مصرية

إثيوبيا تتجاهل 30 مليون سنة

إيمان همام
إيمان همام

يحظى نهر النيل بأهمية كبيرة فى حياة المصرى القديم والمعاصر، لأنه يُعد المصدر الأهم للمياه فى مصر التى تعتمد عليه لسد أكثر من 97٪ فى احتياجاتها المائية، وكان يعتبره المصرى القديم مصدر الحياة، كان للنيل مسار ثابت، فشكل الوديان الخصبة فى شمال شرق أفريقيا لملايين السنين، وبذلك تشكلت واحدة من أهم الحضارات الإنسانية، وأقدمها، وهى الحضارة المصرية القديمة، ورغم أن الطبيعة التقليدية للأنهار القديمة هى أنها تغير مسارها بمرور الوقت، إلا أن المسار الثابت لنهر النيل شكل «لغزا چيولوچيا» على مدى سنوات طويلة. وهناك عدة دراسات تقول إن النيل قد انتظم فى مساره الثابت الحالى قبل حوالى «30 مليون سنة» وهى مدة زمنية أطول بكثير مما كان يعتقد سابقا. يقول «كلاود يوفا سينا» الأستاذ بكلية چاكسون لعلوم الأرض بجامعة تكساس إن التدرج «الطبوغرافى» الذى يتحكم فى تدفق نهر النيل نحو الشمال استمر دون انقطاع، والدراسة تؤكد أن نهر النيل كان مجراه كما هو الآن، قادما من إثيوبيا والمنطقة الاستوائية متجها إلى البحر المتوسط، ما يؤكد أن مسار النهر كان كما هو عليه فى الوقت الحالى، إنها معجزة الله عز وجل، وهبة من الله لمصر. فنهر النيل له مواقف مع النبيين موسى ويوسف عليهما السلام، لقد احتضن نهر النيل سيدنا موسى عليه السلام، عندما أمر الله أم موسى أن تضعه فى صندوق وتلقيه فى «اليم»  ففعلت ذلك، وصلت الأمواج بالصندوق إلى قصر فرعون، أما سيدنا يوسف عليه السلام  فبعد وفاته اختلف أهل مصر فى مكان دفنه واشتد الصراع بين الناس وتعددت الروايات ولكن الراجح منها أن قوم سيدنا يوسف  قد اتفقوا فى النهاية على وضعه فى صندوق من المرمر ودفنه فى نهر النيل بحيث يمر عليه الماء وتصل بركته لجميع مصر وما حولها.. إنه نهر النيل المقدس الذى أمره الله عز وجل أن يجرى بلا انقطاع، ولا يتحرك من مكانه، ولقد رآه رسول الله  فى الإسراء والمعراج، إنه نهر من الجنة، كما روى ابن عبدالحكم عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما إنه قال: نيل «مصر» سيد الأنهار سخر الله له كل ماء ان يرجع إلى عنصره، وسخر الله كل نهر بين المشرق والمغرب، فإذا أراد الله أن يجرى نيل مصر، أمر كل الأنهار أن يمده فتمده الأنهار بمائها، سبحان الواهب القهار.. اطمئنوا يا أهل مصر.