قاعود: الحج يربي المسلم على التوازن فى حياته

الحج يجمع مقاصد العبادة من ذكر وصلاة ودعاء
الحج يجمع مقاصد العبادة من ذكر وصلاة ودعاء

نستعد خلال الأيام المقبلة لموسم الحج، ومن مقاصد الحج تربية المسلم على التوازن فى حياته فكيف يكون المسلم متوازنا فى عبادته ومعاملاته سواء كان حاجا لبيت الله الحرام أو لم يحج ؟ هذا ما يوضحه الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف بقوله: الإسلام دين وسطية لم يأمر بأمر فيه ضرر أو إجحاف، بل كل أوامره ونواهيه تصب فى مصلحة من ينتمى إليه قال تعالى :(ليشهدوا منافع لهم )، فالحج يجمع بين مصالح الفرد الدنيوية من بيع وشراء وغيرها وبين مقاصد هذه العبادة من ذكر وصلاة ودعاء وغير ذلك.

ويضيف :الإسلام لم يمنع شيئا إلا وأباح أشياء أخرى وهذا عين مراعاة حاجات الانسان،وفى أيام الحج نتأمل هذه القيم، ليعيش المسلم متوازنا فى حياته بلا إجحاف أو تقصير ففى ظل جائحة كورونا والتعرض لخطرها فى العالم بأجمعه رأى القائمون على شئون الحج قصر أداء الفريضة هذا العام على المقيمين فى المملكة ومنع الوافدين اليها وهذا قرار صائب متوازن بين أداء الفريضة وصحة الإنسان، لأن حياة الإنسان قبل البنيان والساجد قبل المساجد وحماية النفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة، قال الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )لأنه دين مبنى على التيسير لا التعسير والتبشير لا التنفير قال تعالي:( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
ويؤكد: ومن مقاصد الحج التعود على الانضباط فالمسلم لابد أن يعتاد على الانضباط فى حياته ومع الآخرين وأيضا النظام والالتزام بأدب الحديث من خلال اتباع الترتيب فى أداء النسك فالطواف من الحجر الأسود والكعبة تكون على يسار الحاج والسعى يبدأ من الصفا وينتهى بالمروة ثم التحلل وبعده الوقوف بعرفة ثم مزدلفة فرمى الجمرات وهكذا يتعود الترتيب فى الشعائر.

هذا بالنسبة للحاج أما غير الحاج فيقول الله تعالى :(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أى خيارا أو معناها عدلا والعدالة صفة وصف الله بها الإسلام ويظهر ذلك فى حياة المسلم وعبادته وأخلاقه، فعليه أداء العبادات وفق شروطها وأركانها مع عدم إهمال حاجات الانسان الاخرى من الطعام والشراب والملبس دون إسراف واللهو المباح لأن الدنيا فيها الجد وفيها اللهو الذى يروح عن النفس لتنشط للعبادة من جديد،وأيضا علاقاته الإنسانية مع أهله وأقاربه ومن حوله تكون متوازنة بضوابط الدين والأخلاق وأيضا فى إنفاقه يلزم الاعتدال لأن المال يلزم الإسراف أو التقتير.