أما قبل

هجمات مرتدة!

داليا جمال
داليا جمال

رغم حالة الغضب التى انتابتنى عقب قراءة الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعى... إلا أننى لم اكتب عن طالبة كلية آداب طنطا.. التى تعرضت للتنمر والإهانة من سيدتين نصبتا أنفسهما حاميتين للفضيلة والاخلاق، وانهن تدعوان إلى الله بالموعظة بعد أن تنمرنا على الفتاة وملابسها.
لم اكتب لاننى وللحق وجدت أن معظم وسائل الإعلام تناصر الفتاة وتدافع عنها.. كما لم يقصر الأب فى حق ابنته التى اندفع لاسترداد حقها وكرامتها.. واستجابت ادارة الجامعة والنيابة العامة.. خلال يوم وليلة، فشعرت بطاقة من الحرية والتنوير تسرى فى مجتمعنا الذى عانى كثيرا من السلفيين بأفكارهم التى فرضوها علينا قهرا!
ولكن تفاؤلى لم يدم طويلا.. ففى اليوم التالى مباشرة ظهرت علينا فتاة البوركينى بقضيتها التافهة، مدعية أن أحد النوادى الخاصة بكريمة المجتمع وهى ليست منهم أصلا، اهانوا حجابها وعفتها.. وحاولت هى ووالدتها التى تجيد التعامل مع الإعلام احتلال صدارة الميديا، واعتلاء التريند للتغطية على موضوع الطالبة!!
والظاهر.. أن القوى الظلامية لا تيأس ولم تكتف بالرد على فتاة اداب طنطا بالهجمة المرتدة، بفتاة البوركينى.. وإنما فوجئنا (بهجوم مضاد) كاسح بموضوع حلا شيحة الأكثر افتعالا!! وبدلا من التنمر على طالبة جامعية بسيطة. بدءوا التخبيط فى الحلل بالتنمر على الفن وإدانة أهله ودعوتهم للتوبة من خلال فنانة مهترئة نفسيا يمكن شراء اتجاهاتها بكام مليون جنيه! وأصبح حالنا بعد شهر واحد بدلا من الدفاع عن فتاة واحدة، أننا ندافع عن فنانى مصر كلهم ونقابة الممثلين، بل والفن نفسه!!
وهنا يجب علينا الانتباه.. فما زالت قوى الظلام تجيد الهجوم المضاد للدفاع عن شيوخهم وأفكارهم وأتباعهم، بمنتهى القوة والشراسة.
وإذا أخدنا خطوة للأمام نحو النور بيعرفوا بمنتهى الخبث والدهاء يرجعونا عشر خطوات للوراء!!