بدون تردد

موجة جديدة للوباء

محمد بركات
محمد بركات

حالة من الغموض وعدم اليقين يخالطها الكثير من القلق والمزيد من الخوف، حول الرؤى والتوقعات الخاصة بفيروس كورونا المستجد، وما يطرأ عليه أو يحدث له ومنه خلال الشهور والفصول القادمة.
هذه الحالة منتشرة وسائدة فى الأوساط العلمية والطبية عموما، وبين العلماء والمتخصصين فى علوم الفيروسات والأوبئة على وجه الخصوص، نظراً لغياب المعرفة المؤكدة لطبيعة ومسار الفيروس، وما إذا كان سيظل باقيا على ما هو عليه الآن، أم سيتغير ويتحور خلال الأيام أو الأسابيع أو الشهور القادمة.
والمؤكد حتى الآن.. هو أنه لا توجد شكوك فى قدرة الفيروس على التغير والتحور الدائم والمستمر، من صورة إلى أخرى بصفة دائمة، مع ازدياد خطورته وسرعة انتشاره وانتقاله بين البشر وعبر الدول فى كل تحور جديد.
والمؤكد حتى الآن.. هو أنه مازال هناك غياب كبير للمعلومات الخاصة واليقينية لسلوك الفيروس وطبيعته،..، حيث إنه مازال غامضاً بالنسبة للعلماء ولكل المتخصصين، منذ لحظة ظهوره وانتشاره السريع والواسع فى نهاية عام ٢٠١٩ وبداية العام الماضى ٢٠٢٠،..، وحتى الآن.
ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا، إن الأكثر إثارة للقلق والاضطراب لدى الكثير من العلماء، هو ذلك الاحتمال الذى بات شبه مؤكد، عن إمكانية تعرض العالم لموجة جديدة من الوباء «كوفيد ١٩» نتيجة تفشى وانتشار المتحور الجديد «دلتا» فى أكثر من «١٣٢ دولة».. وما يثير القلق البالغ لدى العلماء ليس فقط الموجة الرابعة للوباء، التى يتوقعون أن تجتاح العالم كله خلال الأيام والأسابيع القادمة،..، ولكن ما يقلقهم جداً هو ما يتوقعونه من مدى وقوة التأثيرات الخطرة للمتحور دلتا على المصابين به، والتى قد تصل إلى هلاك ما يقارب أو يزيد عن ثلث المصابين... بمعنى وفاة ما يصل إلى ٣٥٪ من المصابين.