كل سبت

بايدن ومواجهة تأخر ت7عقود

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

قبل 72 عاما وعندما تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949  على يد الزعيم التاريخى ماوتسى تونج زعيم الثورة الصينية ومؤسس الجمهورية الشعبية وكان أحد أقطاب الشيوعية فى العالم وقاد المقاومة الصينية امام اليابان بعد غزوها الصين عام 1937 و حتى هزيمتها مع دول المحور فى الحرب العالمية الثانية وانسحبت من الاراضى الصينية عام 1945 وعقب الانسحاب اليابانى غرقت الصين فى حرب اهلية امتدت الى 4سنوات حتى نجح ماوتسى تونج فى توحيد الصينيين واعلان الجمهورية الصينية فى اول اكتوبر عام 1949.
وعلى مدار 71 عاما قاد الحزب الشيوعى الشعب الصينى ونجح فى تحقيق المعجزتين التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعى طويل الأجل وتجاوز معدل مساهمة الصين  فى النمو الاقتصادى العالمى نسبة الـ30٪.
اغلقت الصين على نفسها عدة عقود وفقا لخطة ماوتسى تونج نحو فاعلية اكبر على المستوى العالمى تتناسب مع ضخمة الصين كدولة قارية والاكبر عالميا فى عدد السكان وفى ذلك الوقت لم تكن امريكا تنظر الى الصين كعدو او منافس نظرا لحالة الفقر الذى يعانى منه800مليون مواطن لكن استراتيجية ماوتسى كانت حاضرة وتتحرك بكين وقادة الحزب الشيوعى من بعده فى اتجاه تحقيقها بهدوء حتى يكون لها دور أكبر فى رسم السياسة الدولية و تسعى للظهور بمظهر الدول العظمى ومنافسة الدول الكبرى مثل امريكا وروسيا والاتحاد الأوروبى واستخدام وفرة ورخص الإنتاج لأهداف استراتيجية وسياسية على مستوى العالم وفرض نفوذها على العالم.
وكانت واشنطن من أبرز العوائق التى ستعيق تنفيذ هذا المشروع حيث إنه سيؤدى إلى ازدياد هيمنة الصين على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا مما سيؤدى إلى إضعاف الدور الامريكى فى العالم ولهذا السبب أصرت واشنطن فى قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الاخيرة فى لندن واعلن الرئيس بايدن إنشاء صندوق البنى التحتية العالمى لإعادة بناء العالم مقابل مبادرة الحزام والطريق ليكون الصراع القادم تنافسا اقتصاديا بين امريكا والصين بعيدا عن الصراع العسكرى بينهما لأنه خيار مكلف جدا للطرفين فى ظل التطورات الاقتصادية والسياسية والصحية وغيرها التى تسود العالم.
ليقف الرئيس بايدن فى مواجهة استراتيجية ماوتسى بعد اكثر من سبعة عقود من وضعها لتكون بداية لصراع الجبابرة الذى تأخر 70عاما.