من القاهرة

الإجابة مصر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

دائما ما كانت تونس تباهى اقرانها من دول الثورات العربية بنجاحها فى عبور الجسر بين الثورة والتحول الديمقراطى دون السقوط فى هوة الدم والعنف. وكانت عبارة «الإجابة تونس» الكلمة المفتاحية لكل الأسئلة التى كانت مصر تتحسس اجاباتها خلال مسارها بعد ثورة 25يونيه والتخلص من حكم الاخوان،خاصة فى ظل إصرار الغرب على اعتبار السيناريو التونسى «برهاناً» على نجاح تجربة دمج التيارات الإسلامية فى الحكم و«دليلاً» على ان الجماعة يمكنها الإنخراط فى مشاركة سياسية. اليوم وبعد 10 سنوات من محاولة احتواء حركة «النهضة» الإخوانية انتهت تونس لشلل سياسى وتدهور اقتصادى وانهيار للنظام الصحى، ما دفع التونسيون للخروج للشوارع لتصحيح مسار ثورتهم، لتكون الإجابة هذه المرة «مصر».
فمصر التى سبقت تونس إلى «لفظ» الإخوان وتحملت فى سبيل ذلك الرفض الدولى ومحاولات العزل والهدم، نجحت لحد كبير، عبر جهد امتد لسنوات كشف الوجه الحقيقى للإخوان ومحاصرة حلفاءهم الإقليميين ما كان له أثر فى «تشذيب» الموقف الدولى الداعم للجماعة، وهو ما استفاد منه الرئيس التونسى بعد القرارات التى اتخذها.
ومصر بانجازاتها الاقتصادية وريادتها الإقليمية قدمت نموذجاً ناجحاً لنتائج تقليص نفوذ الإخوان بالمقارنة مع دول أخرى لم تسلك نفس المسار.
ومصر بتجربتها المريرة فى التخلص من الإخوان قدمت لتونس «نموذجاً استرشادياً» لما يمكن ان تقوم به «النهضة الاخوانية» لعرقلة عملية إخراجها من السلطة.
ومصر ايضاً بنجاحها فى افشال محاولات الإخوان لتغيير المشهد سوء باللجوء للعنف أو تأليب الداخل أو الاحتماء بالحلفاء الإقليميين، تدق جرس انذار لحركة لنهضة لعدم جدوى تكرار التجربة.
أخيرا وليس أخر، يثبت ما حدث فى تونس للمجتمع الدولى ان مصر كانت على حق عندما لفظت الاخوان من البداية وبدأت مسارها الإصلاحى مبكراً.