آخر كلام

مجدى أفشة.. والتغيير الوزارى

أحمد هاشم
أحمد هاشم

« تصدق بالله.. والله ما هتاخد غير رزقك»
هذه الجملة العبقرية قالها منذ أيام لاعب كرة القدم بالنادى الأهلى مجدى أفشة لأحمد يحيى حارس مرمى الانتاج الحربى خلال الدقائق الأخيرة من مباراة الفريقين بالدورى العام، بعد أن تعمد الحارس إضاعة الوقت بالسقوط المتكرر على الأرض من أجل حفاظ فريقه على التعادل أمام الأهلى، والفوز بنقطة تساعدهم فى صراع الهروب من الهبوط الى دورى الدرجة الأولي، وبالفعل وفى الوقت بدل الضائع نجح الأهلى فى الفوز بنقاط المباراة الثلاث.
هذه الجملة العبقرية لو فهمها أى مسئول، وأيقن أن رزقه أو منصبه بيد الله، وانه لن يستمر فيه دقيقة أكثر مما كتب له فى علم الغيب، وأن المنصب لو دام لغيره لما وصل إليه، لعاش هذا المسئول فى هدوء، وعمل بتفان إلى آخر دقيقة له فى العمل العام.
وبمناسبة ما تردد عن التغيير الوزارى خلال الأيام الأخيرة، تذكرت بعض المواقف لبعض الوزراء فى الحكومات السابقة، والذين حاولوا الاستمرار فى مواقعهم بأى شكل، فحاربوا من ظنوا أنهم سيخلفونهم، أو شوهوهم، أو همشوهم، فاستقال عدد من كفاءات الصف الثانى والثالث بالوزارات.
وعلى سبيل المثال كان أحد الوزراء السابقين يغار من نوابه ومساعديه ورؤساء الهيئات التابعة لوزارته، ويحاول بشتى الطرق منعهم من التواصل مع وسائل الاعلام، لأنه كان يرى أن الاعلام سيسلط الضوء عليهم، وبالتالى يمكن اختيار احدهم بديلا له فى أى وزارة قادمة، فكان الوزير يعنف من يتحدث منهم للإعلام، ويقول له متهكما: انت عايز تبقى وزير؟!، وهو ما تسبب فى استقالة بعض الكفاءات، وإقالة الوزير لكفاءات أخري، ورغم كل ما فعله الوزير من ابعاد لكفاءات والتضييق عليها خرج من الوزارة مع أول تشكيل جديد للحكومة، رغم أن هذا الوزير كان يطمح أن يكون نائبا لرئيس الوزراء فى الحكومة الجديدة، ليفاجأ بأنه خارجها تماما.. وهناك عدد من نواب الوزراء ومساعديه الذين استقالوا خلال السنوات الأخيرة بسبب المضايقات التى تعرضوا لها من الوزراء الذين يعملون معهم. 
إبعاد الكفاءات والتضييق عليهم ليس نهجا لبعض الوزراء فقط فى أى زمان ومكان، لكن نراه فى أماكن أخرى وجهات مختلفة، حيث يخشى من يجلس على كرسى القيادة على منصبه، فيعمل على ابعاد وتهميش من يرى أن له حظا ولو قليلا فى الوصول الى منصبه يوما ما.