حكايات| بأصابع قدميها.. «رحمة» تحارب الشلل الدماغي بالرسم

«رحمة» تحارب الشلل الدماغي بالرسم
«رحمة» تحارب الشلل الدماغي بالرسم

منذ أن التقطت أنفاسها الأولى وولادتها استثنائيا، أصبحت حياة «رحمة» خاصة ومختلفة عن غيرها، قدمت لها الحياة اختبارًا لم تستطع التعبير عنه إلا بصرخات من الألم، روحها حاربت بالأمل رغم عدم إدراكها بحالتها الخاصة.. مصابة بالشلل الدماغي.

كان هذا المرض هو الآفة التي سممت حياة «رحمة - 32 عامًا»، وسلبت منها حلمها بالتعليم، وحلت قدماها مكان يديها التي تستخدمها في قضاء احتياجتها، وبالعزيمة والصبر والإيمان والرضا بمرضها قررت محاربته بالتحدي والرسم بصوابع أرجلها لتوفير مصاريف علاجها وتحسين حالتها الصحية.

رحلة مرض استنائية جعلتها تعبر لمدونات الإنترنت وأصبحت لها مدونة خاصة  تسمى «واحة المعرفة»، وبها نصف مليون متابع من الوطن العربي، بالإضافة إلى إبداعها بلوحات فنية ترسم بصوابع أرجلها، وتقديم نصائح على السوشيال ميديا للأمهات اللاتي يعاني أطفالهن من مرض الشلل الدماغي.

«رحمة» تحارب الشلل الدماغي بالرسم

اسمها رحمة سراج الدين محمد وكان لها نصيباً من ذلك الأسم بتوزيعها رسائل من العطف والرحمة لأصحاب تلك المرض وتشجيعهم على تخطى أوجاعه وآلامه الملازمة دائما له.

اقرأ أيضا :- «صبحي» يفتتح المؤتمر الدولي للاتحاد المصري للاعبين ذوي الشلل الدماغي

ابنة محافظة سوهاج، محاربة لمرض الشلل الدماغي بالإبداع بصوابع الأرجل على الورق وتشكيل الصلصال، تقول: «أنا تعبت كتير وكان نفسي أدخل مدرسة واتعلم ولكن المدارس رفضت قبولي بها بسبب مرضي حتى الالتحاق بفصول محو الأمية، كان أمراً مستحيلاً وغلقوا جميع أبواب التعليم في وجهي، ولكنى لم استسلم وقررت أن اتعلم بالنظر لأني لم أستطع الكلام ولا حركة اليد».

وتضيف: «كنت أنظر لأخي الأصغر مني بعام وهو يذاكر وشجعني أن أتعلم، وبالفعل تعلمت العربي والحساب والإنجليزي بالمنزل ولكن طبعا بدون شهادات فكانت وما زالت أمنيتي هي التعليم وأن التحق بالجامعة فمرضى لم يعيبني ولم يكن ذنبي فهذا قدر الله وأن أحمد الله عليه».

«رحمة» تحارب الشلل الدماغي بالرسم

 

وتروي كذلك: «أصبت بـ 4 أسباب الشلل الدماغي بالبداية أصيبت والدتي وهي حامل بي بتسمم حمل وكانت حالتها تحتاج لولادة قيصيرية ولكن الطبيب قام بتوليدها طبيعي فحدث لي نقص أكسجين بالمخ مما أثر على حركتي وحركة يدي والنطق وكلامي، وحاول أهلي أن يعالجوني ولكن في ذلك الوقت لم يكن الطب متطوراً فساءت حالتي».

وتحكي رحمة أن عدم حركتها واعتمادها على الكرسي المتحرك لسنوات طويلة من عمرها، أصابها بتيبس في المفاصل، وبعد وصولها لسن الثلاثين قدر الله أن أتواصل مع الدكتور وائل سلام وقبل حالتي وأعطاني أمل بتحسينها.

 

وبالفعل سافرت رحمة إلى القاهرة وقيم الأطباء حالتي وأكدوا لي أن هناك أملا كبيرا بالرغم من حالتها السيئة وبدأت العلاج معه منذ عامان ونصف حتى الآن، وأصبحت قدوة لكثير من الحالات ونموذج أمل لهم وأتواصل مع أمهاتهم لإعطائهم نصائح بالتعامل مع أطفالهم المصابين بالشلل الدماغي»


وتختتم حديثها قائلة: «حفظت القرآن الكريم وأحارب عشان اتعلم أون لاين، وأوجه رساله للمسئولين بوضع قانون ينص بحق التعليم المصابين بالشلل الدماغي».