أرى

الخلاصة.. توازنات مصالح

وردة الحسينى
وردة الحسينى

عبارة مهمة أطلقها رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ونستون تشرشل بقوله: «ليس لبريطانيا اصدقاء دائمون او اعداء دائمون وانما لها مصالح دائمة».
هذه المقولة رغم انها قيلت بالقرن الماضى، إلا أنها ما تزال تعكس حالة النظام الدولى الحالى والذى تحركه مصالح الدول، خاصة الكبري، ومن هنا نعايش مفهوم المعايير المزدوجة لدعم تلك المصالح،والمواقف الودية أمام الوجوه بينما خلف الستار قول آخر!
ولذلك ليس مستغربا ان تكون كلمات معظم الدول بجلسة مجلس الأمن حول السد الإثيوبى مؤخرا،غير متوافقة مع توقعات البعض بدعم صريح لموقف مصر والسودان.
صحيح انه كان من المفترض ان يكون أعضاء مجلس الأمن ممثلين للمجتمع الدولى وليس لمصالحهم الوطنية،إلا ان هذا لا يحدث ابدا على أرض الواقع.
لا شك ان مصر تدرك تماما ان المصلحة هى المحرك بكافة المواقف الدولية،وان الوضع بالمجلس معقد نتيجة المواءمات السياسية وتشابك المصالح،كما أشار وزير الخارجية سامح شكرى فى تعليقه على سعى مصر والسودان للحصول على تأييد دولى بضرورة وجود اتفاق قانونى ينظم ظروف ملء وتشغيل ذلك السد،ومع ذلك كان من المهم ان تسجل مصر والسودان لموقفهما ازاء هذا الملف الخطير امام الدول الأعضاء بمجلس الأمن بوصفه الجهاز المعنى فى الأمم المتحدة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
أخيرا..يجب الا تنسى نفس تلك الدول ان لها مصالح مهمة جدا مع مصر ولابد ان تضعها بالحسبان أيضا.