مصر.. تستعيـــــــد قوتها الناعمة قفزة فى القطاع الثقافى  وتخطى عقبة كورونا بأفكار خلاقة

الرئيس وضع بناء الإنسان على رأس الأولويات.. وطفرة غير مسبوقة فى الثقافة

السيدة انتصار السيسى
السيدة انتصار السيسى

شهدت الثقافة المصرية حراكًا كبيرًا على جميع المستويات المحلية والدولية، وذلك حين تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية مقاليد الحكم منذ 7 سنوات، الذى أعلن عام 2020 عاما للثقافة والوعي، بهدف ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة، نشر المعرفة والتنوير لحماية المجتمع من أخطار التطرف والتعصب، بعدما عانت الثقافة فى مصر أعواما متتالية من الركود والإهمال، وذلك فى إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة، حيث تلعب الثقافة دوراً مهماً فى مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ودعم القيم الإيجابية فى المجتمع،  وتأكيد الريادة المصرية أمام دول العالم من خلال القوى الناعمة.. تحولات عديدة شهدها سوق الإنتاج الثقافى فى مصر الآونة الأخيرة، فحرصت «الأخبار» على رصد أبرز تلك التحولات، ومدى توافر البنية التحتية اللازمة لضمان نمو القطاعات ذات الصلة بالإنتاج الثقافي، وكيف يمكن تحويل هذا القطاع إلى قطاع مدر للدخل، بما فى ذلك تعزيز فرص النفاذ إلى الأسواق الخارجية.

 

على الرغم من انتشار جائحة كورونا مع بدايات عام 2020، والتى أثرت على العالم أجمع إلا أن الثقافة المصرية استطاعت تجاوز الأزمة وتحدت ڤيروس كورونا وبدأت وزارة الثقافة فى الاتجاه نحو رقمنة محتواها وخدماتها، وكذلك الإعلان عن عدد من المبادرات والجوائز لتشجيع الإبداع والابتكار خاصة للشباب وحثهم على المشاركة المجتمعية وتشجيعهم على القراءة والاهتمام بالفنون وإثراء الفكر والعقل والروح.


فخلال العامين الأخيرين شهدت مصر نقلة ملحوظة فى حجم ونوعية إنتاج الدراما فى مصر، وتفاعل مجتمعى واضح مع هذا الإنتاج، على نحو عكس تحسنا كبيرا فى جودة هذا الإنتاج من ناحية، واتساع سوق هذا الإنتاج من ناحية أخرى، وبالإضافة إلى هذه التحولات المهمة، فقد شهدت هذه السوق متغيرات مهمة ساهمت بدورها فى إنعاشها، ومن أبرز هذه المتغيرات هى الحضور الواضح للدولة، بأشكال ومستويات مختلفة، فى تشجيع هذا الإنتاج، بالإضافة إلى ظهور الشركات كبيرة الحجم.


هذه المتغيرات المهمة، سواء على صعيد عملية الإنتاج أو طبيعة المنتجات نفسها، أو التفاعل المجتمعى معها، ساهمت فى التحليل الأخير فى تنشيط سوق الدراما فى مصر. هذا التناسى فى سوق الدراما جاء على حساب سوق السينما والمسرح خلال العامين الأخيرين كنتيجة طبيعية لتضرر هذا القطاع بتداعيات جائحة «كوفيد-19»، وما ارتبط بها من فرض إجراءات احترازية واسعة. لكن من المتوقع أن تشهد هذه السوق تناميا ملحوظا عقب انتهاء الجائحة، وقطاع الشباب.


كما أن النمو الذى شهدته سوق الدراما، والنمو المتوقع فى سوق السينما والمسرح، يثيران تساؤلات مهمة حول النمو المتوقع فى سوق الإنتاج الثقافى فى مصر، بما فى ذلك حجم الطلب المتوقع على المنتجات الثقافية خلال الفترة القادمة. هذا النمو لا يعود فقط إلى المتغيرات السابق الإشارة إليها لكنه يعود أيضا إلى تزايد الطلـب داخـل المجتمـع المصـرى علـى هـذه المنتجـات نتيجـة التحولات الجاريـة فـى الأنماط الاستهلاكية، وتزايد الوزن النسبى للطلب على السلع الثقافية الترفيهية، خاصة بين الطبقة الوسطى.