طالبان ترحب بالرحيل الأمريكى وتقتل 23 من قوات الأمن فى شمال أفغانستان

أمريكا تنهى أطول حروبها وتسلم قاعدة «باجرام» الأفغانية للقوات الحكومية

 القوات الأمريكية تغادر قاعدة باجرام فى أفغانستان
القوات الأمريكية تغادر قاعدة باجرام فى أفغانستان

أنهت الولايات المتحدة أحد أطول الحروب التى بدأتها منذ 20 عاما، بعد أن غادر الجيش الأمريكى قاعدة باجرام الجوية، مركز حربه التي خاضها على مدى عقدين للإطاحة بحركة طالبان ولتعقب مرتكبي هجمات 11 سبتمبر 2001 من عناصر القاعدة.

ووفقاً لمسئولين، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، فقد تم تسليم القاعدة إلى قوات الأمن والدفاع الوطنى الأفغانية بالكامل.. وتابع أحد المسئولين أيضًا أن القائد الأعلى لقوات الولايات المتحدة فى أفغانستان الجنرال أوستن ميللر، «لا يزال يحتفظ بجميع القدرات والسلطات لحماية القوات».

الانسحاب من قاعدة باجرام الجوية هو أوضح مؤشر على أن آخر جندى أمريكى من إجمالى نحو7000 جندى قد غادر أفغانستان أويقترب من المغادرة، قبل أشهر من وعد الرئيس جوبايدن بسحبهم بحلول 11 سبتمبر المقبل.

ورفضت الولايات المتحدة تحديد موعد مغادرة آخر جندى أمريكى لأفغانستان، متذرعة بمخاوف أمنية، لكن لا يزال التفاوض جاريا بشأن حماية مطار حامد كرزاى الدولى فى كابل، والذى يقوم جنود أتراك وأمريكيون حاليًا بحمايته.

بدورها، أعلنت ألمانيا إنهاء عملية انسحاب قواتها العسكرية من أفغانستان، شأنها شأن إيطاليا التى أكدت أنها قامت بإعادة جنودها إلى أرض الوطن فى إطار خطة انسحاب القوات العسكرية التابعة لمنظمة الحلف الأطلسى «الناتو».

 وينهى إغلاق قاعدة باجرام الجوية، التى تبعد 40 ميلا إلى الشمال من كابل، الوجود العسكرى الأمريكى فى أكبر منشأة عسكرية تستخدمها القوات الأمريكية وقوات الناتو فى أفغانستان، حيث كان يتمركز فى «باجرام» عشرات الآلاف من العسكريين فى ذروة العمليات العسكرية الأمريكية فى هذا البلد. كما تم استغلالها أيضا كسجن لآلاف من عناصر «طالبان والجماعات الجهادية الأخرى».

وأدار قاعدة «باجرام» الجوية بشكل مشترك كلا من الجيش الأمريكى والقوات الجوية، وتمركزت بها قوات بحرية ومشاة البحرية وخفر السواحل، إضافة إلى قوات التحالف ومدنيين. وكانت القاعدة تستخدم بشكل متكرر لشن ضربات جوية على حركة طالبان وغيرها من الجماعات المتشددة فى الحرب الأفغانية المستمرة منذ 20عاما.

من ناحية أخرى نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس اعتزام الولايات المتحدة التخلى عن أفغانستان برغم انسحاب قواتها من البلاد. 
وفى سياق متصل، شنت حركة طالبان فى إقليمى بدخشان وبجلان شمال أفغانستان هجوما أسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم أفراد من قوات الأمن وعناصر من قوى الانتفاضة العامة.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجى لافروف قوله امس الجمعة، إن تنظيم داعش يحشد قواته فى شمال أفغانستان مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسى من البلاد وهو ما يثير قلق موسكو.. وذكر لافروف أن التنظيم يسيطر على المزيد من الأراضى فى أفغانستان خلال الانسحاب وهو ما وصفه بالموقف «غير المسئول» من جانب المسؤولين فى كابول.. وحققت طالبان سلسلة من المكاسب فى أنحاء أفغانستان مؤخرا. ومنذ بدء الانسحاب الرسمى للقوات الأمريكية والـ «ناتو» من أفغانستان، انتزعت طالبان السيطرة على 15 منطقة، على الأقل.