عاجل

يحدث فى مصر الآن

عندما كنت فى قناة السويس

يوسف القعيد
يوسف القعيد

يوم الأربعاء تحركت السفينة إيفر جيفن باتجاه بور سعيد. بعد تسوية المشاكل الناتجة عن جنوحها منذ 23 مارس، بعد مائة يوم. وسُوىَّ الأمر مالياً مع قناة السويس ممثلة فى الفريق أسامة ربيع رئيسها. ولم تُعلن التسوية التى أدت للإفراج عنها.
على أن تتوقف فى ميناء بور سعيد لمعالجة بعض الآثار السلبية فيها. ربما كانت ناتجة عن توقفها عن الملاحة لمدة مائة يوم. ثم تستكمل طريقها متجهة إلى روتردام فى هولندا. وهى سفينة حاويات من الدرجة الأولى وتُعد من أكبر السفن فى العالم. وتُشغِّل السفينة شركة تايوانية هى إيفر جيفن البحرية، مسجلة فى بنما.
جنحت السفينة أثناء عبورها قناة السويس فى رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى هولندا مما أدى لانسداد القناة. وانتظار 422 سفينة لم تتمكن من العبور بسبب جنوح إيفر جيفن. وهذا أدى إلى مطالبة هيئة القناة بتعويضات مالية قدرها مليار دولار بسبب الخسائر التى أدت إليها عملية جنوح السفينة وتوقف حركة الملاحة فى القناة.
ولكن جرت مفاوضات، أفرجت هيئة القناة عن السفينة بعد تسوية مالية سرية لم يعلنها أى من الطرفين. مسئولية ما جرى تقع على عاتق رُبَّان السفينة. والسفينة سليمة رغم بقائها فى القناة مدة مائة يوم. ومن المؤكد أن هناك حالة سعادة كاملة بإنهاء الأزمة. سواء لدى السفينة التى أُفرِج عنها وتُرِكت تكمل مشوارها. أو لدى هيئة قناة السويس.
الرأى العام المصرى والعالمى تابعا موضوع السفينة. والرئيس السيسى زار المنطقة. قالت شركة إيفر جيفن إن السفينة جنحت بسبب الرياح غير المتوقعة. وكانت السفينة الخامسة من بين مجموعة من السفن المتجهة شمالاً. وهكذا أصبحت حركة المرور فى الاتجاهين متوقفة بشكل تام، ومع مرور الوقت أدى لزحام السفن بالاتجاهين.
قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة لن تدخر جهداً فى ضمان استعادة الملاحة وخدمة حركة التجارة العالمية. وأفاد أن جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 فى أمان، وأنه لم ترد تقارير عن إصابات أو تلوث. قال خبراء الأرصاد الجوية المصريون إن الرياح العاتية وعاصفة رملية أثرت على المنطقة مع هبوب رياح تصل سرعتها 50 كيلو مترا فى الساعة.
وقال الفريق أسامة ربيع فى مؤتمر صحفى عُقد يوم 27 مارس إن الأحوال الجوية ليست السبب الرئيسى لجنوح السفينة. مضيفاً ربما كانت هناك أخطاء فنية أو بشرية. كل هذه العوامل سوف تظهر فى التحقيق.
وقتها كان من حسن حظى أن دعتنى الإعلامية القديرة لميس الحديدى صاحبة البرنامج المتميز: كلمة أخيرة. للسفر إلى القناة. وقد كنت هناك، ورأيت أحد فصول الحدث بالعين المجردة. وتحدثت معها عن سخرة الفلاحين المصريين لحفر قناة السويس فى القرن التاسع عشر. وهو الموضوع الذى اهتممت به كثيراً من قبل. فقد جرت دماء الفلاحين المصريين الذين حفروا القناة سخرة أى بدون أجر. جرت دماؤهم فى القناة قبل أن تجرى فيها المياه.
كان حفر القناة سخرة موضوع رسالة الدكتوراة للدكتور عبد العزيز الشناوى. وهو يرقى للعمل الفنى. وكانت هناك نية عمل درامى عن الحفر.