كشف حساب

بلطجية الشوارع !

عاطف زيدان
عاطف زيدان

رغم انتهاء زمن الفوضى ، وإعلاء قيم الحق والعدل وسيادة القانون ، بعد ثورة 30 يونيو ، فإن بلطجية الشوارع يصرون على الضرب بالقانون عرض الحائط ، وفرض إرادتهم بالقوة والترهيب ، وسط تكاسل أجهزة الأحياء وأقسام الشرطة فى التعامل مع الظاهرة ، مما ينذر بانتشارها واستفحالها مستقبلا .

ففى شارع المدارس بأرض أيوب بالقرب من موقف عبود ، التابع لقسم الساحل بشبرا ، قام أحد الأشخاص بالسيطرة على رصيف الشارع أمام مدرستى الأمل للصم وهدى شعراوى الابتدائية ، وحول المنطقة إلى جراج سيارات ، وفرض تسعيرة 10 جنيهات فى الساعة ، ولم تقتصر سطوته على هذا الرصيف فقط ، وإنما امتدت إلى الرصيف المقابل أمام المحلات ، وإذا رفض أى شخص دفع الإتاوة ، يفاجأ بسيل من التهديدات ، بإتلاف السيارة ، ممايضطره للدفع ، تجنبا للمشاكل ، مع بلطجى يزعم بملء الفم ، أن الشارع كله بتاعه !

مشهد آخر مماثل ، مع اختلاف فى بعض التفاصيل . تجده فى مدخل شارع أسوان بمصر الجديدة ، من جهة شارع أبو بكر الصديق .حيث استغل صاحب معرض سيارات تغافل أو تكاسل الأجهزة المعنية ، وحول مدخل الشارع إلى سوق عشوائى للسيارات ، خاصة فى الفترة المسائية .

ولم يكتف بركن السيارات المستعملة  المعروضة للبيع فوق الرصيف ، وإنما قام بالسيطرة على جانبى الشارع ، بركن السيارات ، صفا أولا وصفا ثانيا ، مما يجعل المرور فى الشارع قاصرا على سيارة واحدة بالكاد . وإذا حاولت إبداء أى اعتراض ، تجد شخصا ضخم الجثة ، يتطاير الشرر من عينيه ، فتؤثر الانسحاب بسلام !

هذه السلوكيات الفجة ، وغيرها  مثل وضع بعض أصحاب المحلات والبيوت ، أعمدة حديدية بالشارع تربط بينها جنازير ، لركن سياراتهم الخاصة ، دون الآخرين  ، تنتشر فى معظم مناطق القاهرة ومدن المحافظات ، دون أى تدخل من الجهات المعنية لمواجهتها ، وكأن الأمر لايعنيها ، مع أن القضاء على هذه الظواهر السلبية،  لا يحتاج سوى تفعيل القانون ! ولا يكلف تلك الأجهزة الكثير ، لكنه سينعكس بالكثير من الإيجابيات على المواطنين ، من حيث الإحساس بالرضا والأمان وإعلاء سيادة القانون . مصر تطورت يا سادة ، فلاتتركوا هذه السلوكيات السيئة تشوه ثوبها الأبيض .