خواطر

تونس بإجراءاتها الإصلاحية.. تفعيل لإرادة الشعب نحو الحياة الكريمة (٢)

جلال دويدار
جلال دويدار

نعم.. الإرادة الشعبية فوق أى سلطة والاستجابة لها واجب وطنى يستوجب الانصياع له. هذا هو التوصيف الصحيح الواجب لما تشهده الشقيقة تونس من تطورات حالية نرجو الله أن تصل لأهدافها بأمان وسلام.

لا يمكن بأى حال القبول بادعاء أن ما قام به الرئيس التونسى المنتخب قيس سعيد.. انقلاباً على الدستور. تحليلات الخبراء والمتخصصين فى تونس كذّبوا هذه المزاعم التى تروج لها جماعة الإرهاب الإخواني. يأتى ذلك بحكم أن ما حدث كان لنص دستورى ولإرادة وتطلعات الشعب فى تونس. إنها ليست إلا انعكاساً للرغبة الشعبية الشاملة.. الرامية لدرء الخطر المحدق بوطنهم.

هذا التوجه الشعبى جاء كرد فعل لفساد وهيمنة وجهل وسيطرة التنظيم الإخوانى الإرهابي. إنه تجسيد وترجمة للتطلعات والآمال نحو خلاص تونس من هذا الوباء الذى ارتبط وجوده على الساحة بالمعاناة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

إن سيناريو سطو جماعة الإخوان الإرهابية على مقدرات الشقيقة تونس تعد صورة بالكربون لما جرى فى مصر المحروسة فى إطار أحداث ٢٠١١. تفاصيل هذا السيناريو تمثل فى السطو على غضبة الشعب وتطلعه إلى الحياة الكريمة.

الجماعة فى مصر استطاعت من خلال خلاياها وعملائها وإرهابها وأموالها وتحالفها وتآمرها مع القوى الأجنبية.. تحقيق مرادها بالاستيلاء على الحكم. إنها استخدمت إلى جانب ذلك التدليس والتضليل والخداع والإرهاب.. إنه نفس ما يجرى حالياً على الساحة التونسية.

التحرك الشعبى المصرى.. جاء بعد اكتشافه لهذه الحقيقة.. مطالباً بالخلاص من هذا الحكم الظلامى الفاسد الجاهل. استجابة لإرادة عشرات الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع  يوم ٣٠ يونيو اختارت قواتنا المسلحة الانتصار للإرادة الشعبية ليتحقق المراد.
كم نتمنى أن تكمل الشقيقة تونس الخضراء المسيرة  على نفس نسق التجربة المصرية الرائدة وباعتبارها قدوة.. وصولاً إلى ما هو مرجو.