النقاد: «الإسماعيلية السينمائى» عبر بر الأمان

النقاد: «الإسماعيلية السينمائى» عبر بر الأمان
النقاد: «الإسماعيلية السينمائى» عبر بر الأمان

عبرت‭ ‬الدورة‭ ‬الـ22‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬الدولي‭ ‬للأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬والقصيرة‭ ‬شاطئ‭ ‬النجاح‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تجنح،‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬انطلاقها‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬وظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬سفينة‭ ‬المهرجان‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬بعض‭ ‬العراقيل‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مسارها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬المهرجان‭ ‬برئاسة‭ ‬“القبطان”‭ ‬الناقد‭ ‬عصام‭ ‬زكريا،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المصاعب،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتلافها‭ ‬المهرجان‭ ‬فى‭ ‬دورته‭ ‬المقبلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقييم‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬جيدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬الذين‭ ‬أبدوا‭ ‬رأيهم‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬الأفلام‭ ‬الفائزة‭. ‬

يبدأ‭ ‬الناقد‭ ‬مجدي‭ ‬الطيب‭ ‬تقييمه‭ ‬للدورة‭ ‬قائلا‭: ‬“قبل‭ ‬سفري‭ ‬إلى‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬شعرت‭ ‬أننا‭ ‬سنواجه‭ ‬دورة‭ ‬ضعيفة‭ ‬فنيا،‭ ‬وسبب‭ ‬ذلك‭ ‬المعطيات‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمهرجان،‭ ‬وأبرزها‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس (كورونا)‭، ‬والذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأفلام‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭ ‬للمهرجان،‭ ‬وكنت‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تغيب‭ ‬أيضا‭ ‬الأفلام‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وأعتقدت‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬سيعتمد‭ ‬على‭ ‬الأفلام‭ ‬المصرية،‭ ‬لكن‭ ‬تبدلت‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬تماما‭ ‬بعد‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح،‭ ‬وشعرت‭ ‬أنني‭ ‬أمام‭ ‬حدث‭ ‬فني‭ ‬كبير‭ ‬متنوع”‭. ‬

ويضيف‭ ‬الطيب‭: ‬“هذه‭ ‬الدورة‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬جيدة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬المتميزة‭ ‬وجيدة‭ ‬الصنع،‭ ‬التي‭ ‬تليق‭ ‬بمهرجان‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الأجنبية‭ ‬وحرص‭ ‬بعض‭ ‬صناعها‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬أما‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬أعتذر‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة (كورونا)‭ ‬،‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬الطويلة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التميز،‭ ‬وكما‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬والتحريك‭ ‬أيضا‭ ‬جيدة،‭ ‬وأيضا‭ ‬برنامج‭ ‬أفلام‭ ‬الطلبة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التميز،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬منافسة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مواهب‭ ‬كبيرة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسماعيلية”‭. ‬

ويوضح‭ ‬مجدي‭: ‬“ما‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬المهرجان‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الاحتفاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنجوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬التكريمات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لصناع‭ ‬الأفلام‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬اليد‭ ‬العليا‭ ‬لخروج‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬مثل‭ ‬المخرجون‭ ‬أو‭ ‬مديرو‭ ‬التصوير،‭ ‬وكنت‭ ‬أرى‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لتقديمهم‭ ‬إلى‭ ‬جمهور‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬مع‭ ‬تواجد‭ ‬النجوم‭ ‬كعنصر‭ ‬جاذب‭ ‬للمهرجان”‭.‬

ويشير‭ ‬الطيب‭ ‬أن‭ ‬جوائز‭ ‬المهرجان‭ ‬جاءت‭ ‬معظمها‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬التوقعات،‭ ‬خاصة‭ ‬مسابقة‭ ‬أفلام‭ ‬الطلبة‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬فيها‭ ‬بالجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬فيلم‭ ‬“فرصة‭ ‬أخيرة”،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬الطويلة‭ ‬تستحق‭ ‬جوائز‭ ‬مع‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬جوائز،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬تحديدا‭ ‬تضمن‭ ‬أفلام‭ ‬جيدة‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭.‬

دعايا

ويتفق‭ ‬الناقد‭ ‬وليد‭ ‬سيف‭ ‬مع‭ ‬الناقد‭ ‬مجدي‭ ‬الطيب‭ ‬حول‭ ‬تقييمه‭ ‬للدورة‭ ‬الـ22‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬حيث‭ ‬يراها‭ ‬دورة‭ ‬جيدة‭ ‬أيضا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الدورة‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالبرامج‭ ‬الفنية‭ ‬الجيدة،‭ ‬خاصة‭ ‬اختيارات‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬فني‭ ‬عالي،‭ ‬وخاصة‭ ‬مسابقة‭ ‬التسجيلي‭ ‬الطويل‭. ‬

ويضيف‭ ‬وليد‭: ‬“رغم‭ ‬تقديم‭ ‬دورة‭ ‬جيدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬مازال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تفاعل‭ ‬جمهور‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬معه،‭ ‬والسبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬دعاية‭ ‬كافية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬عصام‭ ‬زكريا‭ ‬رئيس‭ ‬المهرجان‭ ‬يهتم‭ ‬دائما‭ ‬بهذا‭ ‬العنصر‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬النجاح‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمهرجان‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬لكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مسابقات‭ ‬قوية‭ ‬تتضمن‭ ‬أفلام‭ ‬جيدة،‭ ‬خاصة‭ ‬مسابقة‭ ‬أفلام‭ ‬الطلبة،‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬فيها‭ ‬فيلم‭ (‬فرصة‭ ‬أخيرة‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المطبوعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمهرجان‭ ‬كانت‭ ‬جيدة”‭. ‬

ويستطرد‭ ‬سيف‭: ‬“برنامج‭ ‬الاحتفاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنجوم‭ ‬هو‭ ‬تقليد‭ ‬جديد‭ ‬هدفه‭ ‬جذب‭ ‬الجمهور‭ ‬للمهرجان،‭ ‬لكني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬وجود‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬بجانب‭ ‬الفنانين،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجوائز‭ ‬المهرجان‭ ‬فكانت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬منصفة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬أفلام‭ ‬أخرى‭ ‬تستحق‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الجوائز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الأفلام‭ ‬المشاركة‭ ‬جيدة،‭ ‬وأعيب‭ ‬على‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬خاص‭ ‬بجوائز‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة،‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تنويه‭ ‬خاص،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يفقد‭ ‬الجائزة‭ ‬رونقها”‭. ‬

دورة‭ ‬جيدة

أما‭ ‬الناقدة‭ ‬صفاء‭ ‬الليثي‭ ‬فتقول‭: ‬“الدورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬جيدة‭ ‬فنيا‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مسابقات‭ ‬قوية،‭ ‬مثل‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬الطويلة،‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬أفلام‭ ‬قوية‭ ‬ومميزة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬القصيرة‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬الجيدة‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬دون‭ ‬المستوى،‭ ‬ومسابقة‭ ‬أفلام‭ ‬الطلبة‭ ‬كانت‭ ‬مفاجأة‭ ‬المهرجان‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬منافسة‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الطلبة،‭ ‬لكن‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بالجائزة‭ ‬الكبرى‭ (‬فرصة‭ ‬أخيرة‭) ‬كان‭ ‬الأحق”‭. ‬

وتضيف‭ ‬صفاء‭: ‬“أعجبتني‭ ‬احتفالية‭ ‬المهرجان‭ ‬بالنجوم‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬القصيرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬يدعو‭ ‬لجذب‭ ‬الجمهور،‭ ‬لكن‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بجانب‭ ‬النجوم‭ ‬أيضا‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بصناع‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬كما‭ ‬سعدت‭ ‬بالمطبوعات‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬المهرجان،‭ ‬فهي‭ ‬متنوعة‭ ‬ومميزة،‭ ‬وهذا‭ ‬مجهود‭ ‬يحسب‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬المهرجان‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬وتأجيل‭ ‬لمدة‭ ‬عام”‭.‬