إنها مصر

بوابة العبور إلى المستقبل

كرم جبر
كرم جبر

الوعي بأن بلدنا مستهدف، ليس من قبيل الفزاعة أو تمرير شيء ما، ولكن لأن ما يجرى حولنا من أحداث يؤكد هذه الحقيقة.


واليقظة لأن الشياطين يعلمون جيداً أن مصر - أياً كانت ظروفها - هي القلب النابض في المنطقة، ومنها تضخ الدماء، مهما ضعف الدور أو حاصرتها المشاكل، فما بالنا إذا كانت قوية ومتعافية .

استراتيجية الحروب غير النمطية هي: «إذا أردت أن تهزم شعباً، اضرب الروح المعنوية لشبابه، اجعلهم يائسين ومحبطين ولا أمل لهم فى المستقبل، وازرع طريقهم بالأشواك، ويكون النجاح حليفك إذا أحسوا أنهم يعيشوا فى وطنهم غرباء».


إذا تحقق ذلك يبدأ النصر الذي هو عندهم تدمير الدول ، يبدأون جنى الثمار، دون حروب ومدافع ودبابات، ودون أن يسقط قتلى وجرحى،  ويقولون " لماذا نقتلهم طالما يقتلون أنفسهم " ؟.

وإذا أردت أن تحمى بلدك وتصون استقلاله، عليك بإيقاظ الروح المعنوية للشباب، وازرع فيهم الأمل في المستقبل، فحب الأوطان ليس بالأغاني والشعارات، ولكن بإشاعة جودة الحياة، ومشروع " حياة كريمة " الذي يشرف على تنفيذه عشرات الآلاف من الشباب هو بوابة العبور إلى المستقبل .


جربوا مع مصر طوال سنوات طويلة «الحروب غير النمطية» وفي الحوادث الإرهابية لم يستهدفوا فقط القتل والتخريب والتدمير، ولكن ضرب الروح المعنوية للمجتمع.

 

خاب مسعاهم، ومع سقوط كل شهيد، ارتفعت فى عنان السماء هتافات البطولة والدعاء بالمغفرة، وارتدت سهامهم إلى صدورهم، وانهارت الروح المعنوية للإرهابيين، وهم يتساقطون وفى أذيالهم الخزى والعار والخيانة.

 

من أساليب الحروب غير نمطية لضرب الثقة فى الحكومات ما كان يفعله الإخوان بتوزيع زجاجات الزيت وأكياس السكر والشاي، ولم يقدموا مشروعاً فيه فرص عمل حقيقية، ففي انفراج أى أزمة، انتهاء لخططهم بإشعال الحرائق في مشاكل الناس، وليس إطفاؤها.


وحروب غير نمطية بنشر أفكار جاهلية تحط من قدر النساء، وتشيع أجواء المذلة والإهانة والاحتقار، وابتداع فتاوى بعيدة كل البعد عن الإسلام، تجعل المرأة درجة ثانية، وفى أحسن الأحوال جارية أو محظية.

ولأن الدواء الذى لا يميت يزيد متعاطيه قوة ،فمن الضرورى الانتباه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التى أصبحت ميداناً قتالياً واسعاً للحروب غير النمطية، وأهم أسلحة المواجهة: الوعي واليقظة.


تأجلت مشروعات تقسيم المنطقة لأن القاهرة لم تسقط، بل تشد العواصم الأخرى لتستردها من السقوط، وهذا يعني إفشال حروبهم غير النمطية.