كل يوم

المصل واللدغة القاتلة

عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس

حالة من الغليان ضربت أوساط قرية أجهور الكبرى بمركز طوخ فى القليوبية، ففى لحظة من الزمن فقدت البلدة الهادئة أحد شبابها عصر يوم الجمعة الماضى من لدغة ثعبان تسلل سمه إلى جسده.. الأهالى انطلقوا إلى الوحدة الصحية من أجل إسعاف الضحية من السم فاصطدموا بالواقع المرير وانه لا تتوافر اى امصال تقى من خطر الزواحف، فتوجهوا إلى أقرب مستشفى من القرية وهو مستشفى قها الذى يبعد عدة كيلو مترات فلم يكن الوقت كافيا ليلفظ الشاب المسكين أنفاسه وتصعد روحه بعدما وجدت من الإهمال والآلام، ليعود أهله خائبى الرجا وكلهم حزن على فقيدهم وحسرة من وضع الصحة التى يبدو أنها بـ"عافية شوية" .

والشاب الضحية إسلام حسن عبدالعزيز لم يتجاوز العشرينيات من عمره كان قد حضر جنازة خاله صباح ذلك اليوم وشيعه إلى مثواه الأخير ولم يكن يدور فى خلده أن ثعبان مميت ينتظره آخر النهار ليلحقه بخاله عقب ساعات قليلة من عودته إلى منزله ثم توجهه إلى  ارضه الزراعية.

التساؤل  الذى حير عقول الناس لماذا لا تتوافر فى القرى الأمصال اللازمة لمجابهة مثل تلك الحوادث بينما تكثر فى الحضر والمدن التى يقل فيها أخطار مثل تلك الزواحف بحكم الطبيعة.. الأهالى لديهم يقين أن تكون المدن مميزة عن القرى فى مجالات ما..  لكن ما لا يتقبلونه أن يصل ذلك إلى مجال الصحة التى يجب أن ينعم بها كل مواطن يعيش على أرض مصر.

أسئلة كثيرة تدور فى الأفق عقب فقدان أحد شباب القرية من حدث عارض كان من الممكن إنقاذ روحه والحفاظ على حياته من أجل نجليه اللذين فقدا عائلهما الوحيد بسبب غياب فقه الأولويات لدى منظومة وزارة الصحة فتلك الواقعة تدق ناقوس الخطر من أجل توجيه المزيد من الاهتمام بالوحدات الصحية وألا يقتصر دورها على تقديم التطعيمات لصغار السن ومتابعة السيدات الحوامل، فالكبار لهم الحق أيضا فى الحفاظ على حياتهم إذا تعرضوا لأى خطر.

إننى اكتب تلك الكلمات باعتبارى احد ابناء القرية لعلها تصل إلى المسئولين ليبادروا بتصحيح الأوضاع فى الوحدات الصحية بالقرى بما يتماشى مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير الريف المصرى وتحسين حياة المواطنين.