الأم «إيزيس».. قصة مصرية تنتشر في 5 قارات بالعالم

الأم إيزيس
الأم إيزيس

قال فيلسوف فرعوني: "لا تنس أمك ولا ما فعلته لك ومن أجلك، فهي التي حملتك وأخذت ترعاك كل يوم حتى بعد أن حبوت على الأرض، ورعتك بعد أن دخلت دار الحياة والمدرسة بالخبز والشراب والحنان والدعاء".

 

ونشرت جريدة أخبار اليوم يوم في 17 مارس 1956 عن احتفال مصر بعيد الأم لأول مرة في تاريخها الحديث، وأن نحو سبعة ملايين أم في مصر سيتوجهن أبناؤهن يوم الأربعاء الموافق 21 مارس 1956 إليهن وسيهدي كل ابن لأمه قبلة أو خطابا أو كلمة شكر وحنان، وسيرسل كل من فقد أمه دعوة لها إلى السماء.

 

وبالرجوع إلى الماضي البعيد إلى أكثر من 6000 سنة فقد كانت صورة الأم ممجدة حتى بعد الموت فعلى جدران أغلب مقابر الدولة القديمة توجد صور صاحب المقبرة وإلى جواره زوجته وأمه، والزوجة بدورها كانت تجلس إلى جوار زوجها على مائدة القرابين في نقوش المقبرة، ودائما تصور الأم وإلى جوارها ابنتها والأب بجانبه ابنه الأكبر.

 

وكانت العائلة هي هدف المصري الفرعوني فكان عندما يريد أن يتزوج يكتب رغبته بأسلوب ساحر ويستعمل تعبيرا جميلا وهو أنه "يريد أن يؤنث بيتا، وأن يولد له ولد".

 

ولقد لعبت إيزيس دور الأم الآلهة في تاريخ مصر وكانت رمزا للوفاء والإخلاص، وتماثيل إيزيس الرائعة كانت على هيئة سيدة تحمل جناحين حيث اشتهرت بالرحمة والحنان، أو على هيئة أم ترضع صغيرها.

 

وغالبا ما تكون التماثيل برونزية ويوجد منها مجموعة متعددة في المتحف المصري بالقاهرة، وعدد لا يحصى من المجموعات المصرية في المتاحف الأثرية في القارات الخمس، وبعض الجامعات في أوروبا وأمريكا، حتى في متحف بيروت بلبنان.

 

وسيطرت قصة إيزيس وشخصيتها على الشرق القريب وأثيوبيا وأوروبا، وجاءت أيام في العصر الروماني اتخذوا فيها إيزيس ربة لكل مدينة.

 

ولم يكتف الفراعنة بأن ألهوا إيزيس بل تمتموا لها بالصلوات وتلوا لها الأدعية وكتبوا البرديات.

 

أما الهدايا التي يقدموها للأم إيزيس فكانت تماثيل لها وأنشئوا من أجلها المعابد على مر الأيام منذ فجر تاريخهم حتى أواخر التاريخ الفرعوني.

 

وفي العصر الحديث بدأ الاحتفال بعيد الأم سنة 1956، تحتفل به مصر في يوم 21 مارس لتكريم الأمهات، وصاحب فكرة الاحتفال بعيد الأم هو الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين.


 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم