شكرى لوكالة «أسوشيتد برس»: مصر‏ مستمرة فى السعى لحل سلمى لأزمة السد

سامح شكري وزير الخارجية
سامح شكري وزير الخارجية

كتبت/ هبة طنطاوي

أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر ستتخذ أى إجراءات ضرورية لحماية ‏شعبها وحقوقه ‏المائية، معتبراً أن أزمة سد النهضة تمثل تهديداً وجودياً لمصر.

وأوضح شكري، فى مقابلة مع وكالة « أسوشيتد برس» الأمريكية، أن مصر والسودان لجآ إلى مجلس الأمن الدولى بسبب التهديد الوجودي، الذى يمثله السد على شعبيهما.

و‏رداً على سؤال حول احتمال اتخاذ إجراء ‏عسكرى فى ملف سد النهضة، شدد على أن مصر‏‎ ‎ستستمر فى السعى لحل سلمى للنزاع.

‏وأضاف: ‏‏«حتى الآن، للأسف، لم يظهر إخواننا الإثيوبيون المرونة أو الاعتدال ‏اللازمين اللذين يمكن أن ‏يؤديا إلى اتفاق‎» .

واعتبر وزير الخارجية، أن مشروع القرار الذى قدمته تونس فى مجلس الأمن بشأن ‏سد النهضة يشجع الدول على الاستمرار فى حل الصراعات من خلال السبل السلمية وإجراء ‏محادثات.‏

وأضاف أن مصر تؤمن بأن معظم الدول الأعضاء فى مجلس الأمن يدركون أهمية التطرق إلى ‏تلك القضية، ومن ثم ترى مصر أنه من حيث المبدأ وبناء على المسؤولية التى يتحملها مجلس ‏الأمن، يجب ألا تكون هناك معارضة لمشروع القرار داخل المجلس.

‏ وأشار إلى أن رسالته، خلال جلسة مجلس الأمن، هى أن المحادثات يجب أن تصل إلى نتائج.

وأضاف أن مشاركته فى الجلسة هدفها حث مجلس الأمن على مطالبة مصر والسودان وإثيوبيا ‏بالتفاوض على قواعد ملزمة فى غضون ستة أشهر بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وشدد على أن ‏‏10 أعوام من المفاوضات حول السد فشلت فى ضمان استمرار تدفق المياه بكميات كافية ‏للسودان ومصر التى يعتمد فيها 100 مليون شخص على مياه نهر النيل كمصدر وحيد للمياه.‏

واعتبر شكري أن مشروع القرار يوفر أفضل طريقة لضمان حصول إثيوبيا على المميزات ‏المترتبة على بناء السد فى مجال التنمية، وفى الوقت ذاته تجنب الإضرار بمصر والسودان. ‏

كما أشار إلى أن مصر تغلب الطبيعة الصحراوية على 95% من مساحتها، ويعتمد 60% ‏من سكانها على الزراعة فى معيشتهم، ومن ثم يجب أن تكون هناك قواعد قانونية ملزمة تحكم ‏ملء خزان السد وتضمن أن إثيوبيا ستقوم بملء السد بطريقة مسؤولة فى حال حدوث جفاف أو ‏جفاف ممتد، وذلك بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية والقواعد الدولية التى تحكم هذه المسألة»‏.

وبخصوص مشروع القرار، قال شكري: «نحن بالتأكيد نؤيده ونعتقد أنه قرار متوازن‏‎»، ورأى ‏أنه يعزز الدور الرئيسى لرئيس الاتحاد الأفريقى فى إدارة مفاوضات بصيغة مُحسَّنة‏ للتوصل ‏إلى سبل لحل العقبات التى تحيل دون التوصل لنتيجة للمحادثات‏.

وأشار إلى أن تناول مجلس الأمن لهذا الملف لن يشكل سابقة للمناقشات المستقبلية حول ‏قضايا المياه، وأضاف أن رسالته لإثيوبيا هي: «أنه تم التوصل لاتفاقيات من هذا النوع فى أفريقيا، ‏من ضمنها فى السنغال والنيجر، وفى أوروبا وآسيا حول مشاركة مياه الأنهار التى تعبر ‏الحدود».