«أطباء بلا حدود» عن تيجراي: الأطفال والحوامل يعانون سوء التغذية | خاص

راكيل جونزاليس
راكيل جونزاليس

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من الحالة الإنسانية المتردية التى يعيشها أهالى إقليم تيجراى الإثيوبى، حيث كشفت راكيل جونزاليس مدير العلاقات الخارجية فى المنظمة فى تصريحات خاصة لـ«الأخبار» عن حقيقة الوضع الإنسانى فى الإقليم، فى ظل التعتيم الإعلامى وقطع الاتصالات عن الإقليم، حيث وصفت مناطق فى الإقليم بأنها «شبه غير مرئية للعالم الخارجي»، ويعيش بها أعداد هائلة من السكان فى حالة حرمان من الرعاية الصحية الأساسية، وأضافت أن فرق المنظمة سجلت معدلات مزعجة لسوء التغذية، وأشارت إلى تعليق عمل بعض المشاريع مؤقتاً بعد حادث مقتل 3 من العاملين فى المنظمة، داعية لإجراء تحقيق يكشف المسئول عن مقتلهم.


وقالت: نشعر بقلق بالغ إزاء الحالة الإنسانية المتردية فى تيجراى، حيث إن هناك أعدادا هائلة من السكان يعيشون فى المناطق الريفية النائية والجبلية فى الإقليم محرومون من الرعاية الصحية الأساسية منذ 6 أشهر، وهى شبه غير مرئية للعالم الخارجى. وينتقل عشرات الآلاف من الناس إلى المدن، بحثا عن السلامة والمساعدة الإنسانية مع نفاد الموارد فى المجتمعات المحلية المضيفة والمناطق الريفية النائية. والاستجابة الإنسانية المتوترة والمتقطعة لا يمكن أن تستجيب على نحو كاف للاحتياجات الغذائية والمأوى والطبية الأساسية.


وأكدت أن المنظمة تبذل كل ما فى وسعها لفهم ما حدث، ولإثبات الحقائق والمسئوليات، وحتى الآن، لم يعلن أحد مسئوليته عن مقتلهم، ولا تزال الظروف المحيطة بهذا الهجوم غير مؤكدة، ولهذا السبب طلبنا رسميا من أطراف الصراع فى المنطقة أن تحقق، وتزودنا بالوضوح بشأن ما حدث.


وأضافت: فى الوقت الذى لا يزال التحقيق جاريا فى حادث مقتل 3 من العاملين بالمنظمة، اتخذنا القرار المؤلم ولكن الضرورى بوقف الأنشطة مؤقتا فى أبى عدى وأديجات وأكسوم، حيث تم تخفيض بعض أنشطة التوعية مؤقتا، وتقوم الفرق بتقييم السياق الأمنى فى مناطق عملياتها يوميا. إلا أن هذا الحادث يستدعى أكثر من أى وقت مضى ضرورة أن تقدم جميع الأطراف ضمانات بشأن سلامة موظفى المساعدة الإنسانية فى تيجراى وفى بقية إثيوبيا، بدءا بإثبات الحقائق والمسئوليات حول ما حدث لزملائنا الثلاثة.


ونتيجة لذلك تتواصل معاناة نحو 6 ملايين إثيوبى من أهالى إقليم تيجراى، الذين يعيشون كارثة إنسانية حذرت منها المنظمات الإغاثية الدولية، بسبب استمرار الحملة العسكرية التى بدأتها حكومة آبى أحمد والجيش الفيدرالى، على أهالى الإقليم بقيادة جبهة تحرير شعب تيجراى، وتحالف أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2019، مع قوات الجيش الإريترى ضد شعبه، كما استعان بقوات من أقاليم أخرى مثل أمهرة ضد أهالى تيجراى، ما أثار المخاوف من وقوع حرب أهلية بين الأقاليم والقوميات المختلفة فى إثيوبيا.


وعززت المخاوف لدى أهالى تيجراى، تعهد رئيس الوزراء الأحد الماضى بـ«استئصال» الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى قريبا، ووصفها بالعدو والسرطان الذى تواجهه إثيوبيا، وأن جبهة تحرير تيجراى هى المجموعة الوحيدة فى التاريخ التى استخدمت قوتها السياسية لتدمير بلدها، على حد قوله، وفى تغريدة على تويتر، تعهد آبى أحمد باقتلاع المجلس العسكرى للجبهة من جذوره حتى لا ينمو مرة أخرى، وأكد أن القوات الإثيوبية الفيدرالية والإقليمية تتمركز فى مواقعها القتالية، مضيفاً أن الحكومة الإثيوبية لديها خطة واضحة للرد على الجبهة الشعبية فى وقت قصير، وأضاف:«سيرى كل الأصدقاء والأعداء النتائج والجيش جاهز للمهمة».


واتهمت منظمة العفو الدولية، الجمعة الماضى حكومة إثيوبيا بالاعتقال التعسفى لعشرات الأشخاص من تيجراى فى أديس أبابا وأماكن أخرى، منذ أن استعادت قوات الإقليم السيطرة على ميكيلى عاصمة تيجراى الشهر الماضى، وقالت المنظمة إن من بين المعتقلين نشطاء وصحفيين تعرض بعضهم للضرب ونقل البعض الآخر إلى مناطق تبعد مئات الكيلومترات من العاصمة، ورجحت المنظمة أن يكون العدد الإجمالى للمعتقلين بالمئات مع عدم معرفة أماكن وجود كثير منهم.


وباستعداد الحكومة الإثيوبية للقتال فى تيجراى، تتجاهل بذلك الوضع الإنسانى المزرى الذى يعيشه الإثيوبيون فى تيجراى، والتى كشف عنها رامش راجاسينغهام القائم بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، خلال إحاطة فى جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنسانى فى الإقليم فى 2 يوليو الجارى، حيث أعلن أنه لا يزال هناك مليونا شخص نازح عن منازلهم، وما يقرب من 5.2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأشار إلى أن إحدى المؤشرات المثيرة للقلق هو الارتفاع فى انعدام الأمن الغذائى والجوع بسبب النزاع، مع تخطى عدد من يعيشون فى وضع المجاعة 400 ألف شخص، إلى جانب 1.8 مليون شخص على حافة المجاعة، وبحسب المسئول الأممى فإنه من المرجح أن تكون الأرقام على الأرض أعلى من ذلك.


وفيما يتعلق بالأطفال، قال راجاسينغهام إن 33 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأزمة سواء خلال موسم الأمطار حيث تنفد الإمدادات الغذائية ويزداد خطر الفيضانات والأمراض المنقولة عن طريق المياه، محذراً من أن المزيد من الناس سيموتون إذا لم تصل إليهم بالمساعدات الإنسانية.