زعيم طالبان: نؤيد الحل السياسي ومستعدون لتوطيد العلاقة مع واشنطن

زعيم حركة طالبان، هبة الله أخوند زاده،
زعيم حركة طالبان، هبة الله أخوند زاده،

عواصم - وكالات الأنباء:
أعلن زعيم حركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، أمس، عن تأييده بشدة الوصول لتسوية سياسية تنهى النزاع فى أفغانستان. ودعا فى بيان، إلى حل المشاكل الداخلية وإنهاء الأزمة دون الاستعانة بطرف خارجي، فى إشارة منه إلى القوات الأمريكية، مشدداً على أنه لن يسمح باستخدام أراضى أفغانستان لتهديد أمن أى دولة أخرى.


وأكد أن قواته مصممة على التوصل لحل عبر المفاوضات، معتبراً أن الطرف الثانى «يواصل إهدار الوقت». وأعلن أخوند زاده عزم الحركة التوصل لعلاقات جيدة ووثيقة فى كل المجالات مع كافة الدول بما فيها أمريكا.


وجاء هذا الإعلان بعد أيام من كشف مفاوض حكومى أفغانى يشارك فى محادثات السلام مع طالبان، عن أن الحركة اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة 3 أشهر مقابل إطلاق سراح نحو 7 آلاف سجين محتجزين فى سجون أفغانستان. واجتمع وفدان عن الحكومة الأفغانية وطالبان فى قطر امس الأول لاستئناف المحادثات التى بدأت فى سبتمبر ولا تزال متعثرة حتى الآن.


وشنت الحركة هجوما شاملا على القوات الأفغانية فى أوائل مايو، بالتزامن مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذى من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس. وسيطرت الحركة على مناطق واسعة من البلاد، خصوصا فى شمال أفغانستان وغربها.


وفى وقت تشير فيه أحدث تقييمات دوائر المخابرات الأمريكية إلى تحذيرات من تقدم حركة طالبان فى أفغانستان بوتيرة متسارعة، وتدهور الوضع الأمنى فى البلاد، طفت على السطح مخاوف جديدة على البعثات الأمريكية وملحقاتها هناك.


وكشف مسؤولون أمريكيون عن مجموعة من العقبات التى يتعين على كادر قليل من الموظفين فى السفارة الأمريكية المحصنة فى كابول اجتيازها، خصوصاً مع تفشى فيروس كورونا والانسحاب الأمريكى من البلاد.


وكانت المخابرات الأمريكية قد ذكرت امس الأول ان تقييماتها ترسم صورة قاتمة بشكل متزايد لتقدم طالبان المتسارع عبر أفغانستان.
وأشارت إلى توقعات بأن العاصمة كابول ستكون «محطة أخيرة» للحركة التى من المرجح أن تستهدف مراكز سكانية كبيرة قبل التقدم نحو العاصمة.


فى تلك الأثناء، اعتبر تحليل لوكالة «أسوشيتد برس» ان الحرب فى أفغانستان كشفت القدارت المحدودة للقوة العسكرية الأمريكية.
وذكر التحليل ان الحرب عكست اشكالية ان أمريكا، التى أطاحت بطالبان من السلطة فى أفغانستان خلال شهرين عام ٢٠٠١، يمكن ان تفوز فى ميادين القتال، لكن «الفوز فى الحرب» أمر اخر. وأوضح ان التفوق التكنولوجى العسكرى الأمريكى يجعل «القتل» اسرع واكثر، لكنه لا يمكن ان يساهم فى تحقيق نتائج انتصار نهائي.