التقى عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، مع مارتن تشونجونج، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، حيث جاء اللقاء استكمالا للمباحثات بين الجانبين لتدشين شراكة مؤسسية فعَّالة بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي، والاتفاق على آليات تقديم البرلمان العربي لمبادرات حول القضايا ومصالح الدول العربية وأولويات الشعوب العربية.
وجاء اللقاء في إطار الزيارة التي يقوم بها العسومي إلى جنيف لاستكمال العلاقات المؤسسية بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي وتوقيع اتفاق التعاون الفني والمؤسسي.
وخلال اللقاء، ثمّن تشونجونج الجهود التي يبذلها البرلمان العربي خلال الفترة الماضية تحت ريادة رئيس البرلمان العربي دفاعًا عن المصالح والقضايا العربية وهذا ما توج ببعض النجاحات داخل إطار الاتحاد البرلماني الدولي.
وأعرب تشونجونج عن تقديره للأجهزة الجديدة التي استحدثها البرلمان العربي خاصة مركز الدبلوماسية البرلمانية والمرصد العربي لحقوق الإنسان، ومقدرًا حرص معالي رئيس البرلمان العربي في الدفع قدمًا بمأسسة العلاقة بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي، وعلى المبادرات التي يتبناها في مجال دعم وتمكين المرأة العربية ومجالات حقوق الإنسان، والاهتمام بمجال العلوم وربطها بالسياسة والبرلمان.
وأشار بيانٌ صادرٌ عن البرلمان العربي إلى أن اللقاء تناول عددًا مهمًا من القضايا الرئيسة، وفي مقدمتها قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وعدم تسييس قضايا حقوق الإنسان، واحترام العادات والثقافات الوطنية كمبادئ أساسية.
وذكر البيان أن المباحثات مع مارتن تناولت قضية المرأة، بصفته رئيس المنصة العالمية لنصراء المرأة ومن ضمن المدافعين الدوليين عن قضايا المساواة وحقوق المرأة ومشاركة المرأة في السياسة.
وبدوره، أكد رئيس البرلمان العربي أهمية التعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي في توضيح الصورة لدى المؤسسات والبرلمانات الإقليمية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والبعد عن تسييس القضية، ويجب العمل المؤسسي حتى لا يخرج العمل في مجال حقوق الإنسان عن نطاقه وعن الواقع الفعلي.
وأضاف العسومي أنه "يوجد بعض التحديات أو القصور في بعض الدول، ولكن هناك إيجابيات كثيرة ومتعددة، ويجب التعاون في مواجهة التحديات والعقبات التي تواجه قضايا حقوق الإنسان، وليس الانتقاد وتسييس الموضوع ومحاولة الضغط على الدول"، منوهًا إلى ضرورة مراعاة الاختلافات في العادات والتقاليد والثقافات بل والدين أيضًا بين العرب والغرب.
ومن ناحيته، أكد الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي أن هناك مجموعة من المبادئ والأسس التي يجب أن تتبنى عليها العلاقات بين الدول وأهمها احترام سيادة الدول وخصوصياتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومراعاة الخصوصية الثقافية والدينية والعادات والتقاليد بين الدول، معتبرًا إياها أمور رئيسة في بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسة لتعزيز حقوق الإنسان في الدول العربية.
وأعاد رئيس البرلمان العربي التأكيد على أهمية التعاون في قضايا حقوق الإنسان والبناء على الإيجابيات لتحقيق الأهداف المرجوة لصالح الشعوب.
وفي مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أوضح رئيس البرلمان العربي أن تشتيت الجهود الدولية والإقليمية والوطنية وتعدد المبادرات سببًا في حدوث نتائج ملموسة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
وشدَّد العسومي على حرص البرلمان العربي على أن تكون له المبادرة في تنسيق الجهود البرلمانية الإقليمية والدولية، ونوه إلى حرصه على دعم دول الساحل لمواجهة الإرهاب والتأكيد على إعلاء المصالح الإنسانية على المصالح السياسية الضيقة.
