إنهــا مصـــــــر

ثورة يوليو .. ملحمة وطنية

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو من كل عام، يجسد ملحمة وإنجازًا وطنيًا بطولياً، حمل لواءه القوات المسلحة المصرية ولبى نداءها الشعب، عندما وقف الجيش المصرى معبرًا عن مصر، وناضل رجاله من أجل إعلاء قيم الاستقلال والعدالة والحرية، وإقامة الحكم الوطنى الصادق وبناء الجيش القوى القادر على حماية الوطن.
 بعد قيام ثورة الثلاثين من يونيو التى حمل لواءها الشعب ولبى نداءها القوات المسلحة فإن الشعب المصرى العظيم أصبح قادرًا على صناعة مرحلة جديدة من تاريخه تجسد إرادته الحرة وتفجر طاقاته القادرة على مواصلة مسيرة الوطن، تحت قيادة سياسية حكيمة واعية وطنية.
 ثورتا 23 يوليو و30 يونيو تتشابهان فى نفس الظروف، وكان الهدف الأسمى فى الثورتين، هو استرداد الدولة المصرية وانتشالها من أيدى العابثين، والحول دون تغيير طابعها المدني، حيث قامت ثورة 23 يوليو من أجل إنقاذ الوطن، وتمكنت من إنقاذ الدولة، وأسست النظام الجمهوري، وانفتحت مصر على العالم أجمع والقارة الإفريقية بشكل خاص، كما استعادت كرامة المواطن المصري، فلأول مرة فى التاريخ يخاطب زعيم هذه الثورة ومفجرها جمال عبد الناصر جماهير المصريين باعتبارهم "الأخوة المواطنون"، وتمكنت ثورة يوليو من إعادة رسم الخريطة الاجتماعية والطبقية فى المجتمع، وفتح التعليم المجانى الإلزامى الباب أمام ترقى أبناء البسطاء والكادحين وشرائح مختلفة من الطبقة الوسطى.
 فيما جاءت ثورة 30 يونيو العظيمة من أجل إنقاذ الوطن من حكم الإخوان والفاشية الدينية، وتمكنت من تخليص مصر من إرهابهم، ورسخت الدولة المدنية الحديثة والمواطنة، واستعادت الدور المصرى إقليميًا وعالميًا، كذلك استعادت كرامة المواطن المصرى بعد عام من التهميش، وتمكنت الدولة المصرية من إطلاق العديد من المشروعات القومية الكبرى، وبرامج الحماية الاجتماعية والصحية للأسر الأولى بالرعاية والفقراء، لترسم الضحكة على وجوه البسطاء، وكان آخر تلك المبادرات المشروع الأعظم والأكبر عالميًا «حياة كريمة».
 إن أهداف الثورتين جاءت لتكمل  بعضها البعض، حيث عملت 23 يوليو على تحقيق 6 أهداف وهى القضاء على الاستعمار، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال، والقضاء على الإقطاع، وإقامة جيش وطني، وإقامة عدالة اجتماعية، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، فيما جاءت ثورة 30 يونيو لتقضى على الاستعمار الإخوانى الأكثر خطورة من المستعمر الأجنبي، وسيطرت أعضاء الجماعة الإرهابية على مفاصل الدولة، وعملت على إقامة عدالة اجتماعية، وسياسية ديمقراطية سليمة، وقضت على الفاشية الدينية والإرهاب، وساعدت على تمكين المرأة والشباب، وأطلقت المشروع الأعظم على مستوى العالم لإتاحة «حياة كريمة» للمصريين والتخلص من مشاكل مزمنة منذ عشرات السنين.