من القاهرة

أسبوع إفريقى بامتياز

أحمد عزت
أحمد عزت

لم تعد علاقة مصر بإفريقيا بروتوكولية تقتصر على تبادل الزيارات الثنائية، أو المشاركة فى المحافل القارية الرسمية من باب تأدية الواجب، وتسجيل الحضور، والتقاط الصور التذكارية!
كما لم تعد علاقة القاهرة مع امتدادها الإفريقى دبلوماسيا وتنمويا وعسكريا رهنا للارتجال ورهينة ردة الفعل لتحديات أمننا القومى وتهديدات الوجود والحياة.. غابت مصر عن إفريقيا طويلا، وأهملت هذا الملف الحيوى عن عمد تارة ولانشغالها بأوضاعها الداخلية تارة أخرى، والآن يمكننا القول أن القاهرة باتت تتبنى دبلوماسية مكتملة الأركان فى علاقاتها الإفريقية تعتمد على إقامة شراكة استراتيجية شاملة وفق مبدأ المنفعة المشتركة اقتصاديا وتنمويا والتنسيق المتبادل سياسيا وعسكريا بما يصب فى صالح الطرفين والقارة أيضا.. أقول هذا فى نهاية أسبوع شهد زخما مصريا إفريقيا باستقبال القاهرة وفدا من دولة الكونغو الديمقراطية الشقيقة برئاسة رئيس الوزراء «ساما لوكونديه كينجي»، ووفدا آخر لدولة جنوب السودان الشقيقة برئاسة نائب رئيس الجمهورية «جيمس وانى إيجا».. وتعد زيارة رئيس وزراء الكونغو الأولى للقاهرة، وتأتى ترجمة للتنسيق الكبير بين الرئيس السيسى والرئيس الكونغولى تشيسكيدي، وجهود الكونغو لتسوية قضية السد الإثيوبى فى ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى.. أما عن العلاقة بين مصر وجنوب السودان فقد اتخذت منحى جديدا بعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق إنشاء اللجنة فى يناير 2012  مما يدلل على أن علاقة مصر بإفريقيا أصبحت إجبارا وليست اختيارا فى عالم لا يؤمن إلا بالمصالح والمكاسب.