مخلفات الأضاحي تغرق الشوارع.. ورفع 45 ألف طن مخلفات بالجيزة

أعمال النظافة ورفع مخلفات الأضاحى تسير على قدم وساق بالجيزة
أعمال النظافة ورفع مخلفات الأضاحى تسير على قدم وساق بالجيزة

كتب: محمد وهدان - همسة هشام

تحولت شوارع القاهرة الكبرى إلى «برك» للدماء وبقايا ومخلفات الأضاحي، مشهد اعتاد المواطنون على رؤيته فى عيد الأضحى حتى بات انتشار مخلفات الحيوانات فى الشوارع كابوسًا «سنويًا» لا مفر منه، لتجعل من الطرقات بيئة خصبة للفيروسات والميكروبات وانتشار الأمراض.

وبعد عملية الذبح يقوم الكثير من المواطنين بإلقاء مخلفات الأضاحي في الشوارع دون اكتراث بالعواقب الوخيمة.. كما أن ما يحدث خلال أيام العيد من ذبح بالشوارع ورمي ما يخرج من الأضاحى «جريمة» في زمن الوباء.

«الأخبار» رصدت مخلفات الأضاحى وهى تغرق شوارع القاهرة الكبرى خلال ثالث أيام العيد؛ وتحدثت مع الخبراء والمسؤولين لمعرفة خطورة هذا الأمر على البيئة وعلى صحة ومناعة الإنسان.

البداية كانت من سور مجرى العيون والذى قل فيه اصحاب بيع الجلود فى الشارع عن السابق؛ ولكن انتشرت فيها رائحة الحيوانات ومخلفاتها الكريهة، علاوة على أن بعضا من هذه المخلفات تتسبب فى إعاقة سير السيارات وإعاقة حركة المرور.

وعلى بعد خطوات وصلنا إلى المدبح القديم بالسيدة زينب والذى تناثرت فيه بقايا نفايات الأضاحي.. رجول وعظام وأجزاء من الأحشاء الداخلية متناثرة وملقاة أمام العامة فى الشارع وتتسبب فى إعاقة الحركة المرورية ناهيك عن الرائحة الكريهة والتى تزكم الأنوف خصوصًا أمام محال الجزارة او الباعة المتجولين بالمناطق الشعبية والتى انتشرت فيها الدماء وفضلات عمليات الذبح فى الشارع .

وفى الوراق خاصة منطقة الجزارين لا تزال الدماء تغرق الكثيرمن الشوارع ومخلفات الأضاحى تتناثر فى كل مكان؛ مما تتسبب فى إعاقة الطرق أمام المارة، وأدت إلى توقف المرور رغم عدم وجود زحام.

وانتشرت المخلفات بشكل صادم داخل المناطق السكنية و التقينا بالعديد من المواطنين الذين تجمعوا حولنا  لتقديم شكاواهم ، فأكدت منى عبد المنعم، طالبة، أنها تقدمت بالكثير من الشكاوى بعد انتهاء عمليات الذبح وذلك بسبب انتشار القمامة ومخلفات الاضاحى ؛ وتجلط الدماء فى الكثير من الشوارع المحيطة بمنزل عائلتها، مما جعلها تختنق بسبب انتشار الروائح الكريهة والإهمال المحيط بها، موضحة أنه يتم إلقاؤها والذبح فى منتصف الشارع الذى يؤدى إلى التزاحم، وأيضًا هناك بعض الأشخاص يلقونها على ضفاف النيل، وذلك بالرغم من وجود سلة مهملات.

ومن منطقة السبتية، قابلنا على زين والذى أكد ان سكان منطقته لم يأخذوا فى الاعتبار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا؛ مضيفا أن جيرانه فى المنطقة قاموا بإلقاء مخلفات الخراف والأحشاء والجلود داخل صناديق القمامة فى الشارع ولكن هناك كثيرين تركوا مخلفاتهم  أمام المارة وفى وسط الطريق ؛ وأكد بأنه رغم جهود الأجهزة التنفيذية بالحى والمحافظة بالنزول الى الشارع وتوقيع غرامات على من القى مخلفات أضحيته فى الشارع، إلا أن هذا ليس كافيا ويعرضنا كلنا لخطر الإصابة بالأمراض .

وفى شارع ترعة السواحل بإمبابة لم يختلف الأمر كثيرًا، حيث قال عبد الفتاح محمد، موظف، إنه بعد ذبح الأضاحى وإلقاء المخلفات أصبح الشارع بالنسبة لهم لعنة، بسبب انتشار الروائح الكريهة والقمامة التى من الممكن أن تتسبب فى انتشار الأمراض بين الأهالي.

على الجانب الآخر فى منطقة الدقى وبالتحديد من أمام كوبرى أكتوبر؛ ألقيت مخلفات الخراف والعجول والرجول والفراء على مطلع الكوبرى الأشهر فى مصر.

وفى هذا الصدد أكد المهندس شفيق جلال رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة، الدفع بحملات التدخل السريع المكونة من 4 لوادر و20 سيارة و4 فرق حملات مكثفة لعمال النظافة كل فرقة مكونة من 25 عامل نظافة بسيارات نصف نقل.

وأضاف جلال أن محافظ الجيزة أمر بقيام قطاعات الحدائق بنطاق أحياء الجيزة عقب إجازة العيد بالبدء فى إصلاح وتهذيب المزروعات والنباتات والمسطحات الخضراء بالحدائق العامة والميادين لإعادتها إلى مكانتها السابقة بعد زيادة الإقبال عليها خلال أيام العيد.

وأكد رفع  اكثر من 45 الف طن مخلفات فى الجيزة حتى الآن بمناطق متفرقة، كما تم وضع صناديق القمامة أمام محلات الجزارة فى مناطق الوراق والعمارة وبولاق الدكرور وفيصل. 

كما يقول د. عبد اللطيف المر أستاذ الصحة العامة والطب الوقائى بجامعة الزقازيق، إن إلقاء المخلفات يتنافى مع الإسلام والتعاليم السمحة لديننا الذى يحث على النظافة ويحفزالناس على حماية البيئة والوقاية من الأمراض.

أضاف أن حماية البيئة سنة نبوية وفى إهمالها خطورة بيئية وصحية كبيرة على المواطنين؛ واشار إلى أن المخلفات تحمل جراثيم وميكروبات كثيرة ومن الممكن أن تنتقل بسهولة إلى القوارض بشكل عام مثل الفئران والتى تتحمل مسئولية كبيرة فى انتقال كثير من الأمراض إلى البشر آخرها فيروس ظهر فى الهند.

كما أن القطط والكلاب من الممكن أن ينتقل اليها الكثير من الجراثيم وبالتالى عند ملامسة هذا الحيوان الأليف يكون احتمال التعرض كبيرا للكثير من الأمراض مثل التسمم الغذائى وتلوث الطعام والمعروف بـ«البروسيلا».

وأضاف أن الروث الناتج عن الأضحية بعد تحليله ينتج غاز الميثان وهو غاز سام يصيب الإنسان بأمراض الربو والحساسية الصدرية.

واختتم أستاذ الصحة العامة والطب الوقائى حديثه قائلا: "المواطنون الذين يلقون مخلفات الذبح فى الشوارع يخالفون القانون وأيضا يخالفون الشريعة الإسلامية التى حثتنا على النظافة وحماية البيئة".

وحذر من أن هذه العادات الخاطئة قد ترفع من انتشار الأمراض وتساعد على انخفاض المناعة بشكل عام مما يجعل المواطنين عرضة للإصابة بالجراثيم والفيروسات مثل كورونا ومتحوراته.