رئة مصر الخضراء.. سباق مع الزمن لتوفير 15 مترا لكل مواطن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في وقت يختنق العالم من التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، تظهر المساحات الخضراء كطوق نجاة لسكان كوكب الأرض؛ حيث تمثل أحد أهم عناصر تنقية الهواء لتكون بمثابة رئة طبيعية تمارس عملها في صمت لتمد الإنسان الأكسجين اللازم للعيش.

محافظة القاهرة أظهرت مؤخرا اهتماما واسعا بالمساحات الخضراء فنجحت في التوسع بالحدائق العامة لتصل إلى 3.5 مليون متر موزعة على نطاق 38 حيا سكنيا في أربع مناطق لتمتلك العاصمة 30 حديقة عامة، لتستحوذ المنطقة الشرقية على النسبة الأكبر من المسطحات الخضراء العامة بنسبة 65%، والمنطقة الجنوبية 24 % والغربية 4.5% فيما تمتلك المنطقة الشمالية 6.5% من إجمالي الحدائق العامة بالقاهرة.

مساحة لكل مواطن 

الدكتور مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة، تحدث عن المسطحات الخضراء على مستوى العالم مؤكدا وجود معيار لكل مواطن وهو 15 مترا من المسطحات الخضراء بحيث توفر له البيئة الملائمة والمناسبة لجودة الهواء والبعد البصري المناسب بجانب تأثيراتها على التغيرات المناخية.

وفي حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، يوضح الدكتور مراد أن هذا الرقم ليس متوفرا في غالبية الدول ومن ضمنها مصر نتيجة التمركز في القاهرة وحول نهر النيل والوادي  ومساحة الصحراء واسعة وتصل النسبة الخضراء فيها إلى متر أو أقل في بعض المدن.

وبصفة عامة فإن المدن الجديدة الموجودة خارج نطاق وادي النيل فإن نسبة المساحة الخضراء لكل مواطن تكون أكبر فتصل إلى أكثر من 7 أمتار بالمقارنة بالمناطق والدمن داخل وادي النيل حيث يكون الرقم مقبول.

لكن بصفة عامة يقول رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة، إن المخططات الموجودة حاليا تساعد وزارة البيئة المحافظات وهيئة المجتمعات العمرانية في الدعم ببعض الأشجار أو ما يطلق عليه الشتلات التي يمكن من خلالها أن تنشئ كل محافظة المشاتل الخاصة بها، وكل مدينة يكون لديها مشتل خاص بها من خلال التعاون الذي نقدمه.

يتابع، وخلال الفترة من 2017 إلى 2020 ساعدت وزارة البئية حي حلوان والمعصرة و15 مايو ومنطقة عرب أبو ساعد في غرب القاهرة المعروفين بأنهم مناطق صناعية كثيفة قد تكون في تحدي كبير لكونها معروفة أن درجة جودة الهواء هناك أقل من غيرها وكان هناك احتياج في مساعدتهم بكم من الشتلات والأشجار التي من الممكن تساعد إلى حد ما في تحسين الوضع الموجود وتم دعمهم بأكثر من 2800 شتلة وشجرة .

الصعيد قادم 

الدكتور مصطفى مراد، يؤكد في الوقت نفسه أن القاهرة والوادي القديم هي أكثر المناطق التي لها حظ كبير من الاهتمام لكن مؤخرا تزايد الاهتمام بالصعيد فتم زراعة طريق بالوادي الجديد بحوالي 7 آلاف شجرة كمرحلة أولى.

كما أن هناك بروتوكولات مع نقابة الزراعيين ووزارة البيئة من الممكن أن تساعد بجزء من المال للجهات التنفيذية مثل نقابة الزراعيين التي يتم من خلالها دعم 15 محافظة بشتلات مختلفة في إطار مبادرة رئيس الجمهورية لتشجير هذه المحافظات، وهناك مرحلة ثانية لباقي المحافظات.

واعتبر المسؤول بوزارة البيئة، أن تطوير الشوارع والطرق في منطقة شرق القاهرة بإنشاء الطرق والكباري نتج عنه إزالة بعض الأشجار والحدائق وتم تعويض ذلك بإنشاء مسطحات خضراء بديلة.

وخلال العامين الماضيين - بحسب الدكتور مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة - تم دعم بعض الجمعيات والجامعات والمدارس في عدد من المحافظات ببعض الشتلات أو الأشجار الصغيرة للتشجير في مناطقهم وتم دعهمها في حدود الإمكانيات لكن خلال العامين الماضين تم دعم المدارس والجامعات في بعض المحافظات بأكثر من 40 ألف شتلة وشجرة.

ويوضح دكتور مراد، أن هناك مواصفات للنبات منها قدرته على امتصاص كميات من الملوثات التي من الممكن أن تكون في المناطق المحيطة.

المخطط الأخضر

وعن وضع المساحات الخضراء في القاهرة يقول مراد، إن مخطط المساحات الخضراء يعتمد على مخطط المدن وكثافة السكان والمقايس العالمية تقول إن لكل مواطن 15 مترا مربعا من المساحات الخضراء وإذا كان هناك افتراض لاحتواء القاهرة على مليون مواطن يعني وجود 15 مليون متر مربع من المساحات الخضراء في نطاق هذه المدينة.

ويعني ذلك أن تخدم تلك المنطقة على المواطنين في هذا المكان قد تكون هذه الأرقام غير محققة ولكن هناك نموذج واضح لها في المدن الجديدة لأن المدن القديمة يكون صعب توفير ذلك لأن الأماكن غير متاحة.

ويشير الدكتور مراد، إلى أن معايير المساحات الخضراء الخاصة بالمناطق الجديدة يضعها جهاز التنسق الحضاري وفق المعايير الدولية وهذا النموذج يوجد بالعاصمة الإدارية على النهر الأخضر العظيم وهو كيان يوفر هذا ونسعى لاحقا في تطبيق المعايير الخاصة بالبناء بحيث لا يزيد مساحة البناء عن 40 إلى 60 % من حجم الأرض.

وهذا يعني في النهاية توفير المساحة الخضراء؛ حيث كانت مصر الجديدة منذ زمن هي أكثر المدن التي تطبق ذلك تم تخطيتها بهذا الشكل منذ البداية، لذلك المعايير الخاصة بالمساحات الخضراء سيتم مراعتها بالمدن الجديدة وهذا ما تفعله الدولة المصرية حاليا.

اقرأ أيضا| القاهرة في أسبوع| أبرزها محافظ القاهرة يحذر من البناء المخالف