أدفع علشان تتفرج.. ‭ ‬شعار‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة

أدفع علشان تتفرج !
أدفع علشان تتفرج !

كتبت : رضوى‭ ‬خليل

“أدفع‭ ‬علشان‭ ‬تتفرج”،‭ ‬شعار‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لن‭ ‬تشاهد‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬سواء‭ ‬درامية‭ ‬أو‭ ‬سينمائية‭ ‬أو‭ ‬مسرحية،‭ ‬وتجد‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬التليفزيون‭ ‬تشاهد‭ ‬أعمالا‭ ‬مستهلكة‭ ‬شاهدتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬التساؤلات‭.. ‬هل‭ ‬ستصبح‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬بديلة‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬والتلفزيون؟‭.. ‬وتتحول‭ ‬شاشة‭ ‬التليفزيون‭ ‬من‭ ‬وسيلة‭ ‬إلى‭ ‬وسيط‭ ‬عرض‭ ‬فقط؟،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬نسبة‭ ‬مشاهدة‭ ‬عالية‭!‬،‭ ‬هل‭ ‬شعار‭ ‬“ادفع‭.. ‬تشاهد”‭ ‬شعار‭ ‬مؤقت،‭ ‬أم‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬مستقبلنا‭ ‬أيضا؟‭.. ‬“أخبار‭ ‬النجوم”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سطور‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬سوف‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬هذه‭ ‬المنصات،‭ ‬والسر‭ ‬الحقيقي‭ ‬وراء‭ ‬انتشارها‭ ‬الواسع‭ ‬وما‭ ‬مصيرها؟،‭ ‬ومن‭ ‬الضحية؟‭.. ‬

البداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬الناقد‭ ‬المسرحي‭ ‬محمد‭ ‬الروبي،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬مضيفا‭: ‬“المسرح‭ ‬لقاء‭ ‬حي‭ ‬بين‭ ‬الفنانين‭ ‬على‭ ‬خشبته‭ ‬وبين‭ ‬الجمهور،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬مسرحية‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬إلكترونية‭ ‬هي‭ ‬اجتهادات‭ ‬من‭ ‬صناعها،‭ ‬فالعمل‭ ‬المسرحي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستخدم‭ ‬فيه‭ ‬الخدع‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬ضحك‭ ‬الجمهور‭ ‬وتركيب‭ ‬أصواتهم‭ ‬المسرح،‭ ‬فالجمهور‭ ‬يعشق‭ ‬أجواء‭ ‬المسرح‭ ‬ولا‭ ‬يستمتع‭ ‬إلا‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬نجومه‭ ‬أمامه‭ ‬ويتفاعل‭ ‬مع‭ ‬كلامهم‭ ‬وحركاتهم،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬الجمهور،‭ ‬بل‭ ‬الفنانين‭ ‬أيضا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬فنان‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬ويؤدي‭ ‬عرض‭ ‬وهو‭ ‬ينظر‭ ‬للكاميرا‭ ‬وليس‭ ‬للجمهور،‭ ‬لذا‭ ‬فكرة‭ ‬عرض‭ ‬المسرحيات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬كثيرا،‭ ‬لكنه‭ ‬أمر‭ ‬لابد‭ ‬منه‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الانتهاء‭ ‬منه‭ ‬سيكون‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬شغف‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬ومعايشة‭ ‬أجوائه،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬التليفزيون‭ ‬فنحن‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬عرضه‭ ‬لأعمال‭ ‬مسرحية‭ ‬قديمة‭ ‬وتحدثنا‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬دون‭ ‬جدوى”‭. ‬

أما‭ ‬الناقد‭ ‬المسرحي‭ ‬يسري‭ ‬حسان‭ ‬فيقول‭: ‬“تقديم‭ ‬عروض‭ ‬مسرحية‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬لا‭ ‬تتاح‭ ‬للمشاهد‭ ‬سوى‭ ‬عبر‭ ‬اشتراكات،‭ ‬نظام‭ ‬يتبع‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لأن‭ ‬صناعة‭ ‬الفن‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬أو‭ ‬فيلم‭ ‬يتطلب‭ ‬تكاليف‭ ‬باهظة،‭ ‬والمنتج‭ ‬أو‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬الممثل‭ ‬لا‭ ‬يرفع‭ ‬شعار‭ ‬التبرع‭ ‬لصالح‭ ‬المشاهد،‭ ‬فهناك‭ (‬بيوت‭ ‬مفتوحة‭) ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬صنعها‭ ‬تحقيق‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الأرباح،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬مبالغة،‭ ‬لكي‭ ‬يتيح‭ ‬لهم‭ ‬الإستمرارية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأعمال،‭ ‬لذا‭ ‬أنا‭ ‬ضد‭ ‬المجانية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬قنوات‭ ‬كثيرة‭ ‬مفتوحة‭ ‬تعوض‭ ‬فكرة‭ ‬الاشتراكات‭ ‬والدفع‭ ‬بالإعلانات‭ ‬التي‭ ‬تتخلل‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية،‭ ‬بل‭ ‬تفسدها‭ ‬أحيانا،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وسيلة‭ ‬تتيح‭ ‬عرض‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬بشكل‭ ‬محترم‭ ‬عبر‭ ‬اشتراك،‭ ‬فلا‭ ‬بأس”‭.‬

ويضيف‭ ‬حسان‭: ‬“ليس‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نطالب‭ ‬منتج‭ ‬بالصرف‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬الخاص‭ ‬لكي‭ ‬يمتعنا‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬ولا‭ ‬أيضا‭ ‬فنان‭ ‬يبذل‭ ‬مجهود‭ ‬لسنوات‭ ‬لتقديم‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬ولا‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أجر‭ ‬يناسب‭ ‬موهبته‭ ‬ومكانته،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬مسرحية(‬كوكو‭ ‬شانيل‭( ‬للنجمة‭ ‬شريهان،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬يرضيه،‭ ‬لذا‭ ‬فكرة‭ ‬الاشتراكات‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولا‭ ‬غبار‭ ‬عليها”‭. ‬

اتفقت‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬الناقدة‭ ‬دعاء‭   ‬حلمي‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الدفع‭ ‬مقابل‭ ‬المشاهدة‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬وقالت‭: ‬“‭)‬أدفع‭.. ‬تشاهد‭( ‬أمر‭ ‬لابد‭ ‬منه،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬سوق‭ ‬إعلاني‭ ‬موزع‭ ‬بين‭ ‬التليفزيون‭ ‬التقليدي‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ومنصات‭ ‬المشاهدة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬بعدما‭ ‬سبقنا‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬الدفع‭ ‬الشهري‭ ‬مقابل‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬معينة‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬لذلك‭ ‬أنصح‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية‭ ‬بأن‭ ‬تتبع‭ ‬نفس‭ ‬أسلوب‭ ‬المنصات،‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬المسلسلات‭ ‬الطويلة،‭ ‬فأكثر‭ ‬ما‭ ‬جذب‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬أن‭ ‬أعمالها‭ ‬الدرامية‭ ‬قصيرة‭ ‬تعرض‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬أو‭ ‬15‭ ‬حلقة‭ ‬فقط،‭ ‬بالإضافة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لتشاهد‭ ‬عمل‭ ‬دون‭ ‬الفواصل‭ ‬الإعلانية،‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬وغيرها‭ ‬لو‭ ‬حققها‭ ‬التليفزيون‭ ‬سيدخل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬فئة‭ (‬أدفع‭ ‬لتشاهد‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬المجاني‭ ‬سيستمر‭ ‬أقول‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬العكس‭ ‬صحيح”‭.‬

أما‭ ‬الناقد‭ ‬مجدي‭ ‬الطيب‭ ‬يقول‭: ‬“كل‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬كان‭ ‬متوقع،‭ ‬نتيجة‭  ‬إيقاع‭ ‬العصر‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والطفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬حدثت،‭ (‬أدفع‭.. ‬تشاهد‭) ‬أصبحت‭ ‬ثمة‭ ‬العصر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وليس‭ ‬الاعلام‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬كنا‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تليفزيون‭ ‬خدمي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬كان‭ ‬يؤدى‭ ‬خدمة‭ ‬اعتقد‭ ‬ان‭ ‬ليس‭ ‬لها‭  ‬نظير‭ ‬ربما‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لذا‭ ‬ماوصلنا‭ ‬اليه‭ ‬اليوم‭ ‬كان‭ ‬متوقع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬إستيائها‭ ‬لمشاهدة‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أفلام‭ ‬مستهلكة‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالخوف،‭ ‬لأن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬ربما‭ ‬لن‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬لأنه‭ ‬لو‭ ‬لاحظنا‭ ‬حسابات‭ ‬التليفزيون‭ ‬وميزانيته‭ ‬التي‭ ‬يرصدها‭ ‬للأفلام‭ ‬سنتأكد‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬عام‭ ‬بعد‭ ‬الآخر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نتفاجأ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أفلام‭ ‬أنتهى‭ ‬عقد‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصري،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬تجديد‭ ‬حقوق‭ ‬عرضها،‭ ‬لذا‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬المستهلكة‭ ‬والمكررة‭ ‬على‭ ‬التليفزيون،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نستطيع‭ ‬تحديد‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬للقنوات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬والإستثمار،‭ ‬والقادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬منصتها‭ ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬للمشاهدة،‭ ‬وبإستثمار‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ (‬أدفع‭.. ‬تشاهد‭)‬،‭ ‬ليكون‭ ‬الجمهور‭ ‬هو‭ ‬الضحية،‭ ‬وحتى‭ ‬النقاد‭ ‬والباحثين‭ ‬و‭ ‬السينمائيين‭ ‬أيضا‭ ‬ضحايا،‭ ‬لأننا‭ ‬اليوم‭ ‬كنقاد‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬مشاهدة‭ ‬فيلم‭ ‬لمجرد‭ ‬البحث‭ ‬والتوثيق،‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬عملية‭ ‬النقد‭ ‬السينمائي”‭.‬

ويضيف‭ ‬الطيب‭: ‬“الدليل‭ ‬أنه‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬عمل‭ ‬أسبوع‭ ‬تكريمي‭ ‬لأفلام‭  ‬السيناريست‭ ‬ماهر‭ ‬عواد،‭ ‬وفوجئت‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬أفلامه‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬عرضها‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬حقوق‭ ‬تملكها‭ ‬قنوات‭ ‬عربية‭ ‬خليجية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭  ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حذرنا‭ ‬منه‭ ‬سابقا،‭ ‬وأوضحنا‭ ‬أن‭ ‬بيع‭ ‬الأصول‭ ‬له‭ ‬آثر‭ ‬لن‭ ‬يزول،‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬التقدم‭ ‬لشراء‭ ‬هذه‭ ‬الأصول،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬للآسف‭ ‬إستجابة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق”‭. ‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬يرى‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمنتجين‭ ‬العرب،‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬ذكري،‭  ‬إننا‭ ‬إمام‭ ‬كارثة‭ ‬أهم‭ ‬يجب‭ ‬الإلتفات‭ ‬إليها،‭ ‬ووجود‭ ‬حلول‭ ‬لها‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬“إدمان‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬لـ15‭ ‬سنة‭ ‬للألعاب‭ ‬الالكترونية‭ ‬كارثة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تغيبهم‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬التليفزيون،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬ورغم‭ ‬أننا‭ ‬حاولنا‭ ‬كثيرا‭  ‬توعيتهم،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬مردود‭ ‬للآسف،‭ ‬لنصبح‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬نواجها‭ ‬مع‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تهدر‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬تعلمها‭ ‬العنف،‭ ‬عكس‭ ‬جيلنا‭ ‬الذي‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬سماع‭ ‬الإذاعة‭ ‬صباحا‭ ‬وقراءة‭ ‬الصحف‭ ‬ومشاهدة‭ ‬برامج‭ ‬الأطفال‭ ‬الهادفة‭ ‬ومتابعة‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬تعلمنا‭ ‬منها‭ ‬أصول‭ ‬حياتنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬وهنا‭ ‬أقصد‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نخصصه‭ ‬للثقافة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مهم‭ ‬الآن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأطفالنا”‭.‬

ويضيف‭ ‬أبو‭ ‬ذكري‭: ‬“التليفزيون‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬تفاعلياً‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالبحث‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬رقيب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬أو‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬هادفة‭ ‬مثل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬عليها‭ ‬أجيال‭ ‬سابقة،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬التليفزيون‭ ‬يقتنع‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬وعليه‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬تفاعلي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬هي‭ ‬باقة‭ ‬عمرية‭ ‬محددة”‭.‬

المصدر : جريدة اخبار النجوم