شد وجذب

نحتاج إلى آلاف المصانع الجديدة

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

على قد ما هنبنى مدن سكنية و مجتمعات عمرانية جديدة  ..على قد ما احنا محتاجين نبنى مدن صناعية متكاملة ومصانع جديدة .. السنوات الماضية نجحت الدولة المصرية فى إعادة تأهيل وتطوير وتحديث وبناء البنية التحتية من طرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف ..الدولة كمان أنشأت مجتمعات زراعية متكاملة ..مراحل إعادة بناء الدولة كانت تتطلب إقامة بعض المشروعات لضمان توفير الغذاء  والدواء ومتطلبات الحياة فى ظل ظروف صعبة مر بها العالم بسبب جائحة كورونا .. قد تكون الاستثمارات الداخلية والخارجية تعطلت بعض الوقت بسبب نفس الظروف التى حجمت الحركة والتنقل بين دول العالم ولكن  فى هذه المرحلة تحديداً بدأت الدول تستعيد عافيتها وبدأت عجلة الاستثمار تدور من جديد..

وهنا يجب  أن ندرك أننا جزء مهم من العالم وأن جائحة كورونا أثبتت للجميع أن من يمتلك الصناعة والزراعة يمتلك مقومات الحياة ..فى هذه المرحلة تحديداً نحتاج إلى إنشاء آلاف المصانع الجديدة وفى مختلف القطاعات ..لن يضار أى صانع ينتج منتجاً جيداً لأن الكميات  التى ستتوفر بعد سد احتياجات السوق المحلى  من السلع سيتم توجيهها للتصدير وهو أمر طبيعى فى جميع دول العالم ..أصبحنا نمتلك مقومات النهضة الصناعية لأننا نمتلك الأراضى ومصادر الطاقة والأيدى العاملة وأسواق البيع ..مطلوب فقط وضع استراتيجية واضحة المعالم للتصنيع مع وضع خريطة لأولويات المصانع التى تحتاجها الدولة وللمستهلك لنكون بدأنا السير على الطريق الصحيح للصناعة .. جميع الدول الكبرى دول صناعية.. ودخلت مجالات التصنيع والابتكار بعد أن استوردت من العالم تكنولوجيا التصنيع.. وقامت بتأهيل الكوادر على العمل.. وأتاحت الفرصة للعقول لكى تبتكر وتنتج ..

قد تكون مرحلة ما بعد كورونا تحتاج إلى حزمة حوافز إضافية محددة المدة لتشجيع الصناع على الاستثمار فى التصنيع  .. بناء مصنع جديد يعنى استغلال قطعة أرض شاغرة ويعنى بناء مصنع واستهلاك كهرباء وغاز.. وإتاحة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة  ودفع ضرائب وتأمينات وأخيراً إنتاج سلع قد تكون جديدة وكنا نعتمد على استيرادها من الخارج ..الدولة المصرية اختلفت تماماً خلال السنوات السبع الماضية.. وأصبحت لها رؤية واضحة المعالم وأصبحنا دولة بفضل الله نسير طبقاً لخطط وننفذ أفكاراً مدروسة .. ولذلك اعتقد أنه حان الوقت لتنطلق الدولة فى مجال الصناعة بعمق وفكر ورؤية تواكب ما تم إنجازه من مشروعات عملاقة فى كافة المجالات .. معظم دول العالم بدأت تستعيد عافيتها .. ووضعت خططاً لزيادة معدلات النمو الصناعى.. وهو ما يجب أن تركز عليه الدولة خلال الفترة القادمة .. لأننا لو حققنا نتائج إيجابية فى هذا القطاع سنجنى ثمار ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية بصورة متكاملة..

القطاع الخاص المصرى مطالب اليوم بضخ استثمارات فى قطاعات الصناعة.. وعلى الحكومة أن تقدم تسهيلات أكبر لتشجيع المستثمرين.. وإزالة جميع عقبات البيروقراطية .. الصناعة تبنى دولاً .. والزراعة أيضاً  .. ونحن فى مصر بفضل الله نمتلك مقومات أن نكون دولة صناعية زراعية.. وخاصة أننا نمتلك مصادر طاقة متنوعة تضمن لنا البدء فى إقامة المشروعات الكبرى مع ضمان استمراريتها .. دعونا نواكب دول العالم التى بدأت تزيد من عدد المصانع بعد أن تعلمت الدرس من أزمة كورونا ..دعونا نبدأ ..وتحيا مصر..