يتزين صعيد عرفات الطاهر غدا الإثنين، باللون الأبيض حيث يقف 60 ألف حاج وهم يرتدون الاحرام ملبين ومهللين ومكبرين وداعين الله فى يوم الحج الاكبر يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس، حيث يقضى جميع الحجاج يومهم فى عرفة حتى غروب الشمس وسط إجراءات احترازية مشددة ويشهدون خطبة صلاة الظهر فى مسجد نمرة حيث يقف الشيخ بندر بن عبدالعزیز بليلة أمام الحرم المكى عضو هيئة كبار العلماء فى السعودية خطيبا وإماما بالحجاج.
ويعرف مسجد نمرة بعدة أسماء منها مسجد إبراهيم، والخليل، وعرفة، وعُرنة «، وشهد المسجد أضخم توسعاته، لتصل مساحته إلى 18 ألف متر مربع ليصبح بذلك ثانى أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام، كما أن هناك مسجد الصخرات بعرفات ،الذى يقع أسفل جبل الرحمة، من الناحية الجنوبية الشرقية على يمين الصاعد إليه، وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليهوسلم عشية عرفة وهو على ناقته القصواء، كما فى حديث جابر رضى الله عنه المشهور فى المناسك، أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر فى موضع مسجد نمرة ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة «أى طريقهم الذى يسلكونه فى الرمل النهاية « بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص «صحيح مسلم».
وينفر الحجيج إلى مزدلفة مع غروب الشمس للمبيت فيها التى تبعد سبعة كيلومترات تقريبا عن عرفات، لقول الله عز وجل: «فإذاأفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام».
ويمثل مسجد المشعر الحرام «مزدلفة» مكانته فى نفوس حجاج بيت الله الحرام، وقد سمى بذلك لوقوعه فى المشعر الحرام بمزدلفة مما يلى عرفات بأسفل جبل قزح، وقد ذكره الله عز وجل فى القرآن الكريم، ولقد أطال الأزرقى فى وصفه، ولم يكن المسجد هذا فى مستهل القرن الرابع عشر الهجرى، سوى جدار فى غرب موضعه يشير إلى القبلة، وبعد ذلك تم بناء المسجد على مساحة حوالى 1000 متر مربع وكان بناؤه متواضعاً، ثم جددت عمارته عدة مرات، كان آخرها التوسعة التى قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية عام 1395ﻫ، وتبلغ مساحة المسجد الحالية 6000م2 ويستوعب 8000 مصل .
يأتى ذلك بعد أن قضى الحجاج يوم التروية فى مشعر منى اقتداء برسول الله، ومن معالم منى مسجد الخيف القريب من «الجمرةالصغرى»، وهو مبنى على الطراز العربى الإسلامى على يمين الذاهب إلى عرفات، و مرت عمارته بعدة مراحل، وتُعد توسعة المملكةللمسجد الأكبر فى تاريخه، إذ بلغت أكثر من 45 ألف م2، خلاف المساحات المهيأة للمصلين حول المسجد، ممثلاً المسجد منارة حقيقيةلإنارة الطريق أمام حجاج بيت الله الحرام، ومسجد البيعة الذى يقع أسفل جبل «ثبير» التاريخى المطل على ساحات الجمرات، ويمثل حقبة مهمة من تاريخ الدعوة الإسلامية فى العهد المكى، ففى هذا المكان عقدت أول بيعة فى الإسلام، فى عهد كانت الدعوة فيه تعيش حصاراًخانقاً من أهل الضلال فى مهبط الوحى ومنطلق الرسالة مكة المكرمة، ويبعد عن الجمرة الكبرى حاليا «1كم» تقريباً، وتقدر مساحته بـ500م2.
وكان بالمشاعر المقدسة مسجد صغير فى سفح جبل الصابح جنوب مسجد الخيف، يسمى مسجد «المرسلات»، وسمى بذلك لنزول سورةالمرسلات على رسول الله فى غار من موضعه، ومسجد الكوثر الذى يقع وسط منى على يمين القاصد إلى عرفات، وقيل أن سورة الكوثرنزلت على النبى صلى الله عليه وسلم فى مكان هذا المسجد، وهناك مسجد شهير بالمشاعر المقدسة، وهو مسجد الكبش وهو موضع معروف من منى إلى يسار الذاهب إلى عرفات، وهو فى شمال جمرة العقبة على نحو 300 متر منها فى سفح جبل ثبير، ويقال إن الكبش الذى أضيف إليه هو الذى فدى الله به نبيه إسماعيل عليه السلام لما شرع الخليل بذبحه، وبجوار هذا المسجد الصخرة التى ذبح عليها الفداء .
وقد رفعت قوات الدفاع المدنى درجة الاستعداد والجاهزية فى مشعر منى وجبل عرفات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لقضاءيوم التروية الثامن والوقوف بعرفات واتخاذ جميع الإجراءات للحفاظ على سلامتهم.
وأكد قائد قوات الدفاع المدنى بالحج اللواء الدكتور حمود الفرج، جاهزية جميع وحدات وفرق الدفاع المدنى لأداء مهامها وفق ما ورد فى خطة المديرية العامة للدفاع المدنى، وجاهزية جميع الجهات المشاركة لتنفيذ مهامها وفق ما ورد فى الخطة العامة للطوارئ بالحج لمواجهة أى مخاطر، لا سمح الله.
فيما سخرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى خلال حج هذا العام العديد من الوسائل الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن،تحقيقاً لرؤية التحولات الرقمية والمبادرات المستقبلية.
ودعمت إدارة الوقاية البيئية ومكافحة الأوبئة التابعة للإدارة العامة للشؤون الفنية والخدمية منظومة التعقيم فى المسجد الحرام بتوفير الروبوت لتعقيم مساحات أوسع وتغطية جنبات المسجد الحرام، إذ تعمل بنظام تحكم آلى مبرمج على خريطة مسبقة، وعلى (6) مستويات مما يحسن سلامة الجو الصحى البيئى وتحليل متطلبات التعقيم بذكاء، وفقاً لسيناريوهات الاستخدام، ومسار التعقيم، والمدة المخططة بشكل مستقل لتغطية كاملة للفضاء البيئى.
وحشدت هيئة الإذاعة والتلفزيون كافة طاقاتها البشرية والتقنية لتغطية مناسك حج هذا العام، وذلك وفق رؤية مبنية على تعظيم أثر الحج عالمياً، وبثّ سماحة الدين الإسلامى، انطلاقاً من واقع الحج كحدثٍ عالمى يخاطب الشرائع والجنسيات كافة.
ورصدت الهيئة استعداداتها منذ وقت مبكر لتغطية هذا الحدث، من خلال خطة تشغيلية مفصلة، تشمل جوانب متعددة للنقل التلفزيونى والإذاعى ؛ فيما يتعلق بمناسك الحج وحركة الحجاج فى المشاعر المقدسة، فى حين عملت هذا العام على العديد من البرامج التلفزيونيةوالأفلام الوثائقية واللقاءات والتقارير الميدانية، عبر شبكة من المراسلين يتجاوز تعدادها الـ 50 مراسلاً.
