مصنع المستنسخات| النحات أحمد حسين.. فتنته الآثار فاحترف تقليدها

 النحات أحمد حسين
النحات أحمد حسين


ينزوي النحات أحمد حسين على مقعده منفرداً في مصنع المستنسخات الأثرية في مدينة العبور، وأمامه قطعة من مادة رمادية الشكل تشبه الصلصال وقطعة حديد معدنية رفيعة يحاول استخراج صورة تشبه التمثال التي يضعها أمامه، لتبدأ ملامح التمثال تتشكل تدريجيا ليظهر «رأس أبو منجل ذو المنقار الطويل» وجسم إنسان يعود إلى تمثال (تحوت) إله الحكمة عند الفراعنةن والذي يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، واعتبره قدماء المصريون من  علمهم الكتابة والحساب، وترتبط أسطورته بدور الوسيط بين آلهة الخير والشر.

 

احترف أحمد حسين مهنة النحت في عام 2000 بعدما أن ساقه شغفه لحب الآثار حتى أصبح من أمهر النحاتين التابعين لوزارة السياحة والأثار، حيث يجلس أحمد 5 ساعات يومياً على كرسيه داخل غرفة النحت ينحت جميع أشكال القطع الأثرية المستنسخة بأحجامها المتفاوته.

 

اقرأ أيضا|

 

فكانت البداية باستنساخ تابوت توت عنخ آمون بحجم الطبيعي حيث ظل 6 أشهر يعمل عليه يومياً هو وزملائه 5  بقسم النحت لما له من تفاصيل كثيرة وأجزاء المطعمة بالأحجار الكريمة، ثم توالت بعدها القطع الأخرى.

يشرح أحمد قائلاً: مراحل استنساخ القطعة الأثرية بتخلف من تمثال لآخر فبعض التماثيل تأخذ أسبوع وتماثيل أخر رغم صغر حجمها تأخذ 15 يومياً، فنبدأ بمرحلة النحت ثم قالب هالك حصل منه على قطعة واحدة من المنحوتات ثم نسخة الجبس والتي يتم نقش التفاصيل عليها.

يستخدم أحمد مواد عديدة في صناعة المنحوتات خبرته بالمجال جعلته أكثر دقة في تحديد أنسب الخامات التي يبدأ بها القطعة دون إهدار خامات وكيف يتم نحتها، بالرغم من أن تمثال تحوت هو تمثال خشبي، لكن قرر نحته أولا بمادة  البليستوسين والتي تحافظ على نعومتها وسهولة تشكيلها طيلة الوقت دون أن تجف لذا كان ذلك الأختيار الأفضل من أستخدام الطين لأن حرارة الجو ستجعله يجف سريعاً ويسبب شقوق لا يمكنه نقش التفاصيل عليه.

 

من ملف:  حكايات من مصنع المستنسخات