرفات والفنادق والأندية  بعد الساعة الـ7 مساء ويستثنى الصيدليات فقط.

 

بالإضافة إلى إغلاق جميع المطاعم والمقاهى فى الساعة الـ10 مساء

 

هذا بخلاف منع إنارة المصابيح أمام المنازل بالليالى القمرية من كل شهر من الشهور العربية بواقع مصباح لكل منزلين أو ثلاث منازل لخفض استهلاك الكهرباء، ومن يخالف هذه القرارات يعاقب بغرامة لا تتجاوز 100 قرش صاغ.

 

أقدم فاتورة

 

مع انتشار الكهرباء كانت تتم المحاسبة عن 40 ملِّيمًا للكيلو طن الواحد"، أمَّا إذا كانت أقل من 4 لمبات فيكون المقابل أقل من ذلك.

 

كما حصلت بوابة اخبار اليوم  على صورة خاصة باقدم فاتورة كهرباء في مصر صادرة من شركة النور عام 1939 اي من اكثر من 80 عاما.

إنجازات المشروعات القومية

ومن ناحية اخري نجد ان ووجود متحف للكهرباء شئ مهم وضرورى للحفاظ على التراث وتجميعه فى مكان واحد ليسهل على الجمهور التعرف على المعلومات الصحيحة ومعرفة التطور الذى تشهده البلاد فى مجال الطاقة الكهربائية منذ عام ١٨٩٥ وحتى الآن ما ان وجود المتحف يسمح لنا بتوثيق  الإنجازات التى تم تحقيقها بالمشروعات القومية الكبرى في قطاع الكهرباء لافتا الى محطات توليد الكهرباء التي نفذت فى الفترة السابقة  مثل محطات سيمنز الألمانية في بني سويف، والعاصمة الإدارية الجديدة، والبرلس، والانجاز الذى تم فى بناء تلك المحطات  الثلاثة بعد ان تم الانتهاء منها في عامين ونصف فقط مشيرا إلى أننا  نمتلك أكبر محطة شمسية فى العالم ببنبان بمحافظة أسوان واكبر مزرعة رياح بجبل الزيت  بالاضافة الى انشاء محطة جبل عتاقة والتى ستعمل بنظام الضخ والتخزين وستكون  أكبر محطة على مستوى الشرق الأوسط  بالسويس ولابد ان يضم المتحف ايضا قصة الحلم  النووى المصرى .  ولكي يتم نجاح هذه الفكرة يجب كل شخص فى مجالة او شركتة يقدم ما لدية من وثائق او اشياء تاريخية  ليتم جرد كل تلك الوثائق ليتم تجميعها فى مكان واحد .

 

شروط بناء المتحف

ومن جانبه اوضح الدكتور محمد عبد المقصود أمين عام سابق بوزارة الاثار , ان انشاء المتحف الخاص لن يتطلب شروط معينة , فمن الممكن البدء بقاعة واحدة, والمساحة الخاصة بالمعرض يتم التوافق عليها فى حينها فى حال الموافقة على انشاء المتحف , وان هذا امتحف له دورا كبيرا فى الحفاظ على وثائق الوزارة ومراحل تطور الفواتير حتى الوقت الحالى, وشكل العداد القديم حتى وصل الى العداد مشبق الدفع , وشكل اعمدة الانارة فى القديم وشكلها تباعا , حتى وصل الامر استخدام الكهرباء فى سير السيارات , مضيفا ان من شروط انشاء المتاحف بصفة عامة يجب ان يكون الموقع ملائم مع طبیعة المحتویات، ويجب ان يتمتع هذا المكان بحرم واسع حتي یكون لدینا قدرة علي التوسع وبناء أي مباني جدیدة ملحقة لإستیعاب أي عدد من الاشياء التى ستضاف مستقبلا ويجب وجود مساحة واسعة للإنتظار تتناسب مع معدلات الزوار ووسائل مواصلاتھم التي یستقبلھا المتحف یومیا وتكون المساحة مناسبة للاشياء المعروضة خاصة ان متحف الكهرباء سيكون به محطات قديمة ومعدات ويجب ان يحاط المتحف.

 

 بسور حدیدي ولیس سور أسمنتى، وذلك لجذب إنتباه المارة  بالشارع خارج المتحف حتي یتمكن من رؤیة ولو جزء بسیط مما بالداخل أن یشمل كافة المتعلقات والمخازن التي أصبحت ضرورة في أي متحف نموذجي مثل قاعة استقبال لكبارالزوار- قاعة محاضرات – قاعة عروض – مدرسة متحفیة – معمل ترمیم – معمل تصویر – مكتبة –الإدارة إلي جانب وجود محل لبیع الھدایا التذكاریة وكذلك كافیتیریا وحمامات ووحدةمطافي وإسعافات.

 

المداخل والمخارج المناسبة للطوارئ لمنع حدوث أي تكدس أو إصابات في حالات الحوادث والطوارئ والحديقة الخاصة بالمتحف أن تحتوي علي قطع أثریة خاصة بالكهرباء ويفضل الاشياء الكبيرة فى الحجم وثقیلة الوزن وصعبة الحمل وتتحمل عوامل الجو كما يجب ويجب ان یكون المبني علي درجة كبیرة من الإرتفاع وألا یزید عن طابقین مع البدروم أوالمخازن  ولابد من مراعاة ذوى الاحتياجات الخاصة من توفير وسائل للصعود والهبوط ولابد ايضا من وجود حزام نباتي حول المتحف لحجز الصوت والتلوث والأتربة إلي جانب الشكل الجمالي .