عمدة «تينري» اليابانية: مصر وطني الثاني.. ونصلي من أجل النصر للفراعنة | خاص

رسالة دعم من عمدة مدينة تينري للبعثة المصرية
رسالة دعم من عمدة مدينة تينري للبعثة المصرية

- أخلاق بطل الجودو محمد رشوان وراء احترام اليابانيين للفرق المصرية في أولمبياد طوكيو

الأخلاق هى عنوان الشعوب، حثت عليها جميع الأديان ونادى بها المصلحون.. فهي أساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس.. ورغم مرور 37 عاما على تصرف أخلاقي راقي فعله بطل جودو مصري أمام خصمه الياباني.. إلا أن صدى الأمر لايزال حتى الآن في الذاكرة اليابانية لم يمحى وصداه لايزال يدوي.

تلك المباراة خلدها تاريخ الأولمبياد بسبب صبغتها الإنسانية الراقية.. وتعود أحداثها إلى قيام البطل المصري في رياضة الجودو محمد علي رشوان بتعمد الخسارة في المباراة النهائية أمام الياباني ياسوهيرو ياماشيتا في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 بعد أن كسرت ساقه خلال المباراة النهائية.

وبعد المباراة أصدرت منظمة اليونسكو بيانا أشادت فيه بموقف اللاعب محمد رشوان ومنحته ميدالية الروح الرياضية، كما منح جائزة اللعب النظيف عام 1985، وجائزة أحسن خلق رياضي في العالم من اللجنة الأولمبية الدولية للعدل والتي توجد بفرنسا.

واستقبل الشعب الياباني «رشوان» بكل محبة وتقدير وتم منحه وسام الشمس المشرقة والعديد من الأوسمة الرفيعة.

بعد 37 عاما يصبح البطل محمد على رشوان هو رئيس الاتحاد المصري لفريق الجودو وفي اليابان يصبح خصمه وصديقه ياسوهيرو ياماشيتا، رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية وها هما البطلان يجتمعان مرة أخرى في وجود دبلوماسي سابق محب وعاشق لمصر وللمصريين والتي عمل بها سنوات عديدة وهو «كين ناميكاوا» عمدة مدينة تينري اليابانية.. تلك المدينة التي تعد المكان المقدس لأى بطل في لعبة الجودو كما أنها تحتضن منافسات اللعبة ضمن فعاليات أولمبياد طوكيو 2020.

كل دول العالم تنافست على إرسال بعثات لاعبين الجودو إلى تلك المدينة لإقامة معسكرات الإعداد والتجهيز ولتكون قريبة جدا من أماكن إقامة المباريات ولتنظيم مباريات إعداد مع أقوى اللاعبين في اليابان والعالم .. بالطبع الأماكن محدودة لكن كان للفريق المصري ليس فقط الأولوية ولكن التشجيع والاستقبال بكل ترحاب وحب.

 

«بوابة أخبار اليوم» حاورت عمدة مدينة «تينري» عبر رسائل الهاتف حول سر الصداقة والاحتفاء الياباني بالفرق المصرية خلال فعاليات أولمبياد طوكيو 2021 والتي انطلقت فعالياتها 23 يوليو الجاري وتستمر  حتى 8 أغسطس القادم.. وإلى نص الحوار:

- في البداية سألته .. لماذا أنت محب لمصر؟

مصر هى وطني الثاني.. أنا عملت في السابق دبلوماسيا  في وزارة الخارجية لمدة 9 سنوات وقضيت حوالي 4 سنوات في القاهرة مع عائلتي. وفيها أنجبت ابنتي.

في أول عامين درست اللغة العربية في الجامعة الأمريكية، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.

ثم تم تعييني في السفارة اليابانية في المعادي كسكرتير ثان. وكنت مسؤولاً عن إرسال مساعدات إنسانية يابانية إلى غزة في عام 2009 بعد تعرضها لضربات جوية.. بعدها عدت الى اليابان وتم  انتخابي عمدة مدينة تينري بمحافظة نارا اليابانية وظل حب مصر في قلبي.

-  لماذا تعد مدينة تينرى اليابانية هى الأرض المقدسة للعبة الجودو؟

تشتهر مدينة تينري بمستوى عالٍ من الألعاب الرياضية والتجهيزات والمدارس والأبطال، وخاصة في لعبة الجودو. وكثيرا ما تلتقى في شوارع المدينة بالحائزين على ميداليات أولمبية وأبطال العالم في حياتنا اليومية.

وتعد مدينة تينري موقع ولادة أبطال لعبة الجودو، حيث ساهمت في صناعة  المئات من لاعبي الجودو الدوليين من مختلف أنحاء العالم مثل شينجي هوشوكاوا الحاصل على الميدالية الذهبية في لوس أنجلوس 1984 وتاداهيرو نومورا ، بطل أولمبي ثلاث مرات في أتلانتا وسيدني وأثيناو شوهي أونو، الحاصل على الميدالية الذهبية في ريو 2016. ومن المتوقع أن يفوز في طوكيو أيضًا.

ويمكن اعتبار مدينة تينري هي واحدة من الأماكن المقدسة في عالم الجودو ليس فقط لليابانيين..فلدينا البطل الأولمبي الهولندي في فئة الوزن المفتوح أنطونيوس يوهانس جيسينك..والجودو الفرنسي له جذوره أيضًا في تينري. حيث حصل شوزو أوزو ، المستشار التنفيذي السابق لجامعة تينري، على جائزة dhonneur لمساهمته في تربية العديد من الرياضيين الفرنسيين ولا يزال أوازو يحظى بالاحترام في فرنسا كأب للجودو الفرنسي.

ويشارك مدربي المنتخب الفرنسي سنويًا في محاضرة تستضيفها جامعة تينري.

- ما هو سر الاحتفاء والحب لفريق الجودو المصري في مدينة تينري؟

أود أن أوضح كيف عززنا الصداقة بين مصر وتينري في السنوات الثلاث الماضية.. حيث إن البطل محمد علي رشوان، رئيس الاتحاد المصري الحالي للجودو، يعلم مدى أهمية مدينة تينري للجودو العالمي، وقد اختار تينري كأفضل مكان لتدريب فريق الجودو المصري. كما أن لديه أيضًا العديد من الأصدقاء في تينري بما في ذلك هوسو كاوا، الحائز على الميدالية الذهبية في لوس انجلوس وعدد كبير من اليابانيين يعرف الكابتن رشوان وقصته  في نهائي أولمبياد لوس انجلوس 1984 ، حيث تنافس رشوان مع بطلنا الياباني  ياسوهيرو ياماشيتا ، الرئيس الحالي للجنة الأولمبية اليابانية ، ولم ينسى اليابانيون  أن الكابتن رشوان لم يستهدف ساق ياماشيتا اليمنى لإصابته في ساقه بكسر قبل المباراة النهائية وكان من السهل أن يفعل ذلك ويحصل على الذهبية لكن رشوان قال  للصحفيين عقب المباراة لم يسمح لي ديني ولا أخلاقي بفعل هذا. وحصل بعدها على احترام جميع اليابانيين بل واحترام الشعب الياباني لجميع الفرق المصرية وتقديرهم لها.

 

- كيف تم التجهيز لاستقبال فريق الجودو المصري؟

أخبرتني السفارة اليابانية في القاهرة منذ 3 سنوات أن الكابتن رشوان يرغب في إرسال فريق الجودو المصري إلى تينري، وبدء صداقة بين الجودو المصري.. سعدت كثيرا بهذا الأمر وقمت على بالتواصل مع لجنة تينري للجودو. ثم اتفقوا معي مائة بالمائة على قبول استضافة معسكر المنتخب المصري ولقد كانت لحظة رائعة بالنسبة لي أن أبدأ صداقة بين موطني الثاني وتينري. وأعطانا الفريق المصري زي الجودو الخاص بهم مع توقيعهم و استقبلهم أهل تنيرى بعبارات الترحيب و التشجيع و رفعوا لافتات باللغتين العربية واليابانية وشاركت في تلك الفعاليات.

وفى احتفاء خاص تم فتح صالة الجودو بجامعة تينري للفريق المصري وتعد هذه القاعة مكانًا خاصًا لرياضيين الجودو الياباني، حيث أقام الفريق الأولمبي الياباني لطوكيو أيضًا معسكره التدريبي هذا الصيف. وفي الصور يمكنك أن ترى 4 من أصحاب الميداليات الذهبية واثنين من أبطال كأس العالم في هذه الصورة. وأخبرني الرياضيون المصريون أن طريقة التدريب في تينري عالمية لدرجة أنهم يستطيعون التعلم أكثر مما كانوا يتوقعون.

كما تدرب المنتخب المصري مع لاعبي الجودو الياباني أثناء برنامج تدريبي شاق، وشاركوا في الاحتفال بفوز فريق مدرسة الجودو في مدرسة تينري الثانوية في بطولة بين المدارس الثانوية. وكان ذلك بمثابة صداقة عبر الأجيال واستمتع الفريق المصري برحلة قصيرة إلى حديقة نارا لرؤية آلاف الغزلان.

وفي صيف 2019 عاد المنتخب المصري مرة أخرى قبل بطولة العالم طوكيو ونصلى جميعًا من أجل النصر لأصدقائنا المصريين.