يوميات الأخبار

حلم النهايات

صالح الصالحي
صالح الصالحي

نحلم بنهايات سعيدة وقريبة لأمور عديدة منها السد الإثيوبى وكورونا والتوك توك

هل انتهت الكورونا..؟

هذا السؤال طرحناه العام الماضى مع انحسار الموجة الثانية، وانخفاض الوفيات والإصابات.. وأصبح الناس يحلمون ويتنفسون بدون الإجراءات الاحترازية التى طال أمدها.. صحيح الملتزمون بها قلائل.. ولكنه القلق المخفى المنكر للأزمة رغم الوفيات العديدة التى طالت كل قريب لدى كل مصرى.. إنه طوفان الموت الذى أحاط بالكثير والكثير.. ولكنها طبيعة الإنسان التى تمل من طول أمد أى شيء يغير من عاداته وطبيعته، فما بالك بوباء فرق بين الناس ومنع التآلف والتزاور بينهم.. صحيح خالف الكثير منا هذه الإجراءات لكن حتماً المخالف يكمن الخوف فى نفسه من الوباء على نفسه وأسرته ومن حوله.

التصريحات الرسمية تؤكد أن الوباء موجود، ولابد من اللقاح حتى مع التحورات الجديدة والخطيرة للفيروس، لكنها المحاولات الإنسانية الحثيثة لمواجهة وباء غامض بدأ الناس يستأنسون وجوده ويتعايشون معه، فعادت الأفراح وسرادقات العزاء وماطل العديد من البقاء فى تجمعات خارج المنزل.. كل ذلك وهم يرون الأمل يلوح فى الأفق فى الخارج فى تجمعات رياضية وفنية بعدما  تلقت شعوب هذه البلاد اللقاح.. لكنه الأمل المحفوف بالخطر الذى لا يتخلى عن الإجراءات الاحترازية سبيلاً للنجاة من هذا الوباء حتى إشعار آخر!!

نتذكر فى مثل هذه الأيام بالأمس القريب كنا نؤدى فريضة الحج ونقوم بالمناسك متحررين من كل القيود فى مشهد يتدفق فيه الناس من كل فج عميق لأداء هذه الفريضة، ومع العام الثانى على التوالى بدون حج من خارج المملكة العربية السعودية، ينتابنا الحنين والشوق للمناسك للتزاور وللاختلاط.. بل لكل عاداتنا التى عشنا وتربينا عليها والتى أصبحت بين ليلة وضحاها نذيراً لخطورة وانتشار الوباء. الأمل كل الأمل فى رحمة ربنا سبحانه وتعالى برفع هذا الوباء، لنعود مرة أخرى لحياتنا الطبيعية التى اعتدنا عليها، فكثيراً ما أصابنا الملل من هذه النعم التى شعرنا بالشوق إليها، بل وطال شوقنا لها.

فى سؤال يطرح نفسه إلى متى سيظل الوباء اللعين؟!.. لا أحد يعلم حتى الآن.. هناك محاولات للسيطرة على انتشاره قد تفلح وقد لا!! وباء الكورونا درس موجع تألمنا ومازلنا نتألم.. وأى مدقق يرى انه لا كتالوج له، يصيب كل انسان بشكل مغاير عن إصابة غيره حتى للمخالطين تحت سقف واحد تجد الأعراض مختلفة وتجد مصاباً وآخر لم تدركه الإصابة رغم إنه مخالط!!.. غريب هذا الوباء، الذى جاء ليهذبنا ويدفعنا للتوبة وأن نمحو كل حقد وغل من نفوسنا.. فالمرض قريب والموت أقرب.. وكله بمشيئة الله.

أسئلة حول السد الإثيوبى

لماذا تعلو أزمة السد الإثيوبى فوق كل المشكلات؟.. هل لأن مسألة المياه هى مسألة أمن قومى -حياة أو موت- أم لأن المفاوضات وصلت لطريق شبه مسدود مع مجيء الملء الثانى للسد واستفادة إثيوبيا بموسم هطول الأمطار دون توقيع اتفاق ملزم!!.. والأسئلة العديدة المطروحة من المهتمين ورجل الشارع التى بدأت تتردد على لسان المسئولين المصريين بشأن استحالة الاستمرار فى مفاوضات إلى ما لا نهاية.

وأسئلة أخرى عما هو الردع لجعل إثيوبيا تلتزم باتفاق يتماشى مع القانون الدولى.. ويحفظ لدول المصب حقوقها فى فترات الجفاف؟.. واسئلة أخرى ماذا إذن مصر فاعلة للحفاظ على أمنها المائى الذى بات قضية جوهرية وشديدة المساس على المدى البعيد؟

أسئلة عديدة وعديدة لم تغب عن المفاوض المصرى الذى جلس على مائدة المفاوضات على مدار أكثر من عقد من الزمان انتهى المطاف إلى الذهاب لمجلس الأمن لتدويل قضية السد على الرغم من عدم غياب اشكالية المصالح للدول صاحبة الكلمة العليا فى قرارات مجلس الأمن، ولكنها كانت خطوة ضرورية بعدما ذهبنا للاتحاد الافريقى فى أكثر من جولة والذى لم يقدم سوى أمله ورغبته فى العودة للجلوس على مائدة التفاوض، واظهار حسن النوايا من جميع الأطراف، وهو الأمر الذى غاب عن الجانب الإثيوبى. فأصبح يماطل فى مد أمد المفاوضات جولة بعد أخرى.. وبدأت السودان تتضرر بالفعل من الملء الأول، وعلى الرغم من عدم تأثر مصر حتى الآن بسبب وجود سد أسوان واحتفاظها بمخزون من المياه.. لكن يؤكد جميع الخبراء انه حل مؤقت فى وقت تعلن فيه إثيوبيا العداء. وتؤكد ان السد قضية كيان ووجود.. وتريد أن تذهب تحت شعار تبادل المنافع بين الأطراف الثلاثة، والتى يقصد منها وفقاً لتحليل الخبراء أن تتخلى مصر والسودان عن بعض الزراعات التى تحتاج لكميات من المياه وتستوردها من إثيوبيا!!.. أى منطق هذا الذى يتحدثون به فى حقوق أساسية لمجرى مائى دولى تتشارك فيه العديد من الدول!!

وتتصاعد التصريحات الرسمية الاثيوبية التى لا يغيب يوم إلا وتزج بكلمة العمل العسكرى.. هى تريد أن توقع مصر والسودان فى عمل عسكرى تصبح فيه بيوم وليلة فى صورة الضحية بعدما تجردت من انسانيتها فى اقليم تيجراى وحرمت أبناءه من كل الحقوق الانسانية.. يبدو أنها عشقت الحروب الخاسرة وتريد فقط أن تحقق انتصاراً زائفاً تواجه به شعبها على حساب حبس المياه غير المشروع عن دولتى المصب، تحت دعاوى التنمية وتوليد الكهرباء على الرغم من اعلانها اقامة عشرات السدود على النيل الازرق.

مصر لن تخسر قضيتها العادلة.. وفى تقديرى أن ذهابها لمجلس الأمن لم يكن إلا لتوثيقها لتدويل القضية.. والذى أرتأى عودة المفاوضات والكف عن التصريحات من جميع الأطراف.. وكأنه الحل لوقف الملء الثاني!!

قضيتنا اتفاق ملزم قبل الملء الثانى وأثناء الملء الثانى.. لاننا نخشى فترات الجفاف والجفاف الممتد، ولكنها المراوغة وسياسة الأمر الواقع.
صحيح لم تكشف القيادة السياسية عن الخطوات النهائية، ولكنها عازمة على كسب قضيتها فى ظل خيارات مفتوحة لعدالة القضية.. فلن تعطش مصر ولن تجف أرضها، وسيظل النيل يجرى على أرض مصر بإذن الله.
التوك توك واقع مؤسف

هل غدا التوك توك أمرا واقعا بتقنين الحكومة أوضاعه العشوائية التى تثير القبح أينما يسير فى شوارع القاهرة المحروسة.. هو يشعر انه فوق القانون من سير عكس الاتجاه وقيادة لاطفال أو آخرين يترنحون من المخدرات التى يتعاطونها، فلا يبالون بأى احترام للمارة أو السيارات أو أى أمر.. وهل بتقنين هذا الكائن السرطانى نحافظ على مورد رزق لاصحابه.. وتأمين وسيلة مواصلات آمنة للمصريين؟!
وهل ستنجح الحكومة فى هذا الأمر أم أنها ستفشل مثلما حاولت فى المرتين السابقتين فى أعوام ٢٠١٨ و٢٠١٩ الماضيين بطرح فكرة استبداله بسيارات «مينى فان»؟!

الأمر ليس بهذه السهولة.. وليس معنى وجود أكثر من ربع مليون مركبة انه أصبح أمرا واقعا.. وخاصة أن تقنين هذا الوضع يسمح باستمرار هذا القبح.. ولن تجدى المطاردات البوليسية معه فى الشوارع كثيرا.

فى تصورى أن الاقبال على التقنين من أصحاب المركبات سيكون ضعيفا.. ولن تدفعهم مطاردات البوليس لهم فى الشوارع ومصادرة التوك توك غير المرخص لتقنين الأوضاع.. إذن ستتحول لقضية كر وفر على حساب الوجه الحضارى لشوارع العاصمة.. التى احتل التوك توك أفضل وأبهى ميادينها.. بدأت من وسط البلد مقر وزارة الداخلية القديم.. ومرورا بمنطقة لاظوغلى منطقة الوزارات.. وحتى جاردن سيتى بلا ضابط ولا رابط.. وأرى انه لا جدوى من استمرار وجوده فى العاصمة.. وإذا كانت محاولات التقنين لايجاد قاعدة بيانات، لكن سيتم هذا الأمر على حساب أمان وتحضر وما تبقى من وجه القاهرة.
الدنيا حر نار

مازالت موجة الحر الرهيبة تملأ الجو.. ارتفعت الحرارة إلى درجات عالية.. أعتقد أنها فى بعض الأحيان تخطت الأربعين درجة..

وبدون مقدمات أصبحت الدنيا حر، حر نار جهنم.. وكأن الحر المجنون فك أصفاد شياطين الجحيم ليعبثوا بالبشر ويقذفوهم بألسنة اللهب فى وجوههم لتفتك بهم وبأعصابهم.

هذا الجو الرهيب أثر على أعصاب العباد وجعلهم لا يطيقون حتى أنفسهم.. ولأننى واحد ممن أثر الحر على أعصابهم.. أخذت أحدث نفسى، وكأننى أصابنى جنون الحر..

بصراحة استغللت وجودى فى مكتبى حيث التكييف الذى لا تشعر بوجوده.. ولا أعلم هل ذلك من شدة الحر أم أنه عيب أو ضعف فى التكييف. ولم لا.. فإذا أثر الحر على أعضائنا البشرية فإنه سوف يؤثر بالطبع على التكييف وما شابه من آلات.

أعود إلى مكتبى حيث أسندت ظهرى على مسند الكرسى الذى أجلس عليه.. وأسندت ذقنى على يدى واستغرقت فى حالة تفكير عميق.. أيوه مع الحر الشديد.. وللعجب أنتابتنى حالة عجيبة.. تنهيدة من الأعماق.. وسرحت بعينى فى فراغ.. واسترخت كل أعضاء جسدى.. وأصبحت مهيأ تماما للتفكير فى أمر ما مهم أو شديد الأهمية.. إلا أننى وجدتنى أفكر فى لا شىء.. فى الفراغ.. حاولت أن أبحث عن هذا الفراغ لأجدنى أصطدم بالسراب.. وظللت على هذه الحالة لمدة طالت أو قصرت لا أعلم.. أبحث عن فراغ ثم سراب كونى.. دورت عنه فى كل مكان وموش لاقيه.. وفى الحقيقة أننى لن أجده أبداً لأنى لو وجدته ومسكته أو تمكنت منه بأى شكل لم يعد فراغا.. أصبح شيئا ملموساً وليس سراباً هذا السراب الذى ينتشر كثيرا ونحن نسير فى الطرقات خاصة مع الحر الشديد..

فالسراب مرتبط وجوده بارتفاع حرارة الشمس.. هذا السراب إذا عثرت عليه لم يعد سراباً بل يصبح واقعاً.. وأخيراً وبعد فترة من الحالة التى انتابتنى بسبب الحر الشديد سألت نفسى لماذا أفكر فى الفراغ أو السراب.. ولكنى بالطبع لم أجد إجابة على هذا السؤال ولن أجد إجابة عليه.

على أية حال هى حالة شعرت معها أننى تخلصت من الحر الشديد ولكن وجدتنى بعد أن عدت من هذه الحالة قد غرقت فى العرق الذى تصبب منى من شدة الحر مع تكييف مكتب عايز تكييف.. هذا ما يفعله الحر بنا!.
بطولات

يبدو أن هذا أسبوع النهايات والتتويج فى البطولات الكروية.. شهد فجر الأحد نهائى بطولة كوبا أمريكا والتى توج بها الأرجنتين بطلاً لأمريكا الجنوبية على حساب البرازيل.. وفى المساء حصلت إيطاليا على كأس أوروبا فى ويمبلى بلندن بعد تغلبها على انجلترا.

وبإذن الله سيتوج الأهلى ببطولة أفريقيا السبت القادم.. وهى البطولة العاشرة..

يبدو أن هذا فأل طيب بقرب تحقيقنا لنهايات مشكلات طال أمدها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي