«سكن».. الحب أم الاحترام؟

افتح النافذة
افتح النافذة

الزواج شيء سحرى؛ يعمل على دمج حياة شخصين فى حياة واحدة.. يمنحهم حافزا قويا لاستمرارية حياة كل منهما ومعنى جميل للبقاء.. ومهمة جديدة يضاعف فيها قواهم لتحقيق أهدافهم وبلوغ الأحلام.. آية من آيات الله .

وليس معنى ذلك أنه بالضرورة أن تبنى كل العلاقات الزوجية على حب استثنائي.. ابحث عن الجوهر- أصل المعانى الجميلة، والتفاهم هو أساس الاستقرار .. والراحة النفسية شيء غريزى.

أساسيات العلاقة الزوجية قد تلتمسها ببساطة- فى أى شخص قد يبدو عاديا لكن تراه أنت سكن تلجأ إليه وترتاح معه.. طالما ترتضى خلقه ونسبه،،
فلم تبن كل البيوت على حب أسطورى أو قدرى، ولا أن يقف بعضنا خلف نظارته الوردية منتظرا أن تدلله الأقدار الحلوة! 

نحن لا نقع فى الحب بين عشية وضحاها.. بل مسألة تدرج وبالتعامل.. رغم أننا كثيرا ما نعجب بأشخاص لكثرة مميزاتها. . 
لكن المقصود هو أننا لا نبتغى الزواج عن حب.. بل أولا عن إعجاب و بكل أريحية.. وبساطة..

اللمسة الجمالية قد تجدها فى البساطة و معالم الدفء والأصالة.. وليس الميل لحب الزينة والزخارف التى قد تفقد البناء جوهره ومعناه وروحانياته..

كيف وصف القرآن علاقة الزواج؟

فوصف الله تعالى تلك العلاقة الروحية المقدسة بأنها سكن ومودة ورحمة وميثاقا غليظا وبأنه لا غنى عنها كالملبس الذى يستر ويزين صاحبه فى أجمل صورة

السكن هو الاستقرار والاطمئنان والمملكة والوطن الذى تنتمى إليه ولا تبحث عن الدفء والذكريات فى مكان غيره ..
والمودة هى التودد ومبادلة الود والمشاعر.. والرحمة؛.. فتلك العلاقة الروحية هى أشمل واكبر من أن تكون نزوة عابرة أو إعجاب بشكل ومفاتن. . لكنها الدفء والحنان..

والميثاق الغليظ؛.. والعهد المقدس وحبل لا ينقطع.. هذه العلاقة يقدسها الإسلام لأنها نواة المجتمع، سمة وسنة الحياة وتمام لدين وخلق المرء..

(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).. فكلاهما يحتاج للآخر .. ويكمله و يزينه ويرفع شأنه.. كى تزيد وسامته ويكون جميلا وعظيما.. كحاجة الزهر إلى قطرات المطر.. فهى علاقة أساسية للروح وسكن.. وتمام للدين .. فهذه الآية لخصت الكثير عما يردده الناس (الزواج نصف الدين وسنة الحياة) .. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

جمال الروح 

كلما نضجت ستكتشف أن الجمال هو جمال الروح والأخلاق.. والقلوب المخلصة الطيبة العقول الناضجة ووجوه سمحة.. لا تخدع ولا تكذب

فجمال الشكل لا يلهم سوى الغريزة.. المرأة ليست ملهمة للغريزة.. ليس شرطا أن تبنى البيوت على الحب.. بل القيم والأخلاق هى أساس التفاهم والمودة والرحمة .. وأساس التضحية والإخلاص.. والحياء.. وكل خير.. أصل كل المعانى الجميلة..

ستكتشف أخيرا أن الشكل مجرد سراب، وأن كل وجوه الناس جميلة إذا تحلت بالسماحة والأخلاق 

.. أيهما أرشد (العقل أم القلب؟) 

لا يظن أحد أن البصيرة ترتبط بالذكاء.. لذا وجب الاستعانة بالله.. (اللهم ألهمنى رشدى )

للبعض هناك غشاوة على القلب؛ تعالج بتغيير اهتمامات القلب 
أما غشاوة العقل: فهى الاختيار بعينه فقط.. يحب بنظره فقط.. وينسى أن الجمال فى البساطة أو ينسى أن أغلب وجوه الناس جميلة.. أو أن أغلبهم قد يؤدون نفس الغرض أو المعونة على مسيرة الحياة والطاعة 

.. لكن بالطبع لا تقتصر المسألة على الشكل.. بل الروح.. لكن المقصود أن المسألة لا تقف على شخص واحد فقط.. وإن كان اختيار شخص واحد فقط مسألة وقت.. مسألة تدبير من الله .. 
والراحة النفسية شيء غريزى.. وليس فقط اساسى. . وليست فقط بالشكل..