عاجل

سور «السكك الحديدية».. أمان للمواطن وأموال لخزينة الدولة

موضوعية
موضوعية

◄ برلماني: الدولة تقدم كل ما لديها للحفاظ على أرواح مواطنيها
◄ علي عبد الرؤوف: يجب إقامة مشروعات تجارية بحرم السكك الحديدية لتغطية نفقات البناء

 

حوادث عدة وقعت في السنوات الماضية على قضبان السكك الحديدية، راح ضحيتها الكثيرون نتيجة العبور العشوائي ووجود المزلقانات غير المخططة، التي يستخدمها المارة دون تنظيم ما يجعل دمائهم مهدرة وحياتهم مهددة.

 

كما يوجد من يفترش السكك الحديدية ويتخذها مقرًا لبيع الفواكه والخضروات، ويده على قلبه خشية أن يمر القطار فجأة فيضطر لجمع بضاعته قبل أن تعتصره العجلات الحديدية، وبالفعل هناك من دفع حياته ثمنًا لهذا الفعل العشوائي وهناك من يتعدى على حرم السكك الحديدية ويستولي على ممتلكات الدولة ليقيم إنشاءات خاصة به بعيدًا عن أعين الرقابة.

 

اقرأ أيضا|
آخرها خروج «قطار بضاعة» عن القضبان.. «حوادث القطارات» من الجاني؟ 

 

وزارة النقل قررت المواجهة ووضعت خطة لإنشاء سور حول قضبان السكك الحديدية، مستهدفة تحجيم الحوادث وتقليل حدتها، وحماية الأرواح،  من جهة ومنع التعديات على حرم السكك الحديدية التي تعد أملاكا للدولة واستثمارها لتعود بدخل يسهم في استكمال المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة في السكك الحديدية من جهة أخرى.

 

نرصد لكم في السطور ملامح الخطة كما يتصورها لجنة النقل بالبرلمان وخبراء الاقتصاد وأساتذة النقل والطرق ..

 

في البداية يقول النائب محمود الضبع، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن الدولة التي شرعت في تنفيذ مشروعات قومية عملاقة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، لن تبخل على مواطنيها بإنشاء سور حول السكك الحديدية للحفاظ على الأرواح وتوفير حياة آمنة للمواطنين. 

 

وتابع الضبع في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن هناك أشخاصًا يتسللون إلى السكك الحديدية لكونها مطلة على أراضيهم أو منازلهم دون عازل ويعبرونها إلى الناحية الأخرى أو حتى الجلوس عليها والعبث بها.

 

واستكمل وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى إقامة بعض المواطنين الصلاة على خط السكك الحديدية ويفترشون السجاد عليها، في إشارة إلى مدى الإهمال الذي وصلوا له وعدم اكتراثهم بحياتهم.

 

اقرأ أيضا|
المعاناة تتحول لراحة ورفاهية.. القطار «الروسى» يكسب «المميز»| صور

 

وأكد «الضبع» أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة النقل ستنفذ هذا المشروع الضخم لما فيه من حفاظ على حياة المصريين ومساهمة في التنمية والتقدم الذي تسعى له الدولة لتحقيقه. 

 

وشدد النائب، على أن الدولة المصرية قادرة على توفير التمويل اللازم لأي مشروع يخدم المصريين ويسهم في نهضتهم وتقدمهم، مشيرًا إلى أن الحكومة على قلب رجل واحد وتتكاتف فيما بينها من أجل راحة الشعب المصري وتحقيق مصالحه وأمنه.

 

وأكد أن وزيرا التخطيط والمالية سيتوليان توفير التمويل اللازم لهذا المشروع المهم، موضحًا أن تكلفة تدشين مثل هذه المشروعات أقل من تكلفة الحوادث التي تقع بسبب الوضع الحالي، حيث أن حادث قطار سوهاج الذي وقع مؤخراً، أرهق المنظومة الصحية بسبب حالات الوفاة والإصابة نتيجة الحادث أو زيادة حالات الإصابة بكورونا نتيجة التدافع والتزاحم من الأهالي إبان وقوع الحادث.

 

اقرأ أيضا|
محاور خطة الارتقاء بالعنصر البشري في «السكة الحديد»| خاص

جدوى اقتصادية
ومن ناحية أخرى، يقول الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن بناء سور حول السكك الحديدية أمر مهم لكونه يسهم في الحفاظ على الأرواح وكذلك منع التعديات على السكك الحديدية.

 

وأضاف أن تكلفة هذا المخطط كبيرة تتجاوز المليارات، ولهذا لا بد أن تكون هناك دراسة جدوى تتيح تعظيم الاستفادة من هذا المشروع وذلك من خلال إقامة مشروعات ومحلات تجارية تحصل عليها الهيئة رسوم تضاف إلى خزينتها. 

 

ولفت عبد الرؤوف، إلى ضرورة تهيئة البنية التحتية لهذا المخطط لاستيعاب مشروعات تجارية تدر دخلاً يعوض نفقات هذا السور. وشدد على أهمية الاستفادة من حرم السكك الحديدية في الأماكن الواقعة في مناطق مأهولة بالسكان، من خلال إقامة مشروعات تخدم أهالي هذه الأماكن من ناحية، وتحقيق أرباح واستغلال أمثل لموارد الدولة من ناحية أخرى. 

 

وختم الخبير الاقتصادي، كلامه ناصحًا بضرورة وجود شراكة أكبر من القطاع الخاص الذي يملك قدرة أكبر على الإدارة الناجحة. 


موارد مهدرة
ومن جانبه يقول محمد طلعت الخبير الاقتصادي، إن موارد السكة الحديد كانت مهدرة في ظل التعديات على حرم السكك الواقعة على جانب الخطوط المنتشرة على مستوى الجمهورية.

وأكد الخبير الاقتصادي أهمية إيجاد خطة تتيح الاستفادة من موارد الهيئة والحد من الحوادث الناجمة عن العبور العشوائي لخطوط السكك الحديدية ما يتسبب في إزهاق الأرواح بشكل مستمر. 

وأشار إلى أن الدولة المصرية تسعى لإحداث التنمية المستدامة وتعظيم الاستفادة من كافة الموارد في جميع القطاعات، ولذا يجب أن تكون السكك الحديدية جزء من هذه التنمية حتى تكون مصدر ربح للدولة وتخدم المشروعات التي تنفذ في هذا القطاع بدلا من كونها عبء ثقيل على ميزانية الدولة. 

 

تأمين المواطنين
ومن ناحية أخرى يقول الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، إن خطة بناء أسوار حول خطوط السكك الحديدية من شأنه أن يقلل من الحوادث ويحجم المخاطر التي تحيق بالمواطن المصري.

وأكد أنه يجب إقامة أسوار في المناطق المأهولة بالسكان للحفاظ على أرواح قاطنيها ، بينما الأماكن التي توجد في أماكن نائيبة عن مناطق العمران ليست بحاجة لبناء أسوار. وأشار إلى أن الحوادث على مزلقانات السكك الحديدية زادت حدتها بسبب التكدس السكاني الذي دفع المواطنين إلى عمل فتحات ومعابر عشوائية غير مخططة على خطوط السكك الحديدية وهي مصدر للحوادث.                                                       

ولفت حسن مهدي إلى أن القطار السريع من العلمين وحتى مطروح محاط بأسوار سيتم الانتهاء منها قبل تشغيله نظرا لسرعته الزائدة التي تتطلب وجود أسوار لزيادة معدل الأمان. وأكد أنه لتقليل الحوادث على السكك الحديدية فإنه يحتاج إلى تضافر الجهود من وزارت النقل والتنمية المحلية والمحافظات، لاستغلال حرم السكك الحديدية واستثمارها بشكل مباشر أو غير مباشر لتكون مصدر للدخل بدلا من كونها سببا لإزهاق الأرواح.