قمة بايدن وبوتين.. «واقعية غائبة» بعد أسابيع قليلة و«تصعيد حاضر»

فلاديمير بوتين وجو بايدن
فلاديمير بوتين وجو بايدن

قبل نحو 50 يومًا، كان العالم على موعدٍ مع قمةٍ تاريخية في سويسرا بين زعيمي القطبين الرئيسيين في العالم، وهنا الحديث يدور في كنف الولايات المتحدة وروسيا.

والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة استثنائية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وُصفت وقتها بأنها كانت "قمة واقعية" بين الزعيمين، وجاءت في وقتٍ يشوبه التوتر بين البلدين استدعى أن تسحب موسكو سفيرها لدى واشنطن أناتولي أنطونوف.

واتفق بايدن وبوتين على عودة السفير الروسي والبعثات الدبلوماسية بين البلدين لتلعب دورها في التمثيل الدبلوماسي بين واشنطن وموسكو.

وبعد نحو أسبوعٍ من القمة، عاد سفير موسكو لدى واشنطن إلى الولايات المتحدة، في أولى نتائج القمة التي جمع بايدن وبوتين، والتي كانت الأولى من نوعها، منذ تولي الأول مقاليد الحكم في البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

ولكن بعد مرور ما يقرب من خمسين يومًا على هذه القمة، بدت أن هذه القمة ذهبت أدراج الرياح في سبيل تحريك المياه الراكدة في علاقات البلدين، والتي تعرف في الفترة الأخيرة جمودًا كتجمد المياه في المحيط الشمالي المتجمد الذي يقع فاصلًا بين البلدين إلى حدٍ ما.

تصعيد جديد

جاء ذلك بعد إعلان روسي من الولايات المتحدة أن واشنطن ترغب في إنهاء تواجد 24 دبلوماسيًا روسيًا يمثلون البعثة الدبلوماسية الروسية في بلاد العم سام.

وقال سفير روسيا بواشنطن أناتولي أنطونوف، أمس الاثنين 2 أغسطس، إن الولايات المتحدة طلبت من 24 دبلوماسيًا روسيًا تنتهي تأشيراتهم، مغادرة البلاد بحلول الثالث من سبتمبر المقبل.

وقال السفير الروسي إن "الوضع لا يتغير نحو الأفضل للأسف. لا تزال البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة مجبرة على العمل في ظل قيود غير مسبوقة لا تظل سارية فحسب، بل يتم تصعيدها".

وأردف قائلًا: "بغض النظر عن تصريحات إدارة بايدن بشأن الدور المهم للدبلوماسية والاستعداد لتطوير علاقات مستقرة مع الجانب الروسي ويمكن التنبؤ بها مع بلدنا، فإن الوجود الدبلوماسي الروسي في أمريكا يواجه ضربات مستمرة"، حسب تعبيره.

وفي ضوء المعطيات الحالية، فإن 24 دبلوماسيًا روسيًا سيكونون في طريقهم لمغادرة الولايات المتحدة بعد شهرٍ من الآن، في خطوةٍ يُنتظر أن تجد ردًا من الجانب الروسي، الذي اعتاد الرد بالمثل في هذه الأمور.