نظريتان فى شراء البطيخة

شراء البطيخة
شراء البطيخة

عبد الصبور بدر

رغم أننا نعيش سويا فى بيت واحد إلا أن كل منا يؤمن بنظرية مختلفة فى شراء البطيخة.
نظريتى تقوم على ثلاث قواعد أولها الحجم باعتبار أن الكبيرة حلوة ومرملة، وبالتالى فإن عينى تقع دائما على أضخم بطيخة على الفرشة، لا أختار سواها مهما حاول البائع أن يشوه سمعتها، لأعود بها إلى البيت وأنا أحملها محاطا بنظرات إعجاب أطفال الشارع ولعابهم السائل.
القاعدة الثانية هى أن «التاجر كذاب وضلالى وشارى البطيخ بتراب الفلوس وبيضحك علينا ويبيعه غالي»، وبالتالى فإننى لا أقبل أبدا بالسعر الذى دونه على اللافتة (20 جنيها)، وأظل أفاصله فى الرقم حتى يكره نفسه ويشق هدومه، وينزل بالمبلغ إلى النصف على الأقل، وإلا أعلن مقاطعتى له وأتبنى حملة ضده أقوم خلالها بتجريسه بين الجيران وسكان المنطقة تحت شعار «يا ام نياظى قولى لنياظي».
أما القاعدة الثالثة فهى أن البطيخة لابد أن تصدر صوتا معينا حين أطبطب عليها يوحى بأنها المطلوبة.
ولأننى ورثت العشق للبطيخ وورثته لأولادى فإننى أطبق القواعد الـ3 حرفيا، والنتيجة دائما مؤسفة، فالبطيخة التى أقوم بشرائها يكون طعمها زى الزفت، ولونها غريب ومريب ويدعو للقرف، وتذهب إلى الخلاط ليتم تحويلها إلى عصير أتجرعه وحدي!
النظرية الثانية تتبناها زوجتى ولا تقوم إلا على قاعدة واحدة، حيث تشترط على البائع أن تكون البطيخة حمراء ومرملة وحلوة جدا، وإلا فسوف تقوم بردها إليه فى الحال.
يخبرها البائع بالسعر المطلوب (70 جنيها)، وأنا بجانبها أفتح فمى من هول الصدمة، وأبحث عن أى آلة حادة لأفتح كرشه، لكن نظرة واحدة منها تزجرنى وتمنعنى من التهور والذهاب إلى «أبو زعبل»، قبل أن تقول للبائع: لم أسألك عن السعر!
يشق التاجر البطيخة أمامها ويستخرج منها قطعة صغيرة تتناولها سريعا، فإذا لم ترض عن الطعم ردتها إليه فى الحال، وطالبته بشق أخرى، حتى نعود ببطيخة بالمواصفات القياسية أحملها وأنا أسير خلفها وسط نظرات عيال الشارع ولعابهم السائل.
وفى البيت أنفجر فيها وأنا أتهمها بالتبذير والبذخ، فتتناول قطعة من البطيخة وتضعها فى فمي، وحين أتذوق الطعم الرائع أرجئ الخناقة على الـ70 جنيها حتى ننتهى من تناولها.