لبنان وأمراء الحرب

سعيد محمد احمد
سعيد محمد احمد

سعيد محمد احمد

المشهد السائد حاليا فى لبنان ينبيء بمخاطر جمة ليس فقط على اللبنانيين بل على كل لبنان الوطن والدولة، من الضياع بالإنفلات فى الدخول إلى "حرب أهلية" تطل برأسها عاليا فى سماء ووحشية المحاصصات الحزبية والطائفية والمذهبية المقيتة، والمتحكمة والمسيطرة على مستقبل لبنان ومصادره حقوقة تحت وقع التلويح بالقوة والنفوذ، وترهيب اللبنانيين من قبل ميلشيات "حزب الله" التى تدار من "طهران" لأستخدامها كورقة ضغط فى محرقة "رابحة" على المجتمع الدولى خلال مفاوضات "ملفها النووى"، وهو ذات السيناريو تفعله إيران فى العراق وسوريا واليمن " أربع عواصم عربية" اليوم أصحبت رهينة فى أيدى ملالى إيران .
فيما جاءت زيارة سعد الحريرى المكلف بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى إلى القاهرة وإجراء مباحثات مع القيادة المصرية للخروج بلبنان من المستنقع الذى يحاك له وسط صراعات الساسة اللبنانيين، وتأكيد موقف مصر الواضح والمعلن بدعم حكومة سعد الحريرى واستعدادها تقديم يد العون للشعب اللبنانى للخروج من محنتة الأقتصادية المرعبة بدعم لبنان بالغاز المصرى كبديل عن الكهرباء، وهو ما أعلنة سعد الحريرى فى مؤتمر صحفى وتخلية عن منصبه فى محاولة إنقاذ أخيرة ليضع الجميع أمام مسئولياتهم برفضه مساومة "ميشيل عون وصهره جبران باسيل" رهينتا حزب الله، والذين فشلا فشلا ذريعا فى تحقيق ما أسموه بالعهد الجديد، ليدخل لبنان فى نفق مظلم لايعلم أحد منتهاه.  
ما يجرى على الساحة اللبنانية منذ ما يزيد على الثمانية أشهر لتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن المحاصصات والتجازبات الحزبية والسياسية والطائفية، حتى يتمكن لبنان الخروج من "الحفرة" التى تبدو مؤشراتها أن من فى داخل لبنان لايسعى لإنقاذه لتصبح وبشكل رسمى فى "قبضة "طهران عبر ذراعها حسن نصر الله المتحكم فى مصير وحياة اللبنانين، مع غياب تام لكافة اللاعبين اللبنانيين الذين كشفتهم الأزمة بأنهم ليسوا "رجال دوله" بل مجموعة من الساسة الفرقاء يسعى كل منهم لتقوية وجوده وجناحه بالتلويح بما يملكة من سلاح سواء من "حزب الله وجماعة برى فى حركة أمل أو جماعة جعجع أو جماعة جنبلاط والقائمة طويلة.
كل الشواهد تؤكد أن لبنان على المحك وفى إنتظار أحداثا جسام وتطورات دراماتيكية، تبنىء عن تغيير فى موازيين القوى بالمنطقة فى ظل غياب المجتمع الدولى وتعاملة مع الأزمة اللبنانية بلا أدنى مسئولية دولية والإكتفاء بالتعبيرعن مشاعر القلق، فى كارثة كبرى لايمكن لأحد وقفها أو معرفة ما سيجرى خلالها ولا النهاية التى يمكن أن تصل إليها، وليصبح الجميع تحت رحمة المجهول، مع تسارع المشاهد والأحداث من غليان وإضطرابات تهدد أمن وإستقرار ليس فى لبنان بفساد لاعبيها بل وفى المنطقة إرتباطا بما يجرى فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وشمال فى افريقيا. 
فالزلزال الذى ضرب لبنان يبدو أنه لم يكن كافيا لإدخاله فيما هو أبشع ويتذكرة اللبنانيون من حرب أهلية إستمرت 15 عاما، وما يخفية النافذون وأصحاب السلطة الفعلية من جريمة إنسانية يندى لها جبين "ملوك الطوائف الطاغية والمتحكمة فى مقدرات الشعب اللبنانى" ليصبح لبنان رهينة فى قبضة الشيطان الطائفى المتفرد بالسلطة دون غيرة، وتجاهله محاكمة الجناة فى إنفجارا مرفأ بيروت أومحاسبة المذنيين فى الإستيلاء على أموال اللبنانيين وعلى البنوك .
ما يفعله حزب الله يشكل بحق جريمة تعبر عن مدى الإنحطاط السياسى والأمنى والأخلاقى والوطنى بحق شعب عاش تحت رحمة التجاذبات الطائفية والمذهبية، وأوهام شعارات كاذبة ومضلله بإفشالها لكل مساعى المصالحة الوطنية، وغياب ظهور "رجل دولة" يعرف حقيقة الحفاظ على شعب ووطن، مثلما فعل رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى الذى أراد بناء لبنان الدولة تحت شعار “توحيد السلاح " بيد الجيش اللبنانى"، ولكن الرافضون لم يمهلوه ليغدروا به فى أبشع جريمة شهدها العالم إلى أن سقطت الدولة اللبنانية ومعها مفهوم الوحدة الوطنية على وقع زلزال جديد كشف حجم خيانتهم جميعا للشعب اللبنانى واللعب على قوت يومة.
ومع غياب الضمير غاب الوطن وتاهت معالمة بين أمراء الحرب والساسة تجار الدين والسلاح، تاركين الساحة اللبنانية مرتعا خصبا لشيطان الطائفية يتسلل من بين أجسادهم وعقولهم وبشعارات مضللة وعناوين كاذبة، لتنتهي  حقا ويقينا بمقاومة "حزب نصر الله " ليس للعدو الإسرائيلي، بل للشعب والدولة اللبنانية وإختطافها لحساب " ولاية الفقية ".