حكايات| روائح الزمن الجميل.. «سامي» صديق الملابس بـ«الرفا والخيط» 

روائح الزمن الجميل.. «سامي» صديق الملابس بـ«الرفا والخيط» 
روائح الزمن الجميل.. «سامي» صديق الملابس بـ«الرفا والخيط» 

بأطراف الملابس يمسك «الأسطى سامي الشرع» جيدًا محاولا تحدي الزمن للحفاظ على لقمة عيشه من «حرفة الرفا» التي صار بمرور السنوات أقدم من يجيدها في بمحافظة المنوفية.

 

فمن محله الصغير بمدينة شبين الكوم اتخذ مركزًا لممارسة مهنته التي تعلمها أبا عن جد؛ حيث عمل بها منذ نعومة أظفاره واتقن الصنعة وانطلق فيها حتى أصبح أشهر رفا يقصده الناس لإصلاح العوار الذي يصيب ملابسهم فيعيدها إلى أحسن حال موفرًا بذلك المزيد من النفقات على البسطاء وينال تقدير جميع زبائنه.

الأسطى سامي تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» قائلا: «زبائن زمان كانوا لهم سمات مختلفة عن زبائن الوقت الحالي»، مؤكدًا أن أنواع الأقمشة المستخدمة كانت معظمها من الأصواف والأقطان أما الآن دخلت أنواع أخرى منذ زمن وانتشرت كالجينز والأكلريك والألياف الصناعية.

 

ومع خبرات السنين أصبح الأسطى سامي مدركًا أن «أذواق الفتيات تختلف حاليا عن قدميًا فالحرير والأقمشة المتماشية مع الموضة هي السائدة، ويظهر ذلك في العبايات والفساتين والجينز».

 

ويضيف: «لا شك أن طبيعة العمل الآن اختلفت عن ذي قبل، فقديما كانت الأقمشة كالأصواف من الأنواع الجيدة والتي يسهل التعامل معها أما الآن فالوضع قد اختلف كثيرا ما يلزم بذل جهد أكبر ومشقة في العمل». 

 

 

يصمت سامي قليلا  ثم يواصل حديثه: «طبيعة الرفا تتفاوت بحسب حجم الهالك أو التالف في القماش فهناك قطع تأخذ نصف ساعة فقط في إصلاحها وأخرى تستغرق معي وقتا أكثر وبالتالي فتقدير الحساب مع الزبون يختلف من قماشة إلى أخرى ومن قطع إلى أخرى».

 

اقرأ أيضًا| شيف المحلة العالمي.. نحات وجوه المشاهير على الخضروات والفاكهة

 

ويحكي: «في مهنتنا هذه أساعد الشباب وأفتح محلي لهم ليتعلموا ومعي ابني إسلام خريج دبلوم صناعي، والتحق بالعمل معي منذ زمن وحرصت على تعليمه فنون الصنعة ليساعدني في عملي، وكذلك معي الأسطى محمد من محلة مرحوم بمحافظة الغربية ويعمل معي منذ زمن ويتحلى بالأمانة والمهارة في الصنعة، وكذلك الأسطى محمد من كفر الزيات». 

 

 

ويختتم الأسطى سامي الشرع حديثه بقوله: «هنا في المحل نتعامل مع جميع الزبائن من كافة الأعمار والمستويات الاقتصادية ومعظم العيوب التي تأتي إلينا في الملابس تتمثل في (نتش الملابس أو الحرق بالمكواه أو القطع) ونتعامل مع كل هذه العيوب وفقا لخبرات العمل ونصيحتي للشباب فى هذه الأيام ألا ينتظروا تراب الميري أو الوظيفة الحكومية التي لم تعد متوفرة لظروف سوق العمل والطلب حاليا».