إثيوبيا.. التضخم يبتلع العاصمة والمجاعة تفتك بالشمال

الحرب الأهلية تضع إثيوبيا رهناً لمستقبل مجهول
الحرب الأهلية تضع إثيوبيا رهناً لمستقبل مجهول

كتبت: نوال سيد عبدالله:
كشف تقرير حديث للجهاز المركزى للإحصاء عن أن معدل التضخم فى إثيوبيا ارتفع بنسبة 19.7٪ فى مايو 2021 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. فى حين ارتفع معدل التضخم الإجمالى بنسبة 19.9٪ كما أشار التقرير.

ووفقًا للتقرير، يمثل تضخم الغذاء أكبر معدل تضخم عند 22.6٪، بينما ارتفع التضخم غير الغذائى بنسبة 16.5٪ اعتبارًا من مايو 2021. وأفاد التقرير أن متوسط معدل التضخم المتحرك لمدة 12 شهرًا يشير إلى ارتفاع التضخم على المدى الطويل.. واستمرت أسعار الحبوب فى الارتفاع خلال الشهر الجاري، الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى ارتفاع معدلات تضخم الغذاء. بالإضافة إلى استمرار الزيادة فى أسعار زيوت الطعام واللحوم والزبدة والتوابل والقهوة وقد ساهم الشهر الحالى فى ارتفاع معدل التضخم.

وأفاد التقرير أن التضخم فى المواد غير الغذائية ارتفع بنسبة 14.8٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكانت الأسباب وراء ارتفاع أسعار الكحول والتبغ والملابس والأحذية وإصلاح المساكن وصيانتها (الأسمنت وصفائح الحديد المموج) والطاقة (الحطب والفحم) والرعاية الطبية والنقل (الوقود) والمجوهرات (الذهب) لمثل هذا الارتفاع فى التضخم.

ووفقًا للبيانات، على مستوى الدولة، أظهر الرقم القياسى العام لأسعار المستهلك (مؤشر أسعار المستهلك) لشهر مايو 2021 زيادة بنسبة 2.2٪ مقارنة بالشهر السابق.

ولفهم حصيلة حركة السوق هذه، تحدثت مجلة أديس ستاندرد إلى بعض سكان أديس أبابا. وقال المواطن ماستوال بيرو: «لا نرى زيادة فى رواتبنا الشهرية لكن تكلفة المعيشة فى العاصمة تزداد يومًا بعد يوم»، وواصل شرح الخسائر التى تكبدها أسلوب حياته، « الآن أنا فى المنتصف أعيش ولا أعيش. الحكومة لا تسيطر على الأسعار والتجار يفعلون ما يريدون «.

وفى سياق آخر، نشرت شبكة سى إن إن الأمريكية تقريراً مفصلاً حول الظروف السيئة التى يعيشها سكان مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراى شمال إثيوبيا، والذى يعانى من نفاد الغذاء والوقود.

وأدى انقطاع الاتصالات فى المنطقة، منذ انسحاب القوات الإثيوبية وإعلان وقف إطلاق النار الأحادى من جانب أديس أبابا الأسبوع الماضي، إلى صعوبة تحديد الوضع فى تيجراى وعاصمتها ميكيلي. لكن تمكنت الشبكة الأمريكية من التواصل مع مراسلها الميدانى فى الإقليم الذى أفاد بأن الحصار الذى تفرضه القوات الإثيوبية على تيجراى مستمر منذ 25 يونيو الماضي.

وأوقفت الحكومة الفيدرالية جميع الرحلات الجوية إلى ميكيلي، وأخبر شهود عيان شبكة سى إن إن أن ميليشيا الأمهرة والقوات الحكومية الإثيوبية يعرقلون الطرق المؤدية إلى المدينة. كان هناك تعتيم كامل للخدمات هناك- من الكهرباء والهاتف والإنترنت- منذ ما يقرب من أسبوع، حسب المراسل الميداني.

وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، لا توجد مياه جارية فى معظم المنازل. وأضاف التقرير أن البنوك لا يمكنها العمل لأن شبكتها معطلة، لذلك لا يستطيع الناس الوصول إلى أموالهم الخاصة.

ومع تدمير جسر تيكيزى الأسبوع الماضي، والتدمير المستمر لأشهر للمزارع والأدوات الزراعية التى تمنع المزارعين من الزراعة، من قبل قوات المليشيات الإثيوبية والإريترية والأمهرة-كما تشهد بذلك الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى- هناك مخاوف حقيقية من أن الطعام سيبدأ فى النفاد. وأكد التقرير أن هناك خطوط وقود واسعة فى محطات الوقود القليلة فى جميع أنحاء المدينة التى لا تزال مفتوحة، لكن معظم المحطات أغلقت بالفعل.

ومن جهته، قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية) فى تيجراى «هناك الآن أكثر من 350 ألف شخص فى كارثة جوع فى إثيوبيا، وهذا وقت حاسم للمزارعين لزراعة المحاصيل. ليس من الآمن القيام بذلك، فسوف تستمر دورة الجوع وستكون لها عواقب مميتة لشهور قادمة».

ويظهر مقطع فيديو جديد لمذبحة إثيوبيا جنوداً يمررون هواتفهم لتوثيق إعداماتهم لرجال عزل فى اجتماع مجلس الأمن الدولى الاسبوع الماضي. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: «أفاد العاملون فى المجال الإنسانى أنه من الصعب الوصول إلى الأشخاص اليائسين فى تيجراى الآن أكثر مما كان عليه قبل أسبوع واحد فقط.