حكايات| من الطين الأسود.. رحلة تصنيع البرام والطواجن بالبحيرة

تصنيع البرام والطواجن بالبحيرة
تصنيع البرام والطواجن بالبحيرة

من طين أسود إلى فخار أحمر .. كلمة سر مفتاحها البرام والطواجن.. طينة سمراء تتشكل كالعجين وتتطبخ فى أفران خاصة بها، لتخرج فخاراً أحمر يعطى مذاقاً مميزاً للأطعمة بطريقة صحية.

 مهارة وخفة يد من حرفيي البرام يتعاملون من خلالها مع الطين اللين بماء وأيديهم هي من تشكل البرام المدور والطواجن بكافة أحجامة وكأن أيديهم كالمسطرة والميزان من كثرة الصنعة اكتسبوا الخبرة في التشكيل للمئات بنفس المقاس.

ومن أشهر المحافظات المختصة بصناعة البرام والطواجن، هي محافظة البحيرة لتميزها بوفرة الطين الأسود المطلوب لتشكيل البرام والطواجن.

وداخل ورشة أشهر حرفي برام بالبحيرة بالتحديد بزاوية غزال التابعة لمركز دمنهور، يقف الأسطى عادل الصعيدي يشكل البرام على خشبة يحركها بيده وقدمه ومن حوله أحواض مليئة بالطين الأسود اللين، وبعد انتهائه من تشكيله يضعه في فرن خاص ليعطي صلابة للطواجن ويكسبها اللون الأحمر وكل هذا يكلف وقتاً ومجهوداً.

يقيم الصعيدي ( 43 عاما) بزاوية غزال بمحافظة البحيرة، حيث تحدث عن حرفة أجداده لتصنيع البرام والطواجن والتي تشتهر بها محافظته قائلاً: توارثت المهنة من والدي وأنا صنايعي برام من 6 ابتدائي وأكملت تعليمي وعملت بهيئة الأوقاف بالبحيرة، ولكن لم أستغن عن حرفتي التى تربيت عليها وأصبحت رفيقة دربى وإرثي من أبي وأجدادي

ويضيف: والآن أنا وأخي وأولادي نصنع البرام واشتهرنا منذ قديم الأزل بحرفتنا ونفخر بها، لدي 3 أولاد وتعلموا تعليم عالي جامعي وثانوية عامة، وربنا بيكرمنا من شغلنا، وشغل الفخار صحي للطعام.

ويكمل: "تصنيع البرام يختلف حسب الطقس ففي الشتاء يأخذ 15 يوماً في الفرن وعلى مرحلتين حتى يصبح جاهزاً وفي العموم يأخذ أسبوعين، ونشكل جميع المقاسات ثم تخرج للشمس بعد استخراجها من الفرن وتصبح جاهزة للبيع، فيتم عمل المقاسات المطلوبة والمناسبة وضبط السمك.

وما إن يجف ويتم ضبط جوانبه وسطحه ثم يقلب ليجف، ثم يتم وضعه بالتسلسل خلف بعض ثم إلى الفرن ليخرج باللون الأحمر وهذه مرحتلة الأولى، أما المرحلة الثانية نضع الدهان اللامع ليصبح البرام من الداخل ملمسه ناعم، ثم يجف وبعد ذلك نضعة فى الفرن مرة أخرى ليخرج جاهزاً للبيع.

ويختتم الصعيدي حديثه: حرفة تصنيع البرام شاقة ولكننا نعشقها وأصبحت مصدر رزقنا الأول، واشتهرت منطقة زاوية غزال بتصنيع البرام، أما البحيرة عامة تشتهر بالبرام والزير، ولكن الصعيد بوجه قبلي الطين لديهم أحمر ويصنع منه الخزف، ونحن هنا بالبحيرة طيننا أسود ونصنع منه البرام، ونقوم بالبيع جملة لكفرالشيخ والإسكندرية وأماكن أخرى.

كما أن البرام مشهور بأنه ملك اللحوم بالفرن وطعم لحم الطواجن ورائحته ليس لها مثيل كما أنه صحى ومفيد وأنصح باستخدامه بالمنازل بدلا من الألمونيوم والتيفال وغيره، لأن البرام مصنع من مواد طبيعية وغير ضارة.