مسئول العلاقات الخارجية بمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين:260 ألف ضيف أجنبى فى مصر

ريم عبدالحميد
ريم عبدالحميد

آية فؤاد

تعدُّ مصر القبلة الأولى للاجئين بمختلف جنسياتهم، وتسعى جاهدة لحسن استقبالهم، بشهادة أهم المنظمات الداعمة للاجئين، وهى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، حيث تؤكد ريم عبد الحميد، مسئول أول العلاقات الخارجية بالمفوضية، فى حوارها لـآخر ساعة أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا ضخمة لحماية اللاجئين وطالبى اللجوء فى مصر.

وتُشير ريم إلى أن الحكومة المصرية تقوم بتوفير خدمات التعليم الحكومى للأطفال اللاجئين من اليمن وسوريا والسودان وجنوب السودان على قدم المساواة مع الأطفال المصريين، وأن المفوضية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة لضمان تلبية احتياجات اللاجئات واللاجئين، الذين وصلت أعدادهم وفقًا لإحصائيات المفوضية، حتى 31 ديسمبر 2020 إلى 259,292 لاجئا وطالب لجوء مسجل مع المفوضية.

< ما تقييمك لوضع اللاجئين فى مصر؟ وما مدى الاستجابة لهم فيما يخص حسن الاستقبال والضيافة؟

− نحن نثمن المجهودات التى تبذلها الحكومة المصرية بشكل دائم لضمان حماية اللاجئين وطالبى اللجوء فى مصر، كما أن الشعب المصرى يستقبل اللاجئين بكل⊇حب⊇ومودة كما عودنا على مر السنين. 

ولكن، قبل تفشى فيروس كورونا، كان غالبية اللاجئين فى مصر يُعدون من الفئات الأكثر احتياجًا، حيث كان سبعة من كل 10 لاجئين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية وغالبًا ما يضطرون إلى تبنى آليات التكيف السلبية مثل تكبد الديون أو تقليل الإنفاق على الغذاء والمواد الأساسية الأخرى اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وبعد تفشى الجائحة فقد الكثيرون مصدر دخلهم ومن ثم وجدوا صعوبة أكبر فى شراء الغذاء أو دفع الإيجار، كما يُعَدُّ اللاجئين من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والحالات الطبية من بين أكثر الفئات تضررا من الجائحة.

وقد ألقت جائحة كورونا بظلالها على أنشطة المفوضية كذلك، ومع الحاجة إلى تقليل مخاطر العدوى الفيروسية باعتبارها أولوية، تم تأجيل المقابلات داخل المكاتب مؤقتًا، مع استخدام بدائل مبتكرة لضمان استمرارية البرامج شديدة الأهمية عن بُعد.

وتعمل المفوضية بشكل وثيق مع الحكومة المصرية لضمان تلبية احتياجات اللاجئات واللاجئين من مختلف الجنسيات، وتقوم الحكومة المصرية بتوفير الخدمات الصحية العامة لكل اللاجئين من مختلف الجنسيات على قدم المساواة مع المصريين. 

كما تقوم الحكومة بتوفير خدمات التعليم الحكومى للأطفال اللاجئين من اليمن وسوريا والسودان وجنوب السودان على قدم المساواة مع الأطفال المصريين، كما قامت الحكومة بمنح الأطفال اللاجئين المسجلين بالمدارس الحكومية حق الالتحاق بالمدارس للعام الدراسى 2020/2021 بدون الحاجة إلى كروت تسجيل مع المفوضية سارية، نظرًا لصعوبة تجديد تلك الكروت فى ظل جائحة كورونا والوضع الراهن.

< كم يبلغ عدد اللاجئين فى مصر؟ وما أكثر الجنسيات الوافدة إليها؟

− وفقًا لإحصائيات المفوضية، فحتى 31 ديسمبر 2020، تستضيف مصر 259.292 لاجئا وطالب لجوء مسجلا مع المفوضية، 50% من بينهم من سوريا. وتعد السودان ثانى أكبر جنسية للاجئين وطالبى اللجوء المقيمين فى مصر، تليها جنوب السودان ثم إريتريا وأعداد أقل من اليمن وإثيوبيا.

< كيف يتم تقديم الدعم لهذه الأعداد؟ وما أكثر الجهات المشاركة فى دعمهم معنويًا وماديًا؟

− الخدمات المقدمة للاجئين وطالبى اللجوء من كل الجنسيات⊇تبدأ من التسجيل وتوثيق طالبى اللجوء، وتوفير الخدمات القانونية من خلال الشركاء القانونيين، والمساعدة المالية المحدودة للاجئين وطالبى اللجوء الأكثر احتياجًا، إضافة إلى الرعاية الصحية الأولية، ورعاية الطوارئ، والرعاية المتخصصة، ورعاية الأمراض المزمنة بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء المحليين. فى هذا السياق، فى عام 2016، قامت المفوضية بتوقيع مذكرتى تفاهم مع وزارة الصحة تبرعت خلالهما المفوضية بما يزيد عن ٢ مليون دولار على شكل معدات طبية حديثة من ضمنها أجهزة للكشف المبكر عن أورام الثدي، و70 سريرا، ووحدات عناية مركزة وأجهزة تنفسية مع تجهيز عدد من المرافق الصحية فى مختلف المحافظات، وذلك لينتفع منه المواطن المصرى واللاجئ على حد سواء، بالإضافة إلى المنحة التعليمية التى ⊇تقدم لأسر اللاجئين وطالبى اللجوء الذين لديهم أطفال مسجلون بالمدارس الحكومية وتقدموا بطلبات للحصول عليها.

كما تقدم المفوضية خدمات أخرى للاجئين وطالبى اللجوء الذين عانوا من ظروف قاسية فى بلادهم أو خلال رحلتهم نحو بلد الاستضافة وفى هذا الصدد، تقدم المفوضية خدمات قانونية ودعما نفسيا واجتماعيا لضحايا العنف الجسدى والعنف القائم على النوع الاجتماعى والفئات المستضعفة كالأطفال غير المصحوبين بذويهم وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة وفئات أخرى من خلال شركائها المختصين، كما توفر المفوضية مساعدة فى فصل الشتاء فى شكل مساهمة مرة واحدة تقدم سنوياً للاجئين الأكثر احتياجا.

أما بالنسبة للدعم المادى فتتلقى المفوضية دعما ماديا سخيا من الجهات المانحة، وعلى الرغم من أن المفوضية وشركاءها يسعون جاهدين لتقديم مساعدات خاصة منتظمة وإضافية للاجئين وطالبى اللجوء، إلا أنهم غير قادرين على تلبية الاحتياجات دون دعم إضافى من الجهات المانحة.

< يخلط البعض بين مصطلح مهاجر ولاجئ فما الفرق بينهما؟ وهل هناك مدة محددة لاستضافة اللاجئين؟

−⊇اللاجئون هم أشخاص يفرون من الصراع أو الاضطهاد، يعترف بهم القانون الدولى ويحميهم، ولا يجب طردهم أو إعادتهم إلى أوضاع تعرض حياتهم وحريتهم للخطر، فهم لم يختاروا أن يتركوا أوطانهم ولكن أجبروا على الفرار للحفاظ على حياتهم، ولا يوجد مدة معينة لاستضافة اللاجئين مادام هناك خطر يهدد حياتهم.

< ما أكثر المشكلات التى يتعرض لها اللاجئون؟ وكيف يمكن حلها؟

− بعد الفرار من الحرب أو الاضطهاد، تعد فرص العمل وكسب الرزق واحدة من المشاكل الأساسية التى يواجهها اللاجئون، مما يعيق من قدرتهم على دفع إيجار المسكن وتوفير الطعام وحياة كريمة لأسرهم. لذلك تساعد المفوضية اللاجئين وطالبى اللجوء على إعالة أنفسهم وأسرهم من خلال تزويدهم بالتدريب ومساعدتهم فى إيجاد سوق لمهاراتهم وسلعهم. كما نعمل على تشجيع الإدماج الاقتصادى لأولئك الذين أجبروا على الفرار من منازلهم من خلال تأييد حقهم فى العمل وبناء سبل عيشهم من خلال البرامج الموجهة نحو السوق.

< ما الإجراءات التى تتخذها المفوضية لحماية اللاجئين فى ظل تفشى كورونا؟

− منذ بداية أزمة كورونا، واصلت المفوضية صرف مساعداتها النقدية الشهرية متعددة الأغراض، فخلال عام 2020 تم صرف المساعدة الشهرية لحوالى 42325 شخصًا من الفئات الأكثر احتياجا.

وللمزيد من المساعدة فى التخفيف من المخاطر التى تتعلق بالحماية مثل الوافدين الجدد والحالات ذات الاحتياجات الخاصة، تم دعم 11440 فردًا، على أساس مؤقت، بمساعدة نقدية تتراوح من 3 إلى 6 أشهر. علاوة على ذلك − وبالتعاون مع القطاع الخاص − نجحت المفوضية فى دعم 6797 فردًا؛ من خلال إعطاء الأولوية لمن لديهم أمراض أو إعاقات مزمنة. وبداية من شهر مايو 2020، تم صرف مساعدات نقدية لعدد 3059 من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، لضمان حمايتهم. هذا إلى جانب، دعم 42930 طالبا وطالبة بمساعدات نقدية تصرف لمرة واحدة، كما تم صرف مساعدات سبل العيش النقدية لدعم 344 حالة لمرة واحدة فقط.

وتم زيادة المساعدة النقدية لشهر مايو وشهر سبتمبر بمنحة إضافية لمستلزمات النظافة، فى محاولة لتخفيف الضرر عن الأشخاص الأكثر تضرراً من الجائحة وتداعياتها، كما قدمت المفوضية دعما إضافيا لبعض شركائها من المنظمات غير الحكومية لشراء مواد النظافة والتعقيم لتقديمها للاجئين، واقترن ذلك بتوزيع منتجات النظافة والتعقيم كهدية من روتارى مصر وريكيت بينكيزر. كما قامت شركة ريكيت بينكيزر بالتبرع بعدد 2400 من زجاجات مطهر الأسطح ديتول و9600 صابون ديتول للمفوضية فى شهر سبتمبر ٢٠٢٠، هذا وقد تم توزيع الدفعة الأولى من منتجات ديتول على الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم والأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى القاهرة الكبرى.