لبنان يواجه المجهول بعد اعتذار الحريرى

لبنان ..خيبة أمل دولية وتصاعد الاحتجاجات.. واحتمالات تشكيل حكومة عسكرية

سعد الحريرى رئيس الوزراء
سعد الحريرى رئيس الوزراء

يواجه لبنان المجهول بعد اتخاذ سعد الحريرى رئيس الوزراء المكلف «القرار المر» بالاعتذارعن عدم تشكيل الحكومة، بعد 9 أشهر من تكليفه، وهو القرار الذى أرجعه إلى عدم رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون فى التعاون معه.

صعد الحريرى من لهجته تجاه رئيس الجمهورية بعد الاعتذار، قائلاً إن مشكلة لبنان هى ميشال عون الذى يستمتع بالفراغ الحكومى، وكشف فى تصريحات تليفزيونية ما جرى فى لقاء الرئيسين الخميس الماضى، بأن عون أخبره أنهما لن يتمكنا من التوافق فخرج لإعلان اعتذاره عن عدم التشكيل، مؤكداً أن رئيس الجمهورية أراد حكومة تمثله.

وعلى الجانب الآخر، ردت الرئاسة اللبنانية على الحريرى ببيان جاء فيه، إن عون عرض ملاحظاته على التشكيل الحكومى المقترح، وطلب إجراء تعديلات، لكن رئيس الحكومة المكلف لم يتقبل إجراء أى تعديلات، وطلب من عون أخذ يوم إضافى للقبول بالتشكيل، فسأله عون عن الفائدة من الوقت الإضافى طالما كان التعديل مرفوضاً، مؤكدة أن رفض التعديل يعنى نية مبيتة لدى الحريرى للاعتذار.

وبعد ساعات من اعتذار الحريرى أعلنت فرنسا تنظيم مؤتمر دولى جديد لمساعدة لبنان فى 4 أغسطس المقبل، بالتزامن مع الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت. ووصف وزير الخارجية الأمريكى، انتوني بلينكن، اعتذار الحريري بأنه يشكل خيبة أمل جديدة للشعب اللبنانى.

مستقبل الحكومة لا يبدو مستبعداً فيه أن تدفع العواصم المتداخلة فى الشأن اللبنانى إلى تشكيل حكومة عسكرية، لإنقاذ مؤسسات الدولة من الانهيار، فى ظل عجزها عن تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين، بالإضافة إلى الدعم الدولى الكبير للجيش اللبنانى، الذى قام قائده جوزيف عون عقب قرار الحريرى بتفقد عدد من الوحدات العسكرية، وأكد أن الأمن خط أحمر فى الوقت الذى يزداد الوضع سوءاً وتتجه الأمور للتصعيد، بحسب حديثه للعسكريين، مؤكداً أن مسئولية المؤسسة العسكرية كبيرة ومن المطلوب الحفاظ على استقرار البلاد ومنع انزلاقها للفوضى.

زاد اعتذار الحريرى من المخاوف حول الأوضاع الاقتصادية، وبعد يوم من القرار ارتفع سعر صرف الدولار إلى حوالى 22 ألف ليرة، فى سابقة لم تحدث فى تاريخ لبنان، كما تصاعدت الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية فى شمال البلاد، وأغلق محتجون طرقاً فى الشمال والبقاع وبيروت، فتحها الجيش لاحقاً، وأعلنت القوات المسلحة عن إصابة 15 من أفرادها جراء اشتباك مع محتجين فى منطقة جبل محسن شمال البلاد.