آخر فكرة: هل حقاً لا يدرك ما يقول؟

شريف عبد الفهيم
شريف عبد الفهيم

لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن حفيد أعظم موسيقي أنجبته مصر سوف يصل به الحال إلى ما وصل إليه من التخبط والهذيان وعدم إدراك ما يقول، وأن يصل به الحال لأن ينشر فيديو يحمل من الألفاظ والحركات التي لو كان مدركاً لها حقاً لوجب عقابه طبقاً لقانون العقوبات.

لا أحد ينكر أن إيمان البحر درويش، مطرب من الطراز الأول، لكن ذلك لا يمكن أن يشفع له أو لغيره أن يقوم بتلك الأفعال المشينة التي هيجت عليه كل ذي عقل.

وخرج علينا أساتذة الطب النفسي يفسرون أفعاله وأنه لا يدرك ما يقول وما يفعل نتيجة إصابته السابقة بجلطة على المخ أثرت في إدراكه وأنه لا يجب أن يحاسب على أفعاله، ولكن هنا لنا وقفة.

قد يكون مقبولاً أن نتجاوز عن أفعال شخص لا يدرك ما يقول إذا كان شخصية عادية وليس شخصية عامة، لكن أظن أن شخصاً في حجم إيمان البحر درويش لابد أن له من يديرون له حياته وصفحاته وأعماله وله مستشاريه الذين يدلون بآرائهم فيما يجب أن يقول وأن يفعل، وإن كان الأمر كما يقول أطباء علم النفس أنه لا يدرك ما يقول فكان على المحيطين به أن يحجموا أقواله وأفعاله وأن يراقبوه ولا يتركوه يغرق في أفعاله حتى أذنيه، وهو ما يضره ليس وحده ولكن كل من حوله.

إيمان البحر درويش كان في يوم من الأيام يحتل أكبر منصب للموسيقيين في مصر وهو نقيب الموسيقيين، وبالتالي فكل كلمة محسوبة عليه، ومن يقول إنه لا يدرك أفعاله ولا يجب أن نحاسبه، فأسألهم: ومن يجب أن نحاسب؟، من يعلمون حالته ولم يبذلوا جهداً لمنعه من ضر نفسه أم الأطباء الذين يدركون أن إصابته بالجلطة أثرت على عقله فأصبح غير مدرك لما يقول ومع ذلك لم يبذلوا الجهد لمنعه من ضرر نفسه.

أعتقد أن مقولة «غير مدرك لأفعاله» ومع ذلك تركوه يفعل ما يحلو له هي من قبيل العذر الأقبح من الذنب، فإن كنتم تطالبون بعدم محاسبته فتقدموا أنتم للحساب لأنكم تركتموه ليصل إلى تلك الحالة إن كانت لديكم الشجاعة.