خبير دولى يطالب اليونسكو بالتدخل لوقف سد النهضة

 سد النهضة
سد النهضة

أشـرف إكـرام

أضرار سد النهضة لا تتوقف فقط على تهديده لدولتى المصب من الناحية المائية فقط، بل تمتد أيضا لتشمل مواقع التراث العالمى بدول حوض النيل، حيث يهدد بناء السد مواقع تراثية مدرجة على قائمة التراث العالمى باليونسكو، وهو الأمر الذى حذر منه الدكتور عبد العزيز صلاح سالم الخبير الدولى فى مجال صون التراث الثقافى العالمى والآثار، وكشف أنه تقدم بطلب رسمى  بصفته خبيراً دولياً، لاستصدار قرار أممى من منظمة «اليونسكو» فى دورتها الـ 44 بالصين، يُطالب بوقف بناء سد النهضة لخطورته على التراث فى دول حوض النيل، وذلك من خلال اللجنة الوطنية لليونسكو.


أكد الدكتور عبد العزيز صلاح، رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، والخبير بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، أنه بات من الضرورى اتخاذ إجراءات قوية لقضية سد النهضة الأثيوبى فى كافة المحافل الدولية، ومنها على مستوى منظمة «اليونسكو، بالتزامن مع انعقاد دورتها فى مدينة فوتشو عاصمة مقاطعة فوجيان بالصين، وأوضح أن «اليونسكو» تضم 21 دولة من الأعضاء الأساسيين بالانتخاب ومنها مصر وإثيوبيا ، بالإضافة إلى باقى دول العالم 176 دولة أخرى كملاحظين ، ووفقاً للقوانين الدولية يحق لمصر أن تقدم طلبا لليونسكو لإطلاع الرأى العام العالمى على المخاطر الحقيقية لسد النهضة الإثيوبى على مواقع التراث العالمى فى دول حوض النيل، لحماية التراث العالمى المُهدد بأخطار سد النهضة الكبير، علماً بأن القوانين الدولية تمنع إقامة «السدود الكبيرة»، التى تُهدد معظم مواقع التراث العالمى القريبة من نهر النيل، بارتفاع أو انخفاض منسوب النهر.


وأكد أنه استناداً إلى اتفاقية «حماية التراث الثقافى والطبيعي» باليونسكو لسنة 1972، ينبغى استدعاء ملف حماية مواقع التراث العالمى فى مصر والسودان من مخاطر سد النهضة الإثيوبي، ومطالبة منظمة اليونيسكو، بأداء دورها فى توفير الحماية الدولية لمواقع التراث العالمى فى مصر والسودان، من مخاطر سد النهضة بأثيوبيا، واستصدار قرار دولى بشأن ضرورة توفير الحماية الدولية للمواقع التراثية والطبيعية الاستثنائية العالمية فى مصر ودول حوض النيل من المخاطر المتوقعة، جراء بناء سد بهذا الحجم الضخم مثل سد النهضة .


وأشار إلى أن الدراسة العلمية التى أجراها أثبتت حجم الأخطار المُحدقة بالتراث العالمى فى مصر، وكافة دول حوض نهر النيل جراء بناء السد وأكدت مخالفة بنائه للمواثيق الدولية، الهادفة إلى صون التراث الثقافى العالمى وحمايته من الأخطار، ما ينجم عنه العديد من المخاطر البالغة سواء فى سلامة مواقع التراث الثقافي، والمحميات الطبيعية، أو فى تدمير الذاكرة الإنسانية للسكان المحليين القاطنين فى محيط هذه المواقع التراثية، وهو ما يشكل عائقاً أمام سُبل الحماية والصون لمواقع التراث العالمي.


وأوضح أن الدراسة العلمية أثبتت أن السد النهضة سيؤدى إلى صدمات عنيفة فى مواقع التراث العالمى فى مصر والسودان، ما يعرضها للانهيار، كما يفضى تخزين المياه بكميات كبيرة خلف السد إلى الإضرار بمواد البناء فى الأبنية التراثية خصوصاً المواقع القريبة من نهر النيل فى مصر والسودان.
وأشار إلى أن الدراسة أسفرت عن رصد دقيق لمخاطر سد النهضة، على المواقع الطبيعية المُدرجة فى لائحة التراث العالمى فى مصر والسودان، مع توضيح الآثار البيئية جراء إقامته على المناطق المحيطة بالنهر..

وأوضح أن الدراسة أكدت على أن هذه المخاطر ستطول مواقع التراث العالمى فى أثيوبيا والسودان، وبخاصة التى تقع بالقرب من سد النهضة، مثل موقع «فاسيل غيبي» بإثيوبيا وكذلك «منتزه سيميان الوطني» الواقع فى ولاية أمهرة فى شمال إثيوبيا الذى يعتبر من أجمل مناظر العالم الطبيعية فى إثيوبيا، حيث يضم محمية من الحيوانات النادرة، وتعد الحديقة ذات أهمية عالمية للحفاظ على التنوع البيولوجى لأنها ملجأ للأنواع المهددة بالانقراض، الذى أُدرج من المواقع الطبيعية فى قائمة التراث العالمى باليونسكو عام 1978م، وكذلك من المواقع المهددة بالأخطار «مدينة أكسوم القديمة»، التى تقع على مقربةٍ من حدود إثيوبيا الشماليّة، كما ستتأثر مواقع التراث العالمى فى السودان ومصر، مثل تلك المواقع الأثرية فى «جزيرة مروى» وهى عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة ومعقل «مملكة كوش» التى تضم العديد من الآثار مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن، وكذلك المنشآت الكبرى، وقد أدرج هذا الموقع على قائمة التراث العالمى سنة 2011.


وأوضح أن المواقع الأثرية النوبية فى «جبل البركل» فى شمال السودان، معرضة أيضاً للأخطار، حيث تضم خمسة من المواقع الأثرية وتتضمن قبوراً مزوّدة بأهرام، بالإضافة الى معابد، وأبنية سكنية، وقصور وتعتبر منطقة» أبى سمبل» التى تم إدراجها فى قائمة التراث العالمى عام 1979، من أهم مواقع التراث الثقافى العالمى فى مصر المهددة بالأخطار جراء بناء سد النهضة، بالإضافة إلى كافة مواقع التراث القريبة من نهر النيل، ستتعرض للخطر بسبب سد النهضة.