الرجل كان رائعا في ادارته للجلسة والأعضاء كانوا في قمة الروعة داخل القاعة المستديرة، فجميع الزوايا التي كانت الكاميرات تشد العيون اليها تشعرك وكأنك تشاركهم الحضور

لا يختلف معي أحد علي أن مجلس النواب فاجأنا برئيس شخصيته ليست سهلة.. من يراه لأول مرة يري في وجهه الطيبة، لكنه فوق المنصه شخصية أخري.. يتمتع بالحزم والقوة لا يعترف بالاستسلام ولا الهزيمة، وهذه هي الشخصية التي نحتاج لها في هذه المرحلة بالذات.. نريد الشخصية التي تخشاها الحكومة فيعرف الوزراء أنهم امام رئيس مجلس ليس سهلا في الحساب.. وأن أعضاءه ليست لهم مطالب خاصة حتي يتراجعوا عن الاستجواب.. لذلك أقول «صدق من قال إن مصر ولادة» وهذا هو واحد من ابنائها المصريين أصبح رئيسا للبرلمان ليكون امتدادا للعمالقة الذين شرفت بهم مصر في سنوات البرلمان باستثناء برلمان الاخوان الذي سقط من ذاكرة التاريخ.. أنا شخصيا كنت مبهورا بانتخاب الدكتور علي عبد العال، أحسست أن المنصب علي مقاسه، مع أنني كنت أرجح كفة شيخ القضاة العلامة الأستاذ المستشار سري صيام كقيمة وقامة ولكنه اعتذر واعتذاره كان عن حق فقد فضل الرجل أن تستكمل المنظومة الديمقراطية بأن يأتي رئيس المجلس من خلال ترشيح أحد الأعضاء المنتخبين.. من هنا كنت أبدي مخاوفي لأنني في بداية الانتخابات لم أكن متحمسا بسبب اللغط الذي طال العملية الانتخابية في أيامها الأولي ويومها حزنت وقلت في داخلي ليس هذا هو المجلس الذي سيقودنا إلي التنمية.. وبدخول العملية الانتخابية مراحلها الأخيرة ظهرت وجوه تطمئن علي مستقبل مصر، ويكفي أن فاجأتنا انتخابات رئيس المجلس بالعالم الدكتور علي عبدالعال لينتزع مني هذه المخاوف.. ويخرج علينا الرجل وهو يحيي زملاءه الذين نافسوه بلغة المقعد وليست بلغة المنصة.. وقد كانت بداية أعماله بتحية شهدائنا بدقيقة حداد..
- وهنا لا أستطيع أن أصف لكم مشاعري وأنا أتابع الجلسة الإجرائية التي انعقدت برئاسة المستشار المخضرم بهاء الدين أبوشقة علي اعتبار أنه أكبر الأعضاء سنا، الرجل كان رائعا في ادارته للجلسة والأعضاء كانوا في قمة الروعة داخل القاعة المستديرة، فجميع الزوايا التي كانت الكاميرات تشد العيون اليها تشعرك وكأنك تشاركهم الحضور.. بصراحة الأعضاء أكسبوني احترامي لهم بالصورة التي ظهروا بها فقد كان منظرهم حضاريا مشرفا من حيث المظهر وشكل الحضور، التزامهم بإدارة الجلسة كان رائعا ولم تؤثر السلبيات علي مظهرهم، فالتليفونات الفردية التي كانت تتم كانت تخص بعض الأعضاء ومع ذلك المشهد نفسه لم يقلل من عظمة المظهر أو جمال المشهد، وللحق كانت العضوات اكثر التزاما عن الأعضاء فلم أر واحدة أخرجت التليفون من حقيبتها أو دخلت في وصلة دردشة مع زميلة تجاورها.. ماشاء الله فقد كان التزامهن رائعا..
- وبمناسبة اختيار الوكلاء لا أعرف لماذا انتابني احساس بأن هناك تربيطات بين الأحزاب لأن بعض الأعضاء كانوا مستعدين لتأجيل الانتخابات لليوم التالي علي اعتبار أن الموقف محسوم بين الاحزاب، وبمجرد أن أعلن رئيس المجلس عن استطلاعه الرأي فكانت السيدات أول من وافقن علي التأجيل الا أن بقية الأعضاء اعترضوا وأيدوا رأي شيخ القضاة المستشار سري صيام بالاستمرار في الإجراءات وانتخاب الوكيلين في نفس الجلسة.. وكان هذا الرأي هو البداية لتحقيق أحد المكاسب للمرأة فقد فتح باب الترشيح لها علي مقعد وكيل المجلس عندما وقف أحد الأعضاء وبصوت عال قال «.. أنا عن نفسي لن أترشح لمنصب الوكيل.. لكني ياسعادة الرئيس اتساءل لماذا لا تتاح الفرصة للمرأة للترشيح والمجلس يضم لأول مرة في تاريخه حشدا ضخما « ثم اتجه إلي مقاعد المرأة، ورحب رئيس الجلسة الدكتور علي عبد العال بترشيح المرأة.. طبعا شئ من هذا لم يكن في حسابات المرشحين أن ترشح سيدة نفسها معهم لمنصب الوكيل فقد استقرت التربيطات علي ترشيح العضو علاء عبدالمنعم علي اعتبار انه عضو برلماني مخضرم وله موقف من الانتخابات البرلمانية التي أطاحت بنظام مبارك عندما أسس برلمانا مناهضا لبرلمان مبارك وعندما سئل مبارك عن رأيه في برلمان علاء ومجموعته يومها رد قائلا «يروحوا يلعبوا تحت السلم».. إذن تاريخ علاء يؤهله للمنصب أما منصب الوكيل الثاني فقد كان متروكا لحزب المصريين الأحرار يرشح فيه من يراه من أعضائه.. وكون أن تحدث المفاجأة وتقوم أنيسة حسونة بترشيح نفسها وبعدها سناء برغش ليصل عدد المرشحين إلي ١٦ مرشحا من بينهم سيدتان.. في خطوة شجاعة من جانب المرأة.. في رأيي أنها كانت مغامرة غير محسوبة لأن الترشيح تم بدون تربيطات..
- وتحدث المفاجأة وتخسر المرأة من أول جولة في انتخابات الوكيلين «أنيسة ٣٦ صوتا وثناء ١٤ صوتا وجاءت النتيجة لصالح الوكيلين السيد شريف في أول جولة وعلاء عبد المنعم في الإعادة.. وأكيد أنهما يستحقان هذين الموقعين عن جدارة.. ومن المؤكد أن لجان المجلس ستحمل لنا مفاجآت اخري بأسماء لها وزن لعلها تكون مواكبة لاحتياجات الشارع المصري..
- علي أي حال ان جاز لي أن اهنيء علي نجاح الجلسة التاريخية لمجلس النواب التي أتت لنا برئيس مجلس حمش وعلامة وأستاذ قانون ثم بوكيلين لهما وزنهما البرلماني فالنجاح هنا يرجع إلي تفوق المستشار احمد سعد الأمين العام للمجلس علي نفسه في أعقاب اعتراض بعض البرلمانيين علي تعيينه أمينا عاما، مع أنه ليس حديث التخرج فالرجل له قيمته القانونية في مجلس الدولة وتم ترشيحه لهذا الموقع ولم يسع يوما للعمل في مجلس الشعب لكن كفاءته أهلته والنجاح الذي حققه في جلسة الإجراءات كانت بداية الخطوات التي تؤكد أن هذا الرجل كفء كأمين عام لمجلس الشعب.. يكفي أنه أنهي إجراءات العضوية لجميع الأعضاء إليكترونيا وأصبح عندنا قاعدة بيانات كاملة عن الأعضاء