كاتب أمريكي: «حبال الغسيل» وراء مقتل بن لادن

بيتر بيرجن اثناء لقائه التليفزيوني من اسامة بن لادن في 1997
بيتر بيرجن اثناء لقائه التليفزيوني من اسامة بن لادن في 1997

من أكثر الأدلة التي استند إليها الـ CIA الأمريكية لتأكيد الهجوم على البيت الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن، وقتله بغارة شنتها عليه "قوة خاصة" فجر 2 مايو 2011 بمدينة "أبوت أباد" في الشمال الشرقي الباكستاني، هي الحبال التاي كانت تستخدمها زوجاته لنشر الملابس.

وفق كتاب جديد ألفه الأمريكي بيتر بيرجن، مكون من 416 صفحة، ويبدأ بيعه الثلاثاء في الولايات المتحدة وخارجها، ولخصت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أهم ما فيه.

غلاف الكتاب:

يذكر مؤلف كتاب "صعود وسقوط أسامة بن لادن" أن زعيم "القاعدة" طلب من حارسه الشخصي إبراهيم عبد الحميد، بناء منزل كبير في "أبوت أباد"، يكفي لإقامة أفراد أسرته وبعض مساعديه، بعد أن اطمأن إلى أن جحيم المطاردات الأمريكي لم يعد يستهدفه كما في السابق، بحسب بعض التقارير العربية.

بالفعل انهي الحارس لناء المنزل في 2005، وفي قسم ملحق بالبيت، أقام ابراهيم وشقيقه مع أفراد أسرتيهما.

إلا أن أجهزة الأمن الباكستانية علمت بوجود ابراهيم في المدينة، فظلت تبحث عنه، إلى أن عثروا عليه في 2010 يقود سيارته، فتتبعوه وتعرفوا إلى البيت الذي يقيم فيه، وبدأوا بمراقبته وجمع المعلومات عنه وعن البيت الذي وجدوه محاطا بسور ارتفاعه 5.5 أمتار، وتعلوه أسلاك، من دون معرفتهم أن بن لادن يقيم فيه مع زوجاته الثلاث و8 من أبنائه، إضافة إلى 4 أحفاد.

إلا أن صدى ما علموا به عن حارس بن لادن الشخصي، وصل إلى "سي.آي.إيه"، فدخلت علي الخط و بدأت تراقب البيت أيضا.
وأكثر ما لفت انتباه عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية، عدم وجود أي خط هاتفي، ولا حتى اشتراك بالإنترنت لمجمع سكني ضخم، يبدو أن مالكه من الأثرياء ويقيم فيه عدد كبير من الأشخاص.

مع ذلك فنوافذه قليلة وشرفته العلوية محاطة بجدران عالية من كل جانب، وهي التي اتضح فيما بعد أنها كانت لبن لادن وحده، بالإضافة الي معلومة اخري ،وهي أن سكان البيت لا يلقون نفاياتهم في القمامة كما يفعل بقية الجيران، بل اعتادوا على حرقها.

اما الثياب التي يتم نشرها على الحبال لتجف، فقد جعل عددها الكبير عملاء الاستخبارات يستنتجوا ان عدد كبير من البشر يعيشون بهذا المنزل، فيما أكدت نوعيتها أن بعضها لنساء ورجال بالغين، إضافة إلى 9 أطفال، وهو ما أعاد الذاكرة إلى أسلوب حياة بن لادن في أفغانستان سابقا، لذلك استنتجت CIA أن المقيم في البيت ليس إلا زعيم "القاعدة" وزوجاته، خصوصا أن بعض عملائها كان يرون من شقة استأجروها مقابل البيت رجلا طويل يظهر عبر مناظير الرؤية وهو يتمشى في فنائه ليلا معظم الأحيان، ولم يروه يخرج منه ولو مرة على الأقل، فشنوا الغارة عليه طوال 40 دقيقة وقتلوه.

الجدير ذكره أن بيتر بيرجن، مؤلف الكتاب، هو أستاذ في جامعة ولاية أريزونا، ومحلل الأمن القومي لشبكة CNN التلفزيونية الأميركية، وسبق أن أدلى بشهادته أمام لجان الكونجرس 18 مرة حول قضايا الأمن القومي الأميركي، ووفقا لسيرته فقد ايضا تقلد مناصب تعليمية بجامعتي هارفارد وجونز هوبكنز، وأنه ألف 8 كتب، منها 3 من الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، إضافة إلى 4 اعتبروها من أفضل الكتب الواقعية.