دلالات الأرقام فى الدورة الاستثنائية لمعرض القاهرة للكتاب

 د.شريف شاهين
د.شريف شاهين

خبير المكتبات د. شريف شاهين عميد آداب القاهرة وأستاذ المكتبات والمعلومات بها خصنا بهذا المقال الذى يستخلص فيه دلالات الأرقام التى ظهرت فى الدورة الاستثنائية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى أختتم فعالياته مؤخرا،فى محاولة لرصد الإنجاز واستشراف آفاق الدورة المقبلة للمعرض.


التقى شغف العارض (الناشر) بشوق طلب القارئ فى بيئة جمعت بين الحضور المباشر فى أرض المعارض والتفاعل الالكترونى مع منصة المعرض على مدار الساعة كافة أيام الأسبوع، هذا هو الوصف المناسب لحال معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ٥٢ للعام ٢٠٢١م، وقبل أن نخوض فى تفاصيل ملامح المعرض وأبرز خصائصه، فضلاً عن قراءة الأرقام التى تعكس حصاد المعرض، نلقى الضوء على الظروف الراهنة المحيطة وبعض المؤشرات ذات العلاقة بإقامة المعرض، ففى ٢٣ فبراير ٢٠٢١ طالعتنا مصادر إخبارية عالمية بخبر سعيد مفاده أن «مصر والسعودية» الدولتين العربيتين الوحيدتين فى إحصائية عالمية تهتم بإحصاء «الشعوب الأكثر قراءة فى العالم» حيث احتلت مصر المرتبة الخامسة بين دول العالم بمعدل سبع ساعات ونصف أسبوعيا، بينما جاءت السعودية فى المرتبة ١١ بمعدل ست ساعات وثلاثة أرباع الساعة أسبوعيا، وفى إبريل ٢٠٢١ أظهرت بيانات حكومية، أن عدد مستخدمي «الشبكة الدولية» الإنترنت عن طريق التليفون المحمول حقق قفزة ملحوظة خلال شهر أكتوبر الماضي،حيث وصل عدد مستخدمى الشبكة إلى 51.5 مليون مستخدم، مقابل 38.7 مليون مستخدم فى شهر أكتوبر عام 2019،بزيادة بلغت 12.8 مليون مستخدم،أدركت القيادة الواعية لوزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب أهمية إتاحة المعرفة-فى القرن الحادى والعشرين بصفة عامة، وفى زمن الكورونا خاصة-عبر عدة مسارات أو ما يعرف بالنمط الهجين الذى يجمع أو يدمج بين الأسلوب التقليدى والأساليب التكنولوجية القائمة على استثمار شبكات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات،وأكدت عمليا على شعارها «فى القراءة حياة» سواء أردتها حياة مادية ملموسة أو حياة إلكترونية افتراضية تنقل المهارات والمعارف عبر الوسائل التقنية العصرية الحديثة،ماذا قدم المعرض هذا العام؟ قدم ٢٥ دولة من خلال ١٢١٨ دار للنشر تم تسكينها فى ٧٥٦ جناحا،أتاح حجز كل من التذاكر ورحلات الذهاب إلكترونياً.

 

انطلق من خلال موقعين: أرض المعارض، ومنصة إلكترونية وفرت الجولة الافتراضية والتعريف بالكتب المعروضة وتيسير البحث الالكترونى عنها وكذلك دور النشر نفسها، أتاحت الفرصة للحضور والمشاركة فى الفعاليات،مع الاحتفاظ بالتسجيل للمشاهدة وقتما يروق للقارئ، كما وفرت المنصة الالكترونية للمعرض خدمات البيع والشراء والايصال للمنزل فى أى مكان داخل الجمهورية خلال ثلاثة أيام فقط،أما الظاهرة التى حقيقة تستحق الوقوف عنها،تتمثل فى التعريف بخط نشر عرفه العالم منذ عدة سنوات، إلا أن التكنولوجيا مهدت له الطريق من خلال العديد من الاختيارات والمسارات ومنصات التشغيل بالنسبة للهواتف الذكية وأقصد الكتب الصوتية الالكترونية، وتشمل آلاف الروايات وقصص الأطفال،وملخصات الكتب والسير الذاتية وغيرها، والنتيجة الطبيعية لهذه الجهود الهادفة الأمينة أن يشهد المعرض فى أرض المعارض ما يصل الى مليون و700 ألف زائر، وأن تحقق المنصة الرقمية حوالى 225 مليون زيارة، بينما وصل عدد مستخدميها الحريصين على التسجيل بها مليون و600 ألف زائر ووصل عدد المستفيدين من الجولات الافتراضية ما يزيد عن 270 ألف جولة، وهكذا يتوجب علينا توجيه الشكر الجزيل لجهود وزارة الثقافة الواعية المتتبعة لسمات القارئ ومتطلباته فى القرن الحادى والعشرين فى زمن الكورونا وما بعدها والحريصة كل الحرص على فتح كافة أشكال المنافذ والنوافذ التى يمكن من خلالها أن تعبر دور النشر والمؤسسات الثقافية لجمهورها من القراء.